محمد بن سلمان في واشنطن: قراءة في الطبقات غير المرئية لزيارة استثنائية
الأربعاء / 19 / جمادى الآخرة / 1447 هـ - 09:18 - الأربعاء 10 ديسمبر 2025 09:18
في زحمة التحليلات السياسية، غالبا ما تختزل زيارات القادة الكبار إلى ملفات معلنة: استثمارات، دفاع، علاقات استراتيجية، ومشاريع مشتركة. لكن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة حملت طبقات أعمق من تلك التي تناولها الإعلام التقليدي. كانت زيارة تقرأ بالتصريحات الظاهرة، لكن تفهم من الإشارات الخفية التي رافقت كل خطوة في جدولها المكثف.1- إعادة تعريف 'الدور السعودي' لا 'العلاقة السعودية-الأمريكية'معظم التحليلات ركزت على مستقبل العلاقات بين البلدين، وكأن السعودية طرف يحدد خياراته وفق ما تمليه واشنطن. الجديد - والذي تجاهله الكثيرون - أن الزيارة لم تكن لإعادة تموضع العلاقة، بل لإعادة تعريف دور السعودية عالميا.الأمير محمد بن سلمان ذهب بصفته:
- صانع سياسات دولية وليس مجرد قائد إقليمي.
- لاعبا يتعامل مع أمريكا كـ'شريك' من بين شركاء عالميين وليس المرجع الأوحد.
- قائدا يسعى لبناء هندسة جديدة للعالم متعدد الأقطاب.
- لن تحاصر في خانة 'مزود الطاقة للعالم'.
- ولن تعرف علاقتها مع واشنطن عبر النفط فقط.
- بل تريد أن تكون منصة التقنية الأكبر في الشرق الأوسط، وجسرا عالميا بين الشرق والغرب في الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، وصناعات الفضاء.
- لقاءات مع قيادات الشركات الكبرى في الترفيه، الألعاب، السينما، والتكنولوجيا الثقافية.
- حضور لافت لخطاب سعودي حديث يبرز صورة دولة شابة، طموحة، منفتحة عالميا.
- توظيف الرؤية السعودية 2030 كمنصة عالمية وليست مشروعا محليا فقط.
- صورة السعودية كمجتمع تقليدي، تم استبدالها بنموذج 'الدولة الشابة التي تتحرك أسرع من المنطقة كلها'.
- صورة الاقتصاد الريعي، استبدلت باقتصاد متنوع يقوده الاستثمار الجريء والابتكار.
- صورة التحالف القائم على النفوذ الأمريكي فقط، استبدلت بنموذج الشراكة الندية التي تفرضها قوة السعودية الحديثة.
- هناك تفاهمات حول أدوار جديدة للسعودية في الشرق الأوسط، خصوصا أمن البحر الأحمر والشراكات الأمنية التقنية.
- تفاهمات اقتصادية عابرة للقطاعات: من الرقائق الالكترونية إلى الطاقة المتجددة.
- وأهمها: تعزيز موقع السعودية كـ'قوة توازن' إقليمية في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
- أمن الطاقة.
- استقرار الأسواق.
- مشاريع اقتصادية عابرة للقارات.
- حضور سياسي يحل الأزمات لا يخلقها.