48 ساعة من الكوارث في رفح
الرعب ينتشر في المستشفيات واستقبال 200 شهيد ومصاب خلال ساعات قليلة
الأربعاء / 29 / شوال / 1445 هـ - 21:47 - الأربعاء 8 مايو 2024 21:47
بدأت الآثار الكارثية لهجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح تظهر بشكل لافت بعد 48 ساعة فقط من انطلاق عملية الاجتياح التي وصفتها أمريكا وإسرائيل بأنها «عملية محدودة».وكشفه أطباء ومسعفون ومجموعات المساعدات الإنسانية لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن نتائج مفجعة، حيث نقل أكثر من 200 شهيد وجريح خلال ساعات قليلة.وطلبت قوات الاحتلال من 110 آلاف شخص مغادرة شرق رفح، وانتشر الرعب في أرجاء مستشفى أبو يوسف النجار، الذي يقع داخل المنطقة التي قالت فيها إسرائيل «إنها ستتصرف فيها بقوة مفرطة».وضع كارثيووصف مدير المستشفى الدكتور مروان الهمص الوضع بالكارثي، وقال «إنه وخوفا من التعرض لغارة من قبل القوات الإسرائيلية، مثل تلك التي نفذت في المستشفيات في جميع أنحاء غزة، سارعت الطواقم الطبية في مستشفى النجار لنقل أكثر من 200 مريض.وغادر بعض المرضى في سيارات أمنتها عائلاتهم، بينما تم نقل الجرحى الخطيرة بسيارة إسعاف إلى مستشفيات أخرى في جنوب غزة، بما في ذلك المستشفى الأوروبي في خان يونس ومستشفى الهيئة الطبية الدولية الميداني في رفح.واستمرت الضربات الإسرائيلية الغاشمة خلال التدافع لإخلاء المستشفى، وقال الدكتور الهمص «إن جثث 58 شخصا استشهدوا في الضربات الإسرائيلية وصلت إلى المستشفى، مضيفا أن طاقم المستشفى اضطر إلى مطالبة أسر الضحايا بدفن الجثث بأنفسهم، وقال «الوضع ليس خطيرا، الوضع كارثي، كارثي، كارثي».تدهور الأوضاعواضطر وفدان على الأقل من الأطباء الذين كانوا يحاولون دخول غزة، لدعم المستشفيات المتعثرة في الجزء الشمالي من القطاع للعودة مع تدهور الأوضاع الأمنية، حتى قبل أن يسيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الثلاثاء.وكان أحد الوفود يضم أطباء أردنيين، ونظمته مجموعة «مشروع الأمل» يهدف إلى الوصول إلى مستشفى كمال عدوان في أقصى شمال غزة لتخفيف العبء عن الطاقم الطبي المثقل وتقديم الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك المخدر والخيوط الجراحية والشاش.كما كان من المفترض أن يسلم هذا الوفد رواتب العاملين الطبيين في المجموعة في رفح - الأموال التي يحتاجونها بشدة لتأمين السكن والنقل خلال عملية الإخلاء الفوضوية، وقالت لطيفي «لدينا خطط طوارئ موضوعة منذ فترة طويلة جدا، خاصة مع اتضاح أن الهجوم في رفح سيبدأ أكثر فأكثر»، لكن «عواقب ما يحدث تستمر في النمو فقط».ولادة وموتوكان وفد آخر من العاملين الطبيين نظمته مجموعة المساعدة «ميد غلوبال»، في منتصف الطريق تقريبا إلى رفح من القاهرة، عندما بدأ يتلقى تنبيهات من فريق تنسيق منظمة الصحة العالمية بأن معبر رفح قد يتم إغلاقه.وحاول الأطباء الاستمرار في طريقهم، لكن بمجرد إبلاغهم بأن إغلاق معبر الحدود وشيك، «أدرك معظمنا أن ما كان سيحدث سيكون مهما»، وضم الوفد طبيب تخدير وقابلة كانا سيذهبان لدعم مستشفى العودة، أحد المستشفيات القليلة القادرة على تقديم رعاية الأمومة للحوامل.وكان الدكتور كاهلر نفسه ينوي الذهاب إلى كمال عدوان، حيث افتتحت منظمته مركزا لتثبيت التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقال متحدثا من القاهرة، «إن قرار حل الوفد كان صعبا، وتابع «إذا كانت هذه هي بداية الهجوم البري الذي طال تهديده، فإن الانتقال إلى شمال غزة من رفح كان سيكون خطيرا للغاية، حتى لو تمكن الأطباء من العبور من معبر رفح»، وأضاف «ستستمر ولادة الأطفال، وسيستمر حدوث الإصابات وسيستمر موت الناس».اضطر فريق مشروع الأمل إلى إغلاق وحدة طبية داخل المنطقة التي طلبت إسرائيل من الناس المغادرة منها، حيث كانت المجموعة تقدم رعاية أولية في الجزء الشرقي من رفح وتعالج التهابات الجهاز التنفسي العلوي والأمراض المعوية التي كانت تنتشر بين الفلسطينيين النازحين المكدسين في ملاجئ مع وصول محدود إلى مياه نظيفة ومرافق صحية.ضياع الأملواضطرت المجموعة إلى إغلاق عيادة طبية أخرى في مكان آخر في رفح، خارج منطقة الإخلاء، لأن ستة من عامليها الطبيين - بما في ذلك طبيب عام وأخصائي نسائي وممرضات - يعيشون داخل أو بالقرب مباشرة من حيث قال الجيش الإسرائيلي «إنه سيبدأ عملياته، وفقا لتشيسا لطيفي، نائبة مدير التأهب للطوارئ في المشروع».ونزح كثير من العاملين الطبيين بالفعل من منازلهم في خان يونس ومدينة غزة واضطروا للفرار مرة أخرى مع عائلاتهم، بما في ذلك عشرات الأطفال - هذه المرة، جنبا إلى جنب مع المرضى الذين كانوا يعالجونهم في شرق رفح.تطورات غزة
- قالت الخارجية الأمريكية إن حماس لم تقبل اقتراح وقف إطلاق النار، بل ردت باقتراحات جديدة.
- اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع غزة في أغلب دول أوروبا.
- أعلن الاحتلال الإسرائيلي إعادة فتح معبر كرم أبو سالم للسماح بعبور المساعدات إلى قطاع غزة.
- أفاد تقرير فلسطيني باقتحام مستعمرين أمس باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس.