الرأي

أم الربيعين!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
الحديث النظري عما يحصل في الموصل مختصره أن الدولة العراقية تحاول استعادة مدينة عراقية سرقت منها في ظروف غامضة. وهذا أمر يبدو طبيعيا وفي سياق طبيعي، فأي «دولة» في العالم ستقوم بذات العمل وتحاول استعادة مدنها التي تخرج عن سيطرتها. أما في الواقع الفعلي بعيدا عن الكلام النظري فإن إطلاق اسم «دولة» على العراق في الوقت الراهن يبدو أمرا مبالغا فيه، وما يحدث في الموصل هو أن عصابات المجرم سليماني تقاتل عصابات المجرم البغدادي في حرب وقودها الناس والحضارة. ستهرب داعش من الموصل وتتركها، كما هربت منها قوات المالكي والعبادي من قبل، وسيدفع الناس ثمن «الهروبين». ثم يدخل الحشد الشيعي إلى الموصل لتطهيرها من أهلها. هذا هو السيناريو المتوقع والمتكرر. وهذا السيناريو هو وقود التطرف الذي يحول الناس من بشر عاديين إلى إرهابيين وقتلة يسعون وراء الانتقام والثأر. أخطر كائن حي على الإطلاق هو الإنسان حين لا يعود لديه ما يخسره، والذي يحدث في العراق وسوريا وما شابههما هو خلق أعداد متزايدة من البشر الذين ليس لديهم ما يخسرونه. ثم تبدأ بعد ذلك النظريات البلهاء والحديث عن أصل الإرهاب ومنشئه وكيفية القضاء عليه. بالطبع أتمنى أن تختفي داعش من الوجود هي ومن أسسها ومن تعاطف معها، لكني لا أثق في أن شخصا لا يستطيع السيطرة على حزام بنطلونه سيستطيع السيطرة على العراق العظيم. من الصعب الوثوق في فكر دولة تريد استعادة مدينة من مدنها وهي ترفع شعارات «الثأر من يزيد وأحفاده»، وأحفاده في هذه الحالة هم سكان الموصل العراقيون، أما الدواعش فسيذوبون ويختفون ويظهرون في مكان آخر حسبما تقتضيه الحاجة وربما باسم جديد. وعلى أي حال.. أظن أن أكبر مؤامرة في تاريخ هذه المنطقة الموبوءة من العالم هي إقناع الناس بأنه لا توجد مؤامرة من الأساس. أما ما أعتقده اعتقادا جازما لا شك فيه فهو «أن الله يفعل ما يريد».. والسلام! اقرأ أيضاً: الكتب الورقية أم الالكترونية؟ .. وكذلك: الإسعافات الأولية الخاصة بمعالجة الجروح العاطفية