العالم

بايدن.. نكتة على ألسنة الروس

زاخاروفا: من يوقع شيكات بمليارات لأوكرانيا لا يعرف عن أي بلد يتحدث

جو بايدند
تحول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى «نكتة» يتناقلها الروس في جلساتهم وأحاديثهم، وعنوان للسخرية لدى الساسة والنخبة بعد زلاته الكثيرة والمثيرة للدهشة، وآخرها ما يتعلق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مازحة، « إن جو بايدن أظهر أنه مرشح مؤيد لروسيا ويخضع لسيطرة الكرملين» بعد أن أخطا وهو يقدم نظيره الأوكراني في مؤتمر على أنه الرئيس بوتين قبل أن يصحح خطأه«. وفيما تداولت نشرات الأخبار في روسيا مقطع فيديو لزلة لسان بايدن في قمة حلف شمال الأطلسي بواشنطن، يصور التلفزيون الحكومي منذ فترة طويلة بايدن (81 عاما) على أنه رجل طاعن في السن يغامر بالتورط في حرب عالمية ثالثة، على عكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (71 عاما) الذي يصوره على أنه عبقري وداهية.عرض مستمرونال الخلط الذي وقع فيه بايدن بين اسم منافسه الجمهوري دونالد ترمب ونائبته كاملا هاريس نصيبا أيضا من التغطية، ونشرت أولجا سكابييفا، المعلقة التلفزيونية المؤيدة للكرملين، مقطعا لبايدن وهو ينطق اسم بوتين في غير موضعه بطريق الخطأ على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي مع رمز تعبيري يدمع من شدة الضحك، وكتبت أسفل لقطات خلط فيها بين اسم ترمب وهاريس تقول «عرض جو ما زال مستمرا!».وتأتي زلات جو بايدن في وقت يواجه فيه دعوات من بعض أعضاء حزبه الديمقراطي للانسحاب من مسعى إعادة انتخابه، وأصر الرئيس على مواصلة السباق وأنه الأقدر على إلحاق الهزيمة بترمب في انتخابات نوفمبر المقبل.مجنون وقاتلوقال الكرملين «إن زلات بايدن كانت ملحوظة على نطاق واسع، وأشار دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لاحظنا أن العالم كله انتبه لما حدث... واضح أنها زلات لسان».وأضاف «إن الخلط الذي وقع فيه بايدن شأن يخص الولايات المتحدة لكن الكرملين لاحظ أيضا تعليقاته غير اللائقة عن بوتين، والذي وصفه الرئيس الأمريكي بأنه مجنون وقاتل، وقال بيسكوف «هذا غير مقبول، ولا نرى أنه يعكس صورة جيدة لرئيس الولايات المتحدة».وهيمنت زلات لسان بايدن على التغطية الإعلامية والتعليقات داخل روسيا، وقال سيرغي ماركوف، مستشار الكرملين السابق، «إن أي شخص قد يزل به اللسان، لكن لسان بايدن يزل كل يوم لأنه يعاني من قصور إدراكي».خداع متواصلونشرت زاخاروفا تعليقا تهكميا استغلت فيه زلة بايدن في تقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه «الرئيس بوتين» لتسخر مما تقول موسكو إنها مزاعم أمريكية كاذبة بالتدخل الروسي في السياسة الأمريكية.وقالت زاخاروفا مازحة على حسابها الرسمي على تليغرام «يبدو لي أنه لم يعد من الممكن بعد إخفاء التدخل الروسي الشنيع في الانتخابات الأمريكية، فهناك مرشح مؤيد لروسيا (بايدن) تحركه يد الكرملين».وفي مؤتمر صحفي رسمي في وقت لاحق، اتهمت زاخاروفا «الدولة العميقة الأمريكية» والمسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام الأمريكية بالتستر على حالة بايدن الحقيقية لسنوات بنفس الطريقة التي زعمت أنهم أخفوا بها أفعال واشنطن في أوكرانيا.وأكدت أن أداء بايدن وردود الفعل العلنية من كبار مستشاريه تعني أنه لم يعد من الممكن الاستمرار في هذا الخداع.شيكات بملياراتوقالت زاخاروفا «السؤال: هل هذا هو بايدن الذي يوقع كل هذه الشيكات لأوكرانيا؟.. هل هو نفسه الذي لا يعرف عن أي بلد يتحدث، وهو الذي يوقع شيكات بمليارات الدولارات؟ بالطبع يمكن إعطاؤه أي قطعة من الورق للتوقيع عليها».وأشار معلقون متشددون في السياسة الخارجية الروسية إلى إن زلات بايدن دليل آخر على تدهور قدراته العقلية، وعبر بعضهم عن قلقهم من أن أقوى قوة عسكرية في العالم يقودها شخص تتدهور قدراته المعرفية باستمرار فيما يبدو. ويراقب الكرملين الانتخابات الأمريكية عن كثب، وانحدرت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أدنى مستوى منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 بعد أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في عام 2022، فيما تسميه «عملية عسكرية خاصة» تقول «إنها تستهدف حماية أمنها القومي».أفكار ترمبوتعتبر واشنطن هي أكبر راع لأوكرانيا وأرسلت موسكو إشارات في الأسابيع القليلة الماضية إلى استعدادها للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، وإن كان ذلك بشروط متعسفة ترفضها كييف وترى أنها تعني الاستسلام. وقال بوتين «إن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لن تغير على الأرجح أي شيء بالنسبة لروسيا، لكنه أبدى اهتماما بأفكار ترمب التي تنقلها وسائل الإعلام لإنهاء الصراع».