تهجير الفلسطينيين خطة ملغومة تقود لحرب عالمية
كولبرتسون: خطة إسرائيل وأمريكا المفضوحة ستنفجر في وجه أصحابها
الأربعاء / 22 / جمادى الأولى / 1445 هـ - 22:20 - الأربعاء 6 ديسمبر 2023 22:20
توقعت خبيرة استراتيجية أمريكية أن تنفجر خطة تهجير الفلسطينيين المفضوحة إلى مصر والدول العربية في وجه إسرائيل وأمريكا، وتؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، وربما تقود إلى حملة كراهية واسعة النطاق في العالم.وقالت شيلي كولبرتسون، خبيرة النزوح القسري ومديرة برنامج البنية التحتية والهجرة والعمليات الأمنية في قسم أبحاث الأمن الداخلي في مؤسسة راند، إنه بينما يحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة، فقد ضغط على مصر لاستقبال الفلسطينيين الذين شردهم، في خطة ملغومة ربما تقود إلى كارثة.وفيما حاولت البعث عن تداعيات الخطة، بات السؤال المطروح في العالم: هل ستنجح خطة إسرائيل ومن خلفها أمريكا بنقل سكان غزة إلى سيناء، وإلى أي حد سوف يستمر الهروب والنزوح من غزة؟كلهم رفضواتشير كولبرتسون في تقرير نشرته مؤسسة راند الأمريكية إلى أن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية ذهبت إلى حد صياغة اقتراح لنقل سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة إلى شبه جزيرة سيناء، على الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصفه بأنه افتراضي وورقة مفاهيمية، لكن القاهرة رفضت ذلك، ورفض الفلسطينيون ذلك أيضا، ورفضه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ودعا آخرون الدول الأخرى في الشرق الأوسط إلى قبول سكان غزة.ونزح بالفعل 81% من سكان غزة، أي 1.7 مليون شخص، من منازلهم منذ أن بدأت إسرائيل عملياتها الانتقامية ضد حماس. والآن حتى أولئك الذين تم دفعهم جنوبا يطلب منهم التحرك مرة أخرى.ولكن إذا تم طرد سكان غزة بشكل جماعي إلى مصر أو أي مكان آخر، فإن أزمة اللاجئين الفلسطينيين، على الرغم من سوء حالتها الآن، يمكن أن تنتشر وتتفاقم، مما يخلق تداعيات عالمية دائمة يمكن التنبؤ بها.توقعات خطيرةتتوقع المؤسسة الأمريكية أن يعود عدد قليل إلى غزة، ووجدت دراسة أجرتها مؤسسة راند أخيرا حول اللاجئين أنه حتى بعد 10 سنوات من انتهاء الصراع، عاد 30% فقط من اللاجئين إلى بلادهم في المتوسط، بل إن المعدلات تكون أقل عندما يكون الصراع مستمرا أو غير محسوم.وفي إشارة إلى خطورة التوقعات، يضاف تاريخ الفلسطينيين كلاجئين على مدى السنوات الـ75 الماضية إلى قصة الحذر هذه، حيث تم تهجير حوالي 750 ألف فلسطيني خلال إقامة إسرائيل في 1948، مع موجة إضافية من 300 ألف في 1967، ويبلغ عدد أحفادهم اليوم 5.9 ملايين.ولا يزال الثلث يعيش في 58 مخيما في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والأردن ولبنان وسوريا. وما بدأ كمخيمات للاجئين في هاتين الحربين تطور إلى أحياء فقيرة حضرية مكتظة اليوم.طريق اللاعودةحتى لو وصفت الخطوة الفلسطينية في البداية بأنها إجراء إنساني موقت أثناء القتال، فإن تاريخ إسرائيل في عدم قبول عودة اللاجئين، فضلا عن هذه الأنماط العالمية، يجعل العودة في نهاية المطاف غير مرجحة، ومن ثم فإن المزيد من التهجير الفلسطيني سوف يغذي الروايات القائمة حول ضم الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية على المدى الطويل.وتقول كولبرتسون إن هذا قد يؤدي إلى مزيد من ردود الفعل السلبية في الشرق الأوسط ضد إسرائيل وبالتالي ضد الولايات المتحدة، وكل هذا سيزيد من توتر الوضع الراهن الحساس في المنطقة، مما يجعل التصعيد إلى حرب إقليمية أكثر احتمالا.حشود مصريةبالنسبة لمصر، الدولة الوحيدة المتاخمة لقطاع غزة، فإن قبول هؤلاء الأشخاص الإضافيين سيكون له أيضا آثار مزعزعة للاستقرار، وفي بعض الحالات، يصطبغ اللاجئون بالتطرف أو يساهمون في حروب أهلية، لا سيما عندما يكونون فقراء، وتلفظهم المجتمعات المضيفة، ويحرمون من التعليم وفرص العمل، وساهم اللاجئون الفلسطينيون في الحرب الأهلية في الأردن والتمرد في جنوب لبنان في سبعينات القرن العشرين.وحشد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يدرك بوضوح هذا التاريخ، دبابات على الحدود مع غزة لمنع تدفق اللاجئين. ويقول أيضا إن مصر لن تقبل أعدادا كبيرة من الفلسطينيين لأن ذلك سيكون نهاية آمال قيام دولة فلسطينية.9 ملايين نازحتستضيف مصر بالفعل 9 ملايين مهاجر، 80% منهم قادمون من مناطق نزاع أخرى في الشرق الأوسط (السودان وسوريا واليمن وليبيا).واستيعاب مليوني شخص إضافي ليس أمرا تافها، ومن المرجح أن ينتهي بهم المطاف في مخيمات في سيناء، حيث كافحت مصر بالفعل لكبح جماح دعم داعش وأنشطة تلك الجماعة الإرهابية، وفقا لما تقوله كولبرتسون.كما أن تدفقا آخر للاجئين الفلسطينيين من شأنه أن يزيد من تآكل آفاق إسرائيل على المدى الطويل للسلام مع جيرانها، بما في ذلك احتمالات التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية.ويحتاج المدنيون في مناطق النزاع إلى المساعدة، لكن التاريخ أظهر أن تحويلهم إلى لاجئين، خاصة في المخيمات، هو حل ضعيف. وتتزايد الأعداد العالمية للنازحين بسرعة، أسرع بكثير من قدرة الدبلوماسيين وغيرهم من القادة على حل النزاعات أو إيجاد حلول للظروف المعيشية السيئة للنازحين.أوضاع مزريةمن المؤكد أن الظروف الحالية لـ1.5 مليون مدني نزحوا داخليا إلى جنوب غزة مزرية للغاية، ويقيم نحو ثلثيهم في مرافق الأمم المتحدة والمستشفيات والكنائس والمدارس والمباني العامة الأخرى، بينما يعيش الباقون مع عائلات مضيفة.وفرضت إسرائيل قيودا على جلب المياه والغذاء والإمدادات الطبية، وشنت غارات جوية في بعض أجزاء جنوب غزة، ومن المرجح أن يتم استخدام المدنيين هناك كدروع بشرية.وتشمل الخيارات الأخرى المتاحة لحماية المدنيين في غزة نقلهم إلى مدن الخيام في أماكن أخرى في إسرائيل أو في الضفة الغربية، ولكن مرة أخرى، بمجرد فرار الأشخاص لا يعود معظمهم أبدا، ومن المرجح أن تصبح هذه المواقع مدنا دائمة جديدة للنازحين.الخطر القادمفي شمال غزة الحياة محفوفة بالمخاطر، فالغارات الجوية والغزو البري سيحصدان أعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين. ولكن حتى بعد انتهاء القصف والحرب البرية، سيظل شمال غزة غير صالح للسكن في الغالب. وقد تضررت بالفعل 45% من المباني في غزة بسبب الغارات الجوية وصواريخ حماس التي أخطأت في إطلاقها.وتؤكد كولبرتسون أنه لا يوجد أي من الخيارات لحماية المدنيين في غزة جيد أو دون مقايضات قاتمة، لكن الأقل سوءا من بين جميع الخيارات السيئة هو إبقاء المدنيين في جنوب غزة، وتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية أينما كانوا، والخطر الحقيقي هو أن ما قد يبدو وكأنه حلول جيدة قصيرة الأجل يمكن أن يؤدي إلى دمار طويل الأمد للأجيال.أرقام خطيرة تكشف عنها دراسة أمريكية:750,000 تم تهجيرهم في 1948.300,000 جرى تهجيرهم 1967.2,100,000 مهددون بالتهجير في 2024.3,900,000 يعيشون نازحين في 58 مخيما.5,900,000 إجمالي عدد الفلسطينيين.