حزب الإخوان من لقاءات حسن البنا بالملك المؤسس إلى رؤية محمد بن سلمان الحاسمة
الخميس / 27 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 05:59 - الخميس 18 ديسمبر 2025 05:59
لم تكن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة مجرد محطة في مسار العلاقات السعودية-الأمريكية، بل جاءت في لحظة سياسية حساسة يتغير فيها الموقف الدولي من الحركات الإسلاموية السياسية وفي مقدمتها حزب الإخوان المسلمين.في الخلفية، تقف ذاكرة تاريخية تعود إلى أكثر من ثمانية عقود، حين التقى مؤسس الجماعة حسن البنا بالملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في زيارة حملت مبكرا ملامح التباين بين مشروع دولة وطنية ومشروع تنظيم عابر للحدود. واليوم في ظل قيادة الأمير محمد بن سلمان تتبلور رؤية سعودية أكثر وضوحا تجاه هذا التنظيم الذي يتمحور دوره في إفساد الأنظمة، وتغليب مصالحه الحزبية على مصالح الأوطان.أولا: الزيارة التاريخية... حين قال الملك عبدالعزيز «نحن كلنا إخوان ومسلمون»يصف عدد من المصادر التاريخية زيارة حسن البنا للمملكة في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث التقى الملك عبدالعزيز خلال موسم الحج، وطلب منه السماح بفتح فرع رسمي لجماعة الإخوان في السعودية، فجاء رد الملك المؤسس حاسما بعبارة بقيت راسخة في الذاكرة «نحن كلنا إخوان.. وكلنا مسلمون» في إشارة ذكية إلى رفض تحويل الدين إلى إطار حزبي تنظيمي داخل المملكة.هذا الموقف لم يكن مجرد رد لغوي لطيف، بل يمكن قراءته اليوم كتأسيس مبكر لعقيدة سياسية سعودية تقول:
- إن الإسلام هو هوية الدولة والمجتمع وليس بطاقة عضوية في تنظيم.
- الشرعية في المملكة تبنى على البيعة والنظام الأساسي لا على «التنظيم السري» أو الولاء الحزبي.
- إن أي حركة تسعى لبناء ولاء عابر للحدود تصطدم حتما مع منطق الدولة الوطنية.
- في مارس 2014 أعلنت السعودية رسميا تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا.
- في نوفمبر 2020 جددت هيئة كبار العلماء هذا الموقف مؤكدة أن الجماعة تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، وأنها تسعى إلى الوصول إلى السلطة عبر الصراع الحزبي والشقاق.
- صرح سموه في مقابلات دولية بأن المملكة أكبر ضحية للأيديولوجيا المتطرفة، وأن جميع التنظيمات المتطرفة - بمن فيها الإخوان - تعامل كتنظيمات إرهابية في السعودية وعدة دول أخرى.
- في حوار مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة CBS أشار إلى أن المدارس السعودية غزتها عناصر من جماعة الإخوان، متعهدا باستئصالها من المنظومة التعليمية.
- وفي سياق أوسع، أعلن أن هدفه هو عودة السعودية إلى الإسلام المعتدل، المنفتح على العالم، دون ترك فراغ تستغله التنظيمات المؤدلجة لاحتكار الحديث باسم الدين.
- ملك مؤسس يرفض فتح فرع للتنظيم في بلاده، برسالة بليغة: نحن كلنا إخوان ومسلمون.
- ملوك لاحقون يوازنون بين احتواء الأفراد ومواجهة المشروع السياسي حين يتعارض مع استقرار الدولة.
- تصنيف رسمي للجماعة كتنظيم إرهابي عام 2014، وتجديد شرعي لهذا الموقف عبر هيئة كبار العلماء عام 2020.
- ولي عهد شاب يضع مكافحة التطرف في قلب مشروعه الإصلاحي، ويصرح علنا بأن لا مكان لـ»الإخوان» في التعليم أو الفضاء العام السعودي.