ظاهرة صعود اليمين المتطرف عالميا
الاحد / 26 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 21:31 - الاحد 10 ديسمبر 2023 21:31
لقد شهدنا في العقود الأخيرة صعودا ملحوظا في الأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا والأمريكتين.بداية بدونالد ترمب قبل سبعة أعوام أعقبها في الأيام القليلة الماضية بالفوز في الأرجنتين وهولندا وتهديد كبير في كل من فرنسا وألمانيا.هذه الحركة السياسية، التي تتميز بالقومية الشديدة، الشعبوية، والمعاداة للهجرة، قد اجتذبت الكثير من الانتباه والاهتمام، ولكن لفهم هذا الاتجاه، من الضروري النظر إلى تاريخه والعوامل التي أدت إلى صعوده.يمكن تتبع بداية صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إلى الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، ولكنها اكتسبت حقا زخما عقب الأزمة المالية العالمية في عام 2008.في السنوات التالية، نشأت موجة من الأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء القارة، تدعو إلى إعادة النظر في الاتحاد الأوروبي والهجرة والأمن القومي.الأحزاب مثل الجبهة الوطنية في فرنسا (التي تغيرت لاحقا إلى الاتحاد الوطني)، حزب الحرية في هولندا، وحزب البديل لألمانيا هي مجرد بعض الأمثلة.في الولايات المتحدة، يمكن تتبع بداية صعود اليمين المتطرف إلى أواخر القرن العشرين، ولكنه بدأ أيضا في كسب مزيد من الزخم في السنوات الأخيرة.وقد تجلى ذلك في الدعم المتزايد للمرشحين والسياسات اليمينية في الانتخابات، بدءا من الانتخابات الرئاسية لعام 2016.التنظيمات مثل «الأيمن المتطرف» و«حركة الأبيض الجديدة» و«الميليشيات الأمريكية» تعتبر بعض مظاهر اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.لفهم الصعود المستمر لليمين المتطرف، من الضروري النظر إلى العوامل الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية التي تتغير بمرور الوقت.الأزمة المالية العالمية، مثلا، أدت إلى زيادة الاستياء من النظم الاقتصادية الحالية.ظاهرة صعود اليمين المتطرف ليست محدودة في بلد أو منطقة معينة.هي ظاهرة عالمية، وتتطلب فهما عميقا للعوامل المعقدة التي تقودها.إن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في العالم هو ظاهرة تعكس التغيرات الكبيرة في السياسة العالمية.ورغم اختلاف الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلدان المختلفة، يمكن تحديد عدد من العوامل الرئيسة التي تسهم في هذا الاتجاه:
- أدت العولمة إلى تغييرات اقتصادية سريعة وعميقة في العديد من البلدان، تسببت في زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
- القلق من الهجرة والتنوع الثقافي هو عامل آخر يلعب دورا مهما في صعود اليمين المتطرف.
- الهجمات الإرهابية والقلق المتزايد من الأمن الداخلي أيضا يمكن أن يسهم في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
- يمكن أن يسهم التحول الديمقراطي في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
- الأحزاب اليمينية المتطرفة استغلت بنجاح الإعلام الاجتماعي، مما أسهم في تعزيز تأثيرها وجذب الدعم.
- الديموغرافيا والتغييرات في التركيبة السكانية في بعض البلدان، مثل زيادة النسبة العمرية للسكان الأكبر سنا، قد أسهمت في صعود اليمين المتطرف.
- القلق بشأن الأمن الوظيفي والمستقبل الاقتصادي، خاصة في ظل التحولات السريعة في الاقتصاد العالمي والثورة التكنولوجية، يمكن أن يزيد من جاذبية اليمين المتطرف.
- يمكن أن تسهم احتجاجات الشعب في بعض الأحيان في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، خاصة عندما يتم توجيه هذه الاحتجاجات ضد الحكومات الحالية أو الأحزاب السياسية التقليدية.
- الانقلاب على التقاليد السياسية، فعندما يصبح الناخبون محبطين أو مستاءين من الأحزاب السياسية التقليدية، قد ينتقلون إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة كوسيلة للانقلاب على النظام السياسي الحالي.
- في بعض الأحيان، يمكن أن يكون التشدد الديني عاملا في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
- النزاعات الإثنية والقومية، يمكن أن تسهم أيضا في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
- الانتشار العالمي للديمقراطية، مع جميع تحدياته وعيوبه، عاملا في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.