دفع مستغلو حاجة الناس من بائعي العسل المغشوش كثيرا من المرضى إلى البحث عن النحالين لشراء العسل منهم مباشرة لضمان جودته، ولمعرفة على أي نوع من الأشجار تغذى النحل للتأكد من مطابقة نوع العسل لاحتياجهم. وتحتشد حاليا أودية وسهول وجبال ـ حيث يتواجد النحالون ـ بالزائرين من الباحثين عن الشفاء في شربة عسل، كما تنتشر على امتداد المنطقة محلات متخصصة لبيع أنواع العسل ذي الجودة العالية الذي يجد إقبالا متواصلا طوال العام من أهالي المنطقة وزوارها من أجل الغذاء أو الدواء. ويستمر إنتاج عسل جازان على مدار العام بحسب تأكيد النحال علي معشي، وذلك لوفرة الأزهار من شجر السلام والسدر والسلم التي تعد مصدرا أساسيا لغذاء النحل، حيث يعمد النحالون إلى رحلة سنوية بين جبال جازان الشرقية صيفا وسهول تهامة شتاء بحثا عن تلك الأشجار المزهرة، الأمر الذي عزز انتشار المناحل سواء في الجبال أوالسهول. وأوضح رئيس مجلس الإدارة التأسيسي لجمعية النحالين يحيى عامري، أن الجمعية تمر حاليا بمراحل التأسيس النهائي، حيث يجري العمل على اكتتاب المؤسسين له، لتكتمل يوم 25 شعبان الحالي مسوغات إصدار الموافقة النهائية لتأسيسها، وذلك بعد أن صدرت الموافقة المبدئية على تأسيسها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية قبل نحو شهر من الآن تتويجا لجهود النحالين بمنطقة جازان. وقال عامري إن الجمعية تحمل أهدافا أساسية لخدمة النحالين بمنطقة جازان وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم وتأمين الخلايا، وتعزيز فرص التسويق الأمثل للعسل، فضلا عن الخدمات الاستشارية والإحصائية، وغيرها من الخدمات. ويصف النحال محمد أبوجبل سوق تربية النحل وإنتاج وبيع العسل في منطقة جازان بالسوق الرائجة والمثمرة اقتصاديا، إذ إن أنواع العسل المنتجة محليا تتصف بالصفاء والنقاء المتميز، نظرا لجودة الأزهار التي يتغذى عليها النحل. وبين أن عسل السدر له فوائد طبية لعلاج العديد من الأمراض مثل ضعف جهاز المناعة لدى الإنسان والأنيميا، ويساعد عسل الشوكة في معالجة القرحة والقولون والجروح وأمراض الجهاز الهضمي، في حين تقي أقراص شمع النحل من الحساسية ومضادة للالتهابات والبكتيريا، إلى جانب فوائد العسل في علاج النحافة وأمراض فقر الدم، وغيرها من الأمراض. وأضاف أن كثيرا من النحالين بمنطقة جازان يشاركون في معارض ومهرجانات دولية للترويج للعسل الجازاني المنتج محليا، ومنها معارض العسل في الدار البيضاء، وباريس وموسكو وتركيا وإندونيسيا، ويجد العسل الجازاني اهتماما واسعا من زوار هذه المعارض نظرا لجودته. وأوضحت الإحصاءات الرسمية للمديرية العامة لشؤون الزراعة في منطقة جازان أن عدد خلايا النحل الحديثة في المنطقة بلغت العام الماضي 9239 خلية من النوع الحديث و131719 خلية من النوع البلدي، فيما أصدر 546 ترخيصا لنحالي جازان. وأشارت الإحصاءات إلى أن إنتاج هذه الخلايا بلغ 295.972 كجم من العسل، و1000 كجم من الشمع و23.500 كجم من الطرود أو مجموعات الإنتاج، فيما أصدرت المديرية 546 ترخيصا للنحالين خلال العام الماضي.