بايدن يسقط في المناظرة أمام ترمب بأداء كارثي
كاتب أمريكي: الرئيس الحالي ظهر مرتعشا والديمقراطيون شككوا فيه علانية
السبت / 23 / ذو الحجة / 1445 هـ - 22:30 - السبت 29 يونيو 2024 22:30
يرى الكاتب السياسي الأمريكي دوج باندو أن معظم تصرفات أي رئيس، وكثير من خطوات أي مرشح رئاسي، يتم تخطيطها وتصميمها بعناية فائقة، ولهذا، فإن أي هفوات بسبب لحظات غير مكتوبة، أو ترجل غير متوقع عادة، تخيم بظلالها على مسار أي حملة، وكانت المناظرة الرئاسية الأخيرة مثالا لذلك.وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، يقول باندو، كبير الباحثين بمعهد كاتو للدراسات السياسية، المساعد الخاص السابق للرئيس الأسبق رونالد ريجان، إنه لم يكن هناك قدر كبير من الموضوعية في المناظرة، فالمرشحان مسرفان كبيران.ويشير إلى أن بايدن أسوأ بدرجة كبيرة، فهو سياسي أصبح متوحشا ماليا، وجعل الولايات المتحدة تواجه عجزا سنويا قدره 2 تريليون دولار، دون أن تكون هناك أزمة مالية، أو جائحة فتاكة، أو حرب ساخنة، وأنه بدون تغيير جاد في السياسة، يمكن أن يصل الدين الفيدرالي إلى ضعف إجمالي الدخل المحلي بحلول منتصف القرن.وضع سيئالمرشحان ملتزمان بإدارة العالم بغض النظر عن المخاطر، واعتمادا على تحالفات واشنطن العتيقة والباهظة التكاليف.ومع ذلك، فإن الرئيس السابق دونالد ترمب ينتقد، من حين لآخر على الأقل، الدول الصديقة التي لا تشارك أمريكا في التكاليف بقدر كاف، والوضع الدولي أسوأ الآن مما كان عليه عندما تولى بايدن منصبه، لكن زعم ترمب بأنه سينهي حرب أوكرانيا إذا ما تولى الرئاسة، هو خيال أكثر منه واقع.وبدلا من التحدث عن جوهر المناظرة، تتحدث كل واشنطن عن أداء بايدن الذي كان كارثيا، ولا يعني هذا بالضرورة أنه خسر الانتخابات، فأربعة أشهر توفر لترمب الوقت الكافي لاستعادة منصبه بتذكير المواطنين ذوي الميول السياسية المعتدلة، بسبب عدم رغبتهم في أن يتولي ترمب المنصب أربع سنوات أخرى، ومع ذلك، فإنه من الصعب تخيل فوز بايدن دون أن يفعل ترمب سياسيا ما كان يفعله المقاتلون اليابانيون من قتل أنفسهم خوفا من الهزيمة.انضباط ترمبهناك 3 نقاط رئيسة يمكن استخلاصها من المناظرة الأولى، والتي فقدت إلى حد كبير في الثرثرة حول تصرف بايدن كرجل عجوز يبدو مرتبكا، هي: أن ترمب كان بشكل مدهش وحتى صادم، منضبطا، ومن المؤكد أن الوضع لن يستمر كذلك حتى الخامس من نوفمبر المقبل.وعلى أي حال، فقد تجنب ترمب تكرار أدائه الكارثي الذي بدر منه منذ 4 سنوات، إذ تجاهل القواعد المتفق عليها، ووجه إهانات لبايدن.ويبدو واضحا أن ترمب يستطيع التصرف لصالح مصلحته عندما يتعلق الأمر بالفوز في الانتخابات، وهذا يعني أنه قد يدير حملة أكثر تركيزا وذكاء حتى نوفمبر، رغم التوقعات بعكس ذلك والواسعة الانتشار.بايدن يرتعشأما النقطة الثانية، وهي الأوضح، أن بايدن لا يصلح أن يكون رئيسا، والآن سينتقل عجزه من الادعاء السياسي إلى الحملة الانتخابية، وسيتم تفسير أي غمغمة أو تعثر في المستقبل في ضوء أدائه المرتعش في المناظرة.ويضيف باندو، أنه بطبيعة الحال لا تعني مناظرة سيئة واحدة، أن بايدن لا يستطيع اتخاذ قرارات سياسية مهمة، ومع ذلك، فإنها تعني فعلا أنه غير لائق لأهم منصب في العالم، وأنه على الأقل أحيانا - وربما غالبا - غير ملائم عقليا لهذا المنصب.والكل يعرف أن حالته ستزداد سوءا بكل تأكيد.تشكيك علنيالنقطة الثالثة، وربما الأسوأ بالنسبة لبايدن، هي أن أنصاره هم الذين يشككون علانية في صلاحيته أن يكون رئيسا الآن، حتى قبل يناير، موعد بدء فترته الجديدة في حالة فوزه، ومن ثم، فإن الديمقرطيين الذين أفزعهم أداء بايدن، والذين يرون أنه ليس هناك أمل في فوزه، ليس فقط قد لا يصوتون لصالحه، ولكن ليس من المرجح أيضا أن يقدموا مالا لإعادة انتخابه.وعلاوة على ذلك، فإن الحديث عن بديل لبايدن سيدفع إلى مناقشة موضوعية لكل القضايا، وهي: هل هناك فرصة لأن يتخلى بايدن عن ترشحه؟ هل هناك وسيلة لإرغامه على ذلك؟ كيف ستتم العملية؟ ومن الذي سيكون البديل؟يقول باندو، إن أي نقاش يركز على هذه المخاوف وما شابهها، يعزز قضية العجز ويشتت الحملة الانتخابية.فزع الديمقراطيينيرى باندو أنه من الواضح أن كل هذا لصالح ترمب بدرجة كبيرة، ولكن ما زالت فترة الأسابيع الـ18 فترة طويلة في مجال السياسة، فقد يرتكب ترمب خطأه الفادح؟ أو ربما ينتهي بايدن - بمعنى الكلمة أو مجازا - مما يرغم على حدوث تغيير بالنسبة لمرشح الحزب الديمقراطي، وفي هذه الحالة سيظل من الممكن أن يفوز الديمقراطيون، إن لم يكن بايدن.وختم باندو تحليله بالقول، إن فزع الديمقراطيين له ما يبرره مع ذلك، والأمر المرجح تماما هو أن بايدن سيقدم القليل من حالات الأداء المكررة، وستتسارع الحملة، ولن يكون لديه الوقت الكافي لإصلاح صورته.وفي هذه الحالة، من المرجح أنه سيتم حسم الانتخابات دون اهتمام كبير بالتحديات الكثيرة الخطرة التي تواجه أمريكا في السنوات المقبلة، وكلما زادت مدة تجاهلها، كلما كانت الكارثة التي ستواجه الأمريكيين في المستقبل أكبر وأكثر تأكيدا.لماذا خسر بايدن المناظرة؟
- تصرف كرجل عجوز مرتبك أمام ترمب.
- قدم أداء مرتعشا ومرتبكا في المناظرة.
- أنصاره شككوا فيه بشكل علني وكبير.