اختيار البائعين لجانبي الجنس والتخسيس لم يأت من فراغ، وإنما بناء على ما لمسوه من هوس يصيب معظم السعوديين ذكورا كانوا أم إناثا، ففي الوقت الذي يرغب فيه الرجل بتعزيز رجولته، تسعى المرأة إلى أبسط الوسائل للفوز بجسم رشيق دون بذل أي مجهود. البائع توفيق الجعيدي، صاحب أحد المحلات المتخصصة في بيع العقاقير المستخلصة من الأعشاب الطبيعية داخل مركز متخصص للأدوية بسعر الجملة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، يؤكد توافد كثير من السائحين الخليجيين والسعوديين خاصة، على مركز الأعشاب. ويقول لـ»مكة» «أول ما يسأل عنه معظم السياح السعوديين مستحضرات عشبية طبيعية لتقوية الجنس، والتي تكون إما على هيئة زيت أو حبوب أو مناديل مشبعة بمادة زيتية ذات مفعول قوي مخصصة للاستخدام الموضعي». ولفت إلى أن طالبي المقويات الجنسية يفضّلون الحبوب نتيجة إيمانهم بمفعول الـ»فياجرا» وغيرها، إلا أن بعضهم يبحثون عن المستحضرات ذات الاستخدام الموضعي لاقتناعهم بأنها أكثر أماناً من غيرها. ويشير إلى أن معدل زيارة محله من قبل السياح يعتمد على المواسم، ففي الأيام العادية قد لا يستقبل أكثر من سائحين إلى ثلاثة كل يومين، بينما يصلون إلى ما يزيد عن 20 شخصا في الإجازات ومواسم السياحة. أما ريكا، إحدى البائعات في محل للعطارة، تؤكد أن زبائنها معروفون والذين يأتونها سنويا أو يبعثون لها زبائن جدد، حيث يفضّلون شراء نوع من أنواع العسل المقوي للجنس والمنشط للرجال والنساء على حد سواء. وقالت لـ»مكة» «أبيع مسحوقا تتم إذابته في ماء دافئ وتناوله كل صباح قبل الإفطار، والذي يساعد على فقدان الوزن للنساء واختفاء البطن تماما، وهو ما يلقى رواجا كبيرا بين زوجات وبنات زبائني، مما يجعلهن يشترينه بكميات كبيرة تصل إلى ست علب في المرة الواحدة». وتوضح أن أكثر ما تسأل عنه النساء السعوديات، هو مدى تأثير تلك المستحضرات على الحمل، خصوصاً وأن كافة أعشاب التخسيس الطبيعية محظور استخدامها للمرأة الحامل، مضيفة «هناك من يفضلن الأعشاب المساعدة على تجميل الجهاز التناسلي لدى النساء، ولكنهن قليلات مقارنة بمن يبحثن عن الرشاقة». وعن تجربة ناجحة –بحسب قولها-، ذكرت آمال يوسف أنها حريصة على جلب نوع معين من عقار مستخلص من الأعشاب الطبيعية ذي مفعول قوي في فقدان الوزن، وتقول لـ»مكة» «جربته للمرة الأولى بعد إنجابي الطفل الأول، ولاحظت فرقا كبيرا في وزني، ما جعلني أستخدمه بعد كل ولادة». يذكر أن الأسواق الإندونيسية مليئة بأنواع متعددة من الأعشاب ومعظمها تكون على هيئة شاي يتم غليها وشربها، من ضمنها الشاي الأبيض والأخضر، إلى جانب عشبة تسمى «خشب النقا» يتم الترويج لها بأنها تعيد للمرأة شبابها وحيويتها من كافة النواحي. محوران أساسيان يقوم عليهما استهداف السياح السعوديين في إندونيسيا عند تجولهم بالمراكز التجارية والأسواق الشعبية هناك: «تقوية الجنس» للرجال و «فقدان الوزن» للنساء، حيث كثير من الأعشاب الطبيعية ذات الفاعلية في هذين الجانبين يروّج لها البائعون ويحققون من ورائها مكاسب مالية لا بأس بها تتراوح ما بين 500 و 2000 ريال يوميا.