حارس شخصي يستعد لخلافة أقوى رجل في العالم
محلل سياسي: بوتين يستعد لتسليم الرئاسة بعد رحيله إلى ديومين
الاثنين / 18 / ذو الحجة / 1445 هـ - 21:32 - الاثنين 24 يونيو 2024 21:32
تثير مسألة خلافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد انتهاء فترة رئاسته، تكهنات ومناقشات واسعة على الساحة السياسية الروسية والدولية، وبعدما صار بوتين شخصية مؤثرة ومهيمنة على الساحة السياسية الروسية لسنوات عدة، يتساءل كثيرون عن المرشح المحتمل لتولي الرئاسة بعد انتهاء فترة حكمه، وهل يجهز بوتين خليفة لتأمين استمرار الحكم واستقرار السياسة الروسية.ويقول المحلل السياسي نيكولاي بيتروف، في تقرير للمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، إن بوتين الذي يعده البعض أقوى رجل في العالم، عيّن أليكسي ديومين أمينا عاما لمجلس الدولة في 29 مايو، خلفا لإيجور ليفيتين، صاحب الشخصية المحترمة والمؤثرة، والذي شغل المنصب منذ سبتمبر 2012، وتم تعيين ليفيتين مستشارا للرئيس بوتين، وهو منصب أقل تأثيرا ومكانة بكثير.ومنذ تعيين ديومين، زادت الإشاعات بأن بوتين ربما يستعد لتسليم الرئاسة له من بعده، ولكن من هو ديومين، ولماذا يجب أن تركز الأحاديث بشأن خلافة بوتين عليه؟خزانة أسراريوصف ديومين أحيانا بأنه «خزانة»، سواء من حيث المظهر البدني أو السلوك، وكان في السابق حارسا شخصيا لبوتين، وكان من واجباته لعب الهوكي مع الرئيس في «دوري الليل»، حيث كان يحرس مرمى الفريق المعارض ويضمن تسجيل بوتين الأهداف دائما.ثم عمل ديومين نائبا لوزير الدفاع، وبقي في المنصب شهرا فقط، قبل أن يصبح حاكما لمنطقة تولا، في الفترة من 2016 وحتى 2024 وفي تلك الوظيفة. لم يكن مشاركا في إدارة المسائل الإقليمية مباشرة، بل كان يتصرف كـ»جنرال زفاف»، وهو تعبير روسي يشير إلى شخص له وضع رسمي وجميع الرموز المرتبطة به، لكنه يلعب دورا ديكوريا بشكل كبير.وبشكل أكثر إثارة، يتردد أنه لعب دورا حاسما في ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، عندما كان رئيسا لقوات العمليات الخاصة، وأنه ساعد في التوصل إلى تسوية سلمية لمحاولة انقلاب يفجيني بريجوجين في 2023.تحت التصرفيقول بيتروف إنه بشكل عام يمكن اعتبار ديومين بيروقراطيا مدربا تحت تصرف الكرملين، يظهر ولاء تاما لبوتين، ويصف ترقية ديومين بأنها ثاني أكبر تغيير جدي في الكوادر القيادية، في إطار إعادة تشكيل بوتين للنخب، إذ تم تعيين أندريه بيلوسوف في منصب وزير الدفاع ليحل محل سيرجي شويجو، وثم تعيين شويجو أمينا عاما لمجلس الأمن الروسي، ليحل محل نيكولاي باتروشيف.وأنشأ بوتين مجلس الدولة في 2000، كهيئة استشارية تجمع المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك حكام الأقاليم، لمناقشة القضايا الاستراتيجية الواسعة، وقرب تعديلات الدستور الروسي في 2020، ثارت تكهنات كثيرة بأن المجلس قد يكون بمثابة مؤسسة تسمح لبوتين بالاستمرار في الإشراف على الحكم بعد مغادرة الرئاسة.ولا يمنح منصب الأمين صلاحيات فعلية، بل هو فرصة لصاحب المنصب للمشاركة في فعاليات بيروقراطية معقدة، خلال اختيار الموظفين والتأثير في جدول أعمال المجلس، والإشراف على تنفيذ القرارات.لعبة البيروقراطيةيقول بيتروف إن استبدال ديومين بليفيتين، يمثل خطوة مهمة بالتأكيد للحارس الشخصي السابق، إلا أنه يمثل ضعفا في المؤسسة، إذ يفتقد ديومين المهارات، أو الدعم، اللازمين للمشاركة في اللعبة البيروقراطية بنجاح كما فعل ليفيتين.ويضيف بيتورف، بأن ترقية ديومين جزء من نمط رآه بوتين يعتمد بشكل متزايد على أعضاء «الحرس البريتوري» لشغل مناصب مهمة، كأشخاص يمكنه الثقة بهم على نحو تام.من هو ديومين خليفة بوتين المحتمل؟1972 ولد في روسيا2015 نائب وزير الدفاع الروسي.2016 حصل على وسام بطل الاتحاد الروسي.84 % نسبة نجاحه ليحكم ولاية أوبلاست تولا.2024 سكرتير مجلس الدولة الروسيإشاعات وغموضيضيف بيتروف: «يحتفظ بوتين بمزيد من السلطة خلال الإبقاء على النخب والحلفاء في حالة تكهن، دون يقين من هو المؤيد ومن غير المؤيد، وتؤكد التكهنات بشأن خليفة بوتين، مرة أخرى، طبيعة النظام السياسي كحكم استبدادي شخصي دون خطة خلافة مؤسسية».وتلعب الإشاعات نفسها دورا في إثارة مزيد من الغموض، والدفاع عن موقف الرئيس ومنع التخطيط الفعال الذي قد يقوض أو يهدد تقاعده.وفي حالة تولي ديومين الرئاسة، وهو أمر غير مرجح، من المعقول افتراض أنه سيخدم كثيرا كما فعل كحاكم لتولا، بكل زخارف السلطة ولكن بدون إشراف أو فهم حقيقي، ويعني هذا أن شخصا آخر في الحكومة الروسية سيتخذ القرارات.حملة إعلاميةيشير تعيين ديومين بعد هؤلاء إلى أن بوتين لا يعده الأفضل بينهم، فلم يكن ديومين خيار بوتين الأول أبدا، وليس من المرجح أن يشير تعيينه في منصبه الجديد على أي نوع من الوضع الخاص في تفكير الرئيس الروسي بخصوص خلفيته.وبدلا من ذلك، يبدو أن إدراج ديومين في قوائم الخلفاء المحتملين لبوتين، كان نتيجة حملة إعلامية خاصة من الكرملين، وما يزال الهدف من هذه الحملة غير واضح.ويقول بيتروف، إن الأهم من ذلك هو أن بوتين يستطيع تعيين أي شخص يريده لخلافته، ولا توجد معايير أو قواعد تقيده، وليس من المرجح أن يشير إلى اختياره بشكل غير مباشر قبل اتخاذه قرارا نهائيا.