أعمال

كيف سيكون الطلب على النفط عام 2040؟

لعل أحد أهم الأسئلة التي تدور في بال السعوديين عند الحديث عن النفط هو هل سيحتاج العالم إلى النفط بعد 20 أو 30 عاما مع تطور تقنيات الطاقة الشمسية أو حتى ظهور السيارات الكهربائية مثل سيارة تسلا التي بدأت تلقى رواجا كبيرا؟ لا أحد يستطيع التكهن بالمستقبل بصورة كاملة إلا أن الكل ما زال يحاول قراءته بشكل جيد لأن تحديد اتجاهات العرض والطلب مستقبلا يحدد حجم الاستثمارات التي يجب أن يتم ضخها في قطاع النفط اليوم. وبالأمس أصدرت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» تقريرها السنوي لآفاق النفط والذي تحدثت فيه عن سيناريوهات الطلب على الطاقة حتى 2040. ماذا قالت أوبك؟ قد لا يبدو مستقبل النفط قاتما للغاية على الرغم من تراجع حصة النفط في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2040، سيظل الطلب عليه ينمو بصورة مرضية للبلدان التي تعتمد عليه. وتوقعت أوبك في التقرير أن يشكل النفط نحو 26.1% من مزيج الطاقة في 2040 هبوطا من الحصة البالغة 31.1% بنهاية العام الماضي. ولكن الطلب سينمو على النفط بنسبة 0.6% بين 2014 و2040 بحسب التقرير. وسيفسح النفط المجال للطاقة المتجددة والنووية ولكن سيظل هو الوقود رقم 2 على مستوى العالم بعد الغاز الطبيعي الذي سيقفز إلى الوقود الأول على مستوى العالم في 2040 ليتبادل المراكز الحالية مع النفط الذي يعد اليوم الوقود الأول. ومن المفاجئ في تقرير أوبك أن الطاقة المتجددة لن تشكل سوى 4.7% من مزيج الطاقة العالمي بحلول 2040 فيما ستشكل الطاقة النووية 6.1%. وسيظل الفحم أحد اللاعبين الرئيسيين في مزيج الطاقة العالمي. زيادة الطلب ورفعت أوبك توقعات الطلب العالمي على الخام على المدى المتوسط وتوقعت أن يصل استهلاك الخام إلى 99.20 مليون برميل يوميا بحلول 2021 بزيادة مليون برميل يوميا عن تقرير العام الماضي. ويؤيد التقرير وجهة نظر أوبك بأن حصتها في السوق سترتفع على المدى الطويل مع تلاشي نمو إمدادات المنافسين. وتوقع التقرير أن يصل الطلب على خام أوبك إلى 41 مليون برميل يوميا في عام 2040 ويمثل 37% من الإمدادات العالمية ارتفاعا من 34% في 2016. وعلى المدى القريب توقعت أوبك نمو الطلب العالمي على نفطها في السنوات الثلاث المقبلة في إشارة إلى أن قرارها في 2014 بالسماح بهبوط أسعار النفط لتقليص إنتاج المنافسين الأعلى تكلفة مثل النفط الصخري الأمريكي يمنحها حصة أكبر في السوق. وقالت المنظمة في تقريرها لتوقعات النفط العالمية لعام 2016 إن الطلب على نفطها سيصل إلى 33.70 مليون برميل يوميا في عام2019‭ ‬ بارتفاع قدره مليون برميل يوميا عن 2016.‬ تحسن الأسعار ويشير التقرير إلى تحسن توقعات السوق للأعوام القليلة المقبلة من وجهة نظر أوبك التي تستأثر بثلث إمدادات النفط العالمية. وفي تقرير العام الماضي توقعت المنظمة انخفاض الطلب على خامها إلى 30.70 مليون برميل في 2020. وتوقعت المنظمة تحسنا طفيفا في الأسعار، ويفترض التقرير أن متوسط سعر سلة خامات أوبك سيصل إلى 65 دولارا في 2021. وفي العام الماضي توقع التقرير أن يصل السعر إلى 80 دولارا في 2020. وقال الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو في مقدمة التقرير «من المتوقع أن تشهد الساحة في ظل انخفاض الأسعار تراجعا في الإنتاج من خارج أوبك بشكل عام في الفترة من 2016 إلى 2017 قبل أن يزيد ببطء مرة أخرى حتى عام 2021». ونزل سعر النفط إلى أقل من النصف منذ منتصف 2014 عند 46 دولارا للبرميل بسبب تخمة المعروض. ومع تقلص دخل المنتجين واستمرار التخمة عادت أوبك لاستراتيجية تقييد الإمدادات لمحاولة تعزيز الأسعار.