ماذا فعلت ليحرموني من أمي وزوجتي وبناتي؟
صرخة فلسطيني ينتظر الموت بعد فقدان 103 من أسرته دفعة واحدة
الثلاثاء / 17 / شعبان / 1445 هـ - 21:58 - الثلاثاء 27 فبراير 2024 21:58
«إلى من سأعود؟من سيناديني يا أبي؟من سيناديني يا حبيبي؟»سئلة مصحوبة بالدموع يرددها الفلسطيني أحمد الغفري، الذي أمضى أشهرا محاصرا في أريحا، بعدما فقد 103 أفراد من أسرته، بينهم زوجته وبناته الثلاثة وأمه و4 من إخوانه، وأفراد آخرون من عائلته الممتدة، ويعيش محطما في انتظار الموت.تتدفق الدموع من عينيه بلا توقف، وهو يسترجع تفاصيل استشهاد أفراد عائلته في غزة خصوصا زوجته وبناته وأمه، يحاول استيعاب الفاجعة، لكنه غير قادر على تصديق ما حدث، يقول «أشعر وكأنني في حلم، وما زلت لا أستطيع أن أصدق ما حدث لنا».آخر مكالمةكان أحمد يعمل في موقع بناء في تل أبيب عندما اندلع طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، لم يتمكن من العودة إلى زوجته وبناته تالا ولانا ونجلاء بسبب الحرب التي تلت ذلك، والحصار العسكري الذي فرضته إسرائيل على القطاع.يقول لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إنه بقي على تواصل شبه يومي مع أسرته، حتى الثامن من ديسمبر، صباح يوم الهجوم الذي استهدف منزل عمه، حيث تحدث مع زوجته التي كانت تعلم أنها ستموت، يضيف «طلبت مني أن أسامحها على أي شيء سيئ ربما فعلته بي، أخبرتها أنه لا داع لقول ذلك، وكانت تلك آخر مكالمة بيننا».أدى هجوم كبير بالقنابل على المنزل الذي كان يؤوي العشرات من أفراد عائلته، إلى سقوط أكثر من 100 شهيد في المجموع، وبعد مرور أكثر من شهرين، لا تزال جثث بعضهم عالقة تحت الأنقاض.تحت الدموعفي الأسبوع الماضي احتفل أحمد بيوم ميلاد ابنته الصغرى نجلاء التي كانت ستبلغ الثانية من عمرها، ويستحضر بألم، ووجهه، تحت الدموع، بلا حراك، أنه لم يكن هناك معهم.يقول حامد الغفري، أحد أقارب أحمد الناجين، لـ»بي بي سي» إنه عندما بدأت الضربات نجا أولئك الذين فروا إلى أعلى التل، واستشهد أولئك الذين احتموا بالمنزل.وأضاف «لقد كان حزاما ناريا، كانت هناك غارات على المنازل الأربعة المجاورة لمنزلنا، كانوا يضربون منزلا كل 10 دقائق»، وتابع «كان هناك 110 أشخاص من عائلة الغفيري، أطفالنا وأقاربنا.. لقد استشهدوا جميعا باستثناء عدد قليل منهم».ويقول الناجون من القصف، إن أكبر الضحايا سنا، جدة تبلغ من العمر 98 عاما، فيما كان أصغرهم، طفل ولد قبل 9 أيام فقط.جثث مدفونةوصف قريب آخر، وهو ابن عم يدعى أيضا أحمد، انفجارين كبيرين ناجمين عن غارة جوية، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي تحذير مسبق، وأضاف «لو لم يكن بعض الناس قد غادروا هذه المنطقة بالفعل، أعتقد أن المئات كانوا سيقتلون، المنطقة تبدو مختلفة تماما الآن، كان هناك موقف للسيارات، ومكان لتخزين المياه، وثلاثة منازل، إضافة إلى منزل كبير، ودمر الانفجار منطقة سكنية بأكملها».وقال حامد إن الناجين عملوا حتى الساعات الأولى من الصباح لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، وأشار ابن العم أحمد «كانت الطائرات تحوم في السماء، وكانت طائرات درون رباعية المراوح تطلق النار علينا بينما كنا نحاول سحبهم للخارج».وبعد مرور شهرين ونصف ما زال أفراد العائلة الناجين يحاولون الوصول إلى بعض الجثث المدفونة تحت الأنقاض.قامت الأسرة بجمع المال لاستئجار حفار صغير لإزالة الأنقاض.ضحايا غزة حتى أمس:
- 29,878 شهيدا
- 70,215 مصابا
- 8320 مفقودا
- 11 مجزرة آخر 24 ساعة
- 96 شهيدا آخر 24 ساعة
- 172 مصابا آخر 24 ساعة
- 144 يوما من العدوان المتواصل
- حطموا حلمي