رصدت «مكة» في جولة لها بأسواق وسط الدمام (سيكو)، انتشار باعة جائلين يبيعون ثمرة «القورو» المحظورة، في مشهد أثار التساؤلات عن كيفية تسرب تلك الثمرة إلى الأسواق رغم حظرها نظاما وتغريم مهربيها ومروجيها. وكشفت الجولة عن مواطنين ووافدين يبيعون ثمار القورو على قارعة الطريق وعبر بسطات يفترشونها في ممرات السوق. وزعم إبراهيم من أبناء الجالية اليمنية، أن ثمرة القورو تفيده في تحمل الأعمال الشاقة وتزيد من طاقته الاستيعابية، مشيرا إلى أنه يحتاج يوميا لثمرة واحدة حتى يبدأ يومه بنشاط حسب قوله. وقال إن تأثيرها يمتد إلى 7 ساعات، لافتا إلى أن سعر الحبة الواحدة من القورو يتراوح بين 10 و15 ريالا، مشيرا إلى ارتفاع أسعارها في بعض المواسم إلى 30 ريالا. ويقول متعاط آخر للقورو، يدعى عامر إن تعاطيه للقورو يمنحه قدرة على السهر الطويل وتحمل مشاق العمل والنشاط العالي، مؤكدا أن توفره في المنطقة أمن له تعاطيه بشكل يومي. وقال الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان لـ «مكة»، إن الأمانة تمنع بيع القورو وتكافح انتشاره، مشددا على أنها مادة غير مصرح بها نظاميا ويمنع تسويقها. وأشار إلى أن الأمانة تصادرها حال وجدتها، مؤكدا أن العمالة الأجنبية التي يتم القبض عليها متلبسة ببيع هذه الثمرة تحال إلى الجهات الأمنية المختصة، أما المواطنون الذين يبيعونها فيؤخذ عليهم تعهد بعدم البيع، وفي حال التكرار يطبق عليهم النظام. وفي السياق ذاته، أكد الناطق الإعلامي بإدارة الجمارك السعودية عيسى العيسى لـ «مكة» أن ثمرة القورو يمنع استيرادها وتصادر وتتلف ويغرم من يحاول إدخالها للسعودية. وكشف مصدر مسؤول لـ «مكة» عن أن بيع ثمرة القورو ممنوع نظاما، لكنه ألمح إلى أن بعض محلات المواد الغذائية تبيعها. وأكد المصدر أن أحد أسباب انتشار الممنوعات الكثافة العالية للعمالة المخالفة في منطقة سيكو بوسط الدمام، وتفوق الإمكانات المتاحة من الجهات المعنية بالمكافحة، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب جهودا أكبر بمشاركة عدة جهات حكومية لمكافحة تسويق تلك الممنوعات. وأكد مصدر في هيئة الغذاء والدواء أن الثمرة تصادر حال العثور عليها في أي شحنات جمركية تدخل السعودية، ويتم تغريم صاحبها وتعد ثمرة القورو من المحظورات في سجلات هيئة الغذاء والدواء لما تحتويه من نسب عالية جدا من الكافيين. يذكر أن القورو ثمرة صغيرة الحجم يميل لونها إلى الأصفر المشرب بالحمرة، ولها طعم مر، وتحتوي على نسبة عالية من المنشطات ويتم مضغها فترات طويلة وبعدها يتم التخلص منها وتسبب الأرق وتوتر الأعصاب والعصبية الزائدة مع زيادة خطر الإصابة بمرض سرطان الفم، إضافة إلى الشعور بعدم الراحة، والمداومة عليها تسبب الإدمان وتزيد من احتمال الإصابة بالنوبة القلبية.