لقد اكتشفت أخيراً كيف حدثت موضة (البنطلونات المشققة):كانت هناك بنت أمريكية غنية وكانت تُزمع الخروج إلى حفلة مدعوّة إليها عند بعض رفيقاتها، ولكنها فوجئت بأن بنطلونها الجينز (المفضّل) لديها كانت به (شقوق) عند مفصل الركبة، وكانت على عجلة من أمرها (كعادتها) دائماً. ولكن لسوء حظها تنبّهت إلى أنه لم يكن لديها وقت كافٍ (لتخيّطه)، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى (كسولة) لتخيّطه، ومن ناحية ثالثة (لا تعرف) كيف تخيطه، ومن ناحية رابعة (كيف بنت ذوات غنية) ترتدي شيئاً (مخيطاً مشقوقاً)؟ولأنها كانت متأخرة في الذهاب للحفل ولم يكن الوقت ليُسعفها فقالت لنفسها سأذهب هكذا وسأجد عذراً وحلاً بعدئذٍ بمشيئة الله. وفعلاً توكلت على الله واسرعت في الخروج بعد أن ارتدت بنطلونها (المشقوق) العزيز على قلبها!واثناء قيادتها للسيارة اخذت تفكّر (يعني ما في بنات أذكياء ويفكروا) في ماذا ستقول لبعض البنات (الملاقيف) اللذين سيألونها بكل تأكيد عن (الشقوق) في البنطلون الجينز العزيز؟!وبعد وصولها إلى الحفلة اخذت صاحباتها (الملقوفات) كما اعتبرتهن واللذين كنّا من حزب الأغلبية، اخذن فعلاً في التساؤل كما توقعت وكما خشيت عن (البنطلون ذو الشقوق).وفوراً هداها تفكيرها السريع (ألم أقل لكم أنها تستطيع التفكير) وقالت لهن بكل ثقة ورباطة جأش: (أصل الموضة كدا! دحين صارت كدا)!بعض صديقاتها صدّقنها وبعضهن ترددن في التصديق، ولكنهن سرعان ما انضممن إلى الفريق الأول (المسالم) وناسبتهن الفكرة أقصد الموضة واخذن في إجراءات التنفيذ و(تشقيق) بنطلوناتهن، وكلّما يسألهن أيّ أحد عن ذلك يقلن له أو لها: (الموضة دحين كدا).المهم في الأمر أن إحدى دور الأزياء (الذكيّة) لاحظت أن الظاهرة اخذت في الإرتفاع والإنتشار قليلاً فقامت بتصميم بعض البنطلونات مُحدثة (شقوقاً) فيها ووضعتها بجانب بنطلوناتها (السليمة) للعرض، ولكن مع وضع لوحات عليها مكتوب فيها (وصلت حديثاً) ولوحات أخرى مكتوب فيها (آخر موضة).وكما توقعت هذه الدار الذكية اخذن الفتيات يتهافتن ويُقبلن على إقتناء هذه الموضة الجديدة. وكلما نفدت المبيعات زادت الدار في كمياتها وأيضاً زادت في مواقع (شقوقها).ثم اخذت دورأزياء أخرى في التنافس في حياكة هذا النوع الجديد من البنطلونات(المشققة) وبذلك اصبحت هذه الفكرة أو بالأصح الموضة التي كانت ستصبح غريبة، اصبحت الآن هي الصرخة الجديدة أو الموضة الجديدة أو ما يمكن القول عنها: (الموضة كدا)!