يتقرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى شعبه بكل وسيلة ترفع زيادة حب الشعب له. في افتتاح استاد جوهرة جدة يتحدث إلينا من داخل قلبه كأي أب حان ليصفنا بأننا أشقاؤه. لأول مرة في تاريخ الملوك عبر العصور يتقدم ملك إلى شعبه بوصفه شقيقا لهم. شقيقنا وحبيبنا الملك عبدالله يستخرج منا كل ما تكتنزه قلوبنا من حب ووفاء في كل لحظة زمنية وفي كل مناسبة مكانية، بينما كان معنا الملك عبدالله في الملعب وفي غضون 48 ساعة سبقت الحفل شهدنا تدريب «سيف عبدالله» الأكبر على تاريخ المناورات المجدولة في تدريبات الجيش السعودي شارك فيها ما يزيد عن 115 ألفا من قواتنا البواسل، كثير من الشعب لم ير إنجازات الجيش السعودي لأن وطننا يعمل بسياسة العمل في صمت، فكان تمرين سيف عبدالله بمثابة مفاجأة مفرحة لهم عبروا عنها في كل الصور والأشكال باعتزازهم وفخرهم وانتمائهم لوطن قوي لا يخاف عليه من المكائد والمتآمرين. وفي غضون 48 ساعة سبقت المباراة شهدت ملحقية أمريكا تخريج مئات المبتعثين ومعها كلية الملك فهد الأمنية التي زفت للأمن 2000 ضابط، وقبلها بشهر خرجت ملحقية بريطانيا آلافا من المبتعثين القادمين جميعا لمحاربة جحافل الظلام وإشعال شعلة التقدم بالروح التكنوقراطية التي لا تؤمن سوى بالنجاح! أما ما حدث في فترة تولي شقيقنا الملك عبدالله للحكم خلال تسع سنوات فلن تغطيها عشرات المقالات، يكفينا فخرا أن جميع مناطق المملكة العربية السعودية أخذت حصتها كاملة وافية من التعليم العالي. ما يزيد عن خمسين جامعة وكلية حكومية وأهلية تناثرت كاللؤلؤ في ربوع بلادي، هذا كفل بأن يرفع مستوى وطننا عاليا للحقبة المقبلة وأن تبنى منصات شامخة جديدة للوطن بسواعد أبنائها المخلصين. عن أي وطن أتحدث، إذا كان هو قبلة المسلمين من جميع أرجاء العالم في ثراه يرقد خير البرية، هذا الوطن جغرافية الوصل بين أكبر قارتين في العالم، آسيا وأفريقيا، وأحد أعضاء منظمة أوبك لتصدير النفط، وبيت العرب الأول، وشقيق الدول الإسلامية، كيف يمكن أن يجيد الوصف رصد إحصاءات التبرعات الخيرية ونشر الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء العالم؟ ففي كل عاصمة من عواصم العالم وهجره وغاباته نرى بصمة لرسالة الإسلام قدمتها السعودية على هيئة مسجد أو مدرسة إسلامية أو مركز إسلامي، ناهيك عن الكتب الداعية إلى رسالة الإسلام الدين القويم. السعودية أرض مباركة دعا لها أبونا وسيدنا نبينا إبراهيم عليه السلام، فلم يرزقنا الله من الطيبات وحدنا لأننا مواطنون، بل كل من يعيش على هذه الأرض المباركة يصيبه الخير من بركات دعاء أبينا إبراهيم، من تحت أرضها يتفجر ينبوع زمزم في مكه المكرمة ليسقي عباد الله في جميع أنحاء العالم. ودعاء الأنبياء مجاب عند الله الذي كفل لهذه الأرض حماية من النجس لم يشهد التاريخ وقوعها تحت وطأة احتلال أو اضطهاد، لأنها منار العالم ومنبع الخير والإنسانية. ليس غريبا بعد هذا كله أن يسخر الله لأهلها ملوكا طيبين صالحين، فالبلد المبارك يعطيه الرب الرحيم من رحماته ومن بركاته. الملك عبدالله في قلب كل سعودي، فقيرا أو غنيا، متعلما أو أميا، وهو يؤكد على ذلك في كل خطاب يوجهه إلينا فيتحدث إلينا بوصفنا إخوانه وأبنائه وأشقائه، الملك عبدالله قريب من كل مواطن سعودي، ولذلك شهدنا إعفاءات لمسؤولين لم يؤدوا واجباتهم تجاه المواطنين بالصورة التي ترضيهم، وفي عصره شهدنا الثورة في مكافحة الفساد بكل علانية، والمحاسبة الصارمة لكل أمر من شأنه أن يهز البنية التحتية للوطن، مكافحة الملك عبدالله للإرهاب، وقمعه بكل أشكاله، رفع مستوى السياج الأمني للوطن. شخصية الملك عبدالله جمعت قوة الملوك في حزمها، وطيبة الآباء في لينها، وحنان الأشقاء في تعاطيها. دام الملك عبدالله لشعب يحبه، ووطن يرتفع بمجده، بعيدا عن الأمم المتناحرة حوله.