'السعادة هي أن يواظب المرء على تمني ما يمتلكه'.. هكذا اختار الفيلسوف فريدريك لونوار أن يقدم كتابه الصادر عن دار الخيال (فن الحياة)، والذي ضمنه عشرين فصلا تعد محاور يمثل الانتباه إليها وتطبيقها جزءا مهما من تعلم الإنسان كيفية أن يعيش حياته كما يجب. - الاستجابة للحياة لن نحقق السلام الداخلي دون التسليم بحقيقة الوجود، والقبول التام للحياة على نحو ما هي متاحة لنا، وبما تنطوي عليه من أمور محتومة. بمجرد أن يقبل المرء حياته وكيانه يوفر لنفسه شعورا بالامتنان، يعتبر بحد ذاته مصدر سعادة. - إرخاء القبضة هو أن نبذل غاية جهدنا لنسيطر على ما يمكن السيطرة عليه بدءا برغباتنا وأهوائنا، ونتذرع نفسيا بقبول الأحداث الطارئة والتكيف معها والاستفادة منها، جميعنا نخشى 'إرخاء القبضة ' لأول مرة، لكننا نفعل ذلك ويعود ذلك بالوعي والفرح ونكتشف أن لا شيء خطيرا قد وقع لنا. - كل مسؤول عن حياته مسؤولية الحياة تقتضي الالتزام، والإنسان الذي يبتغي الكمال يحتاج أن يعمل بكل جوارحه أيا كان ميدان اختصاصه، عندما لا يتقن المرء عمله، ولا يبذل جهدا صادقا، فهو لن يشعر بالرضا النفسي، النجاح هو ثمرة انخراط حقيقي في جميع مجالات الوجود. - الفعل والامتناع عن الفعل ينمو الفرح نموا طبيعيا مع تطور قدرة الفرد على الفعل والتفكير، وتتحقق الطبيعة البشرية حين ينجح الفعل في إحداث تأثير على العالم، وبأشكال متعددة، في المقابل.. فإن الخمول يعد علامة عجز، ودليل عدم رضا. - صمت وتأمل الصمت الحقيقي هو الذي نجده في أعماق ذواتنا، ونتحرر فيه من ضجيجنا الباطني الأشد تشويشا من الأصوات الخارجية، وكما يحتاج الجسد الراحة، يحتاج العقل الهدوء الذي يمكنه من الوصول إلى مرحلة التأمل، وهو نشاط يشكل، بحسب أرسطو (سعادة الإنسان الكاملة). - معرفة وتمييز تنقل إلينا التقاليد على مدى قرون حقائق كلية وأحكاما مسبقة ذات علاقة بثقافة قديمة، ليس علينا أن نقبلها أو نرفضها بالمجمل، من الأفضل أن نستفهم عنها ونمعن النظر في كل حالة بمفردها. لا تقبل شيئا دون تبصر، ولا ترفض دون تأكد من اقتناعك الشخصي. - اعرف نفسك بينما تقف (الأنا) عقبة دون الوصول إلى ما نحن عليه في الحقيقة، ثمة وسائل عدة لمعرفة أنفسنا، ومنها القراءة في الأدب، والتجارب الحسية والانفعالية، مع ربط النفس بالطبيعة البشرية ككل، والأسئلة الذاتية على نحو(ما هي حوافزي؟) و(لماذا أتصرف على هذا النحو؟). - الحب والصداقة الحب حيوية خارقة تتآكل على مر الزمن، إلا حين يكون الحبيب صديقا أيضا، فحينها ينتهي الأمر إلى علاقة لا تقل قوة. حب الصداقة اختبار للتماثل والتكامل، فنحن نحب بعضنا لأن نفسينا تتشابهان، ولأن الآخر يحمل إلينا ما ينقصنا، ولا قبل لنا بتوفيره لذواتنا.