حين يقول أهالي الطائف «مشتاقون لسوق عكاظ»، فهم يعنون ذلك حقا، فمنذ أن أعاده الأمير خالد الفيصل إلى النور من جديد عام 1428هـ، بعد توقف دام أكثر من 1300 سنة، ولكم أن تتخيلوا حجم هذه العودة المحملة بكل التاريخ الناصع للقصيدة العربية الأولى وأعلامها الكبار، منذ تلك العودة ابتهج أهالي الطائف، وابتهج كل السعوديين وأدباء العالم العربي، وظل عكاظ قبلة لهم، ومطمحا عاليا لكل الشعراء العرب.أما أهالي الطائف، فكان عكاظ متنفسهم الأول، ينتظرونه من العام إلى العام، فهو المهرجان الأدبي الأكبر، ونافذتهم الكبرى على الإبداع العربي، بفعالياته المتنوعة في كل الفنون الأدبية والفلكلورية والشعبية والمسرحية والفنية والثقافية، وجوائزه المتعددة، ثم تداولته الجهات المشرفة، حتى توقف تماما منذ 2019م، دون معلومة مسبقة عن أسباب التوقف، أو موعد العودة، ما جعل الأرواح تشرئب كل عام إلى عكاظ وأيامه وجماله وسحره.الطائف الآن مدينة إبداعية في الأدب، والفضل الأول بعد توفيق الله لعكاظ منذ فجر القصيدة العربية، ولعكاظ بعد عودته المذكورة، مضافا إلى الجهود الكبرى من كافة الجهات الثقافية والأكاديمية الحكومية والخاصة، وغياب عكاظ عن المشهد الثقافي العربي، يشبه غياب الملح عن أشهى الأطباق، فأعيدوا للطائف وأهلها وللثقافة السعودية والعربية سيد المهرجانات، وكبيرها الذي علمها الشعر والإبداع.إننا في الطائف مهوى أسئلة المثقفين من داخل المملكة وخارجها عن عكاظ، لكننا غالبا لا نملك من الإجابات إلا أمانينا، فنقول «لقد توقف من أيام كورونا، وهو في طور الانتقال إلى وزارة الثقافة، والعمل جار على تدشينه بحلة جديدة قريبا، وما نزال ننتظر الإعلان»، وهكذا نظل نردد أمانينا مستبشرين بعودة عكاظ.من هذه الزاوية باسمي ونيابة عن أهالي الطائف والمثقفين السعوديين والعرب أدعو وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها المبدع سمو الأمير بدر بن فرحان، وسمو محافظ الطائف الأمير سعود بن نهار، أن يزفوا لنا بشارة عن سوق عكاظ هذا العام، فما نزال في عام الشعر العربي، وإن لم يدركه موعد عكاظ المعتاد، فعلى الأقل نرجو أن يحوي سجل عام الشعر العربي بشارة عودة عكاظ إلى النور في حلة بهية تليق به وبالطائف وبالثقافة السعودية والعربية، فالشوق إلى السوق يتعاظم في القلب والروح والذوق.ahmad_helali@