أوضحت الناقدة والكاتبة المسرحية الدكتورة ملحة عبدالله أن مسرحية «بعيدا عن السيطرة» افتقدت لعنصر المتعة الذي يعتبر الأساس في المسرح، مؤكدة على أن وجودها ضروري لقوة العرض وجذب الجماهير، مؤكدة بأن زمن السرد العادي للحوار المسرحي قد انتهى. فيما أشادت في الوقت ذاته خلال مهرجان الدمام المسرحي في دورته الحادية عشرة بجمعية الثقافة والفنون بالدمام بشخصية (الحلاق) الذي كسر رتابة الإيقاع في المسرحية لأنه لامس الواقع بشكل أكبر. من جانب آخر قسم الناقد عبدالله الجفال في قراءته النقدية لمسرحية «بدل فاقد» العرض إلى ثلاثة أقسام هي: أعلى التلة، وعلى سفوحها ووديانها بدأ قراءته بتقديم شخصية الحفار الذي يتجول بالمقبرة بكل نشوة وفرح واستعراض جسدي صوفي لا يمثل الصورة التقليدية للحفار. وقال الجفال: في الجزء الثاني من العرض قدمت الجوقة دلالات رمزية مختلفة أقرب إلى الصخور التي يعج بها المنحدر والوادي والسفوح مع جهة الحفار الذي يحاول صنع ونحت قبور بين الصخور، مبينا أن الجزء الثالث من العرض تركز على إظهار شخصيات اللصوص الثلاثة «أبوالركب» و»جلعون» و»كعيد» والتي لم تأخذ حيزا كبيرا، إلا أنها ساعدت على تغير مجرى الصراع الذي ينتهي بانتصار مدو، متسائلا عن ماهية المكان والزمان في الحكاية وعن هيئة الحفار وطبيعة عمله. المقابر تجاوب العالم فيما عرضت فرقة مسرح الطائف مسرحية بعيدا عن السيطرة التي قال عنها الناقد التونسي عزالدين العباسي إنها من العروض المميزة. وأكد العباسي أن هذه المسرحية لها طريقتها الخاصة في توصيل فكرتها وساعد على ذلك حس الممثلين الجيد بأدوارهم وقدرتهم على ملامسة الواقع والخيال، مضيفا رغم أن (لعنة المقابر) ما زالت تجوب مسارح الوطن العربي. وعن الهفوات التي وقع بها العرض قال وجدت بعض الهفوات بين الممثلين فخرج بعضهم عن إطار شخصيتهم، إلا أن البعض استطاع الحفاظ على استمرارية تمسكه بالدور، أما إيقاع العرض فهناك عدة مواقع شهدت خلل في الإيقاع بعض الشيء. مدارس إخراجية وقال الفنان جبران الجبران في مداخلة له «تجربة المخرج سامي الزهراني واضحة بثراء خياله واستخدامه للتقنيات المختلفة كالشاشة الخلفية التي صنعها بذكاء ليحتمي بها كلما أراد أن تنتهي مشاكسته المشهدية ليعود مرة أخرى من خلالها، فيما أتقن الممثلون بأدائهم للغة الأدبية والأداء الجسدي المتناغم». وأشار مخرج بعيدا عن السيطرة سامي الزهراني أن فريق المسرحية أثبتوا من خلال النص الذي كتبه فهد ردة ومثلها ممدوح الغشمري وفهد الغامدي وعبدالرحمن المالكي وبدر الغامدي أنهم قادرون على تجسيد الفكرة بحرفية عالية. واعتمد الزهراني حسب تعبيره التنويع في استخدام عدد من المدارس الإخراجية في المسرحية ومنها الملحمية وخيال الظل والإيماء ولغة الجسد. سجينا صدق كما قدم نادي المسرح في جازان مسرحية «سجينا صدق»، تأليف عزيز بحيص، وإخراج أيمن آل مظهر الذي أوضح أن المسرحية تدور حول سجن افتراضي تتناول قضايا إنسانية وفكرية واجتماعية في مقدمتها الكذب الاجتماعي وغياب القيم الأخلاقية واختلال الموازين، وكلها تؤدي إلى حالة من الفوضى في علاقة الناس في بعضهم بعضا.