عمليات جراحية بلا تخدير
فاينانشال تايمز: طواقم صحية منهكة ومرضى خارج المستشفيات بأقدام مكسورة
الثلاثاء / 16 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 22:19 - الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 22:19
تكشف قصة عمر أحمد الذي أصيب في غارة إسرائيلية ويتلقى العلاج بمستشفى ناصر في خان يونس، جنوب قطاع غزة، قصة نظام طبي على وشك الانهيار.تروي صحيفة «فاينانشال تايمز» اللندنية قصته فتقول «خلال الأيام الخمسة التي قضاها أحمد في أحد أقسام المستشفى، لم تمر لحظة واحدة دون ألم، حيث كانت معالجة حروقه وتنظيفها تتم دون مخدر، مع منحه بعض مسكنات الألم الخفيفة التي لا تجدي نفعا في مثل حالته».يعيش أحمد (25 عاما) في غرفة مكتظة يتقاسمها مع 5 آخرين من ضحايا الحروق الخطيرة، تعاني من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة من اليوم، ناهيك عن عدم وجود جهاز لتبريد الهواء، حيث تجعله الحرارة المرتفعة يتعرق كثيرا، مما أدى إلى التهاب جروحه، على حد قوله.لا تخديرلن تمنع الأوجاع أحمد من الخروج من المستشفى، يقول الشاب الذي كسرت ساقه أيضا في انفجار أثناء محاولته الفرار من شمالي غزة «تطلب الإدارة من الناس المغادرة عندما يتم شفاؤهم بنسبة 60 أو 70 بالمائة، وأنا لا أعرف ماذا سأفعل إذا اضطررت للخروج».وتضم مستشفى ناصر 350 سريرا، وبعد 3 أسابيع من القصف العنيف، أصبحت الخدمات الطبية في غزة على حافة الهاوية، حيث تبذل الطواقم الصحية المنهكة قصارى جهدها، رغم تضاؤل الموارد الطبية بسرعة، ويتم إجراء الجراحة في بعض الأحيان دون تخدير روتيني، ووفقا للأطباء، فإن الأولوية هي الاحتفاظ بالمخزونات احتياطيا «للحالات الصعبة».وقال مدير المستشفى، ناهض أبو طعيمة «أجرينا عمليات قيصرية لنساء حوامل أصيبن في القصف دون تخدير، واضطررنا أيضا إلى تنظيف الحروق الشديدة دون تخدير»، وأردف «نحن نعاني من نقص شديد في الإمدادات».ويخشى أبو طعيمة من انخفاض الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفى، مضيفا «نحتاج ما بين 200 إلى 300 لتر كل ساعة».وزاد «نحصل على ما نستطيع من محطات البنزين، لكن يمكن أن ينفد الوقود في أي لحظة، كما أن المولدات التي تعمل الآن 24 ساعة يوميا، معرضة لخطر الانهيار».مستحيل وخطيرويقول المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس، أشرف القدرة، «إن 12 مستشفى و32 منشأة طبية أُغلقت منذ بدء الصراع هذا الشهر»، وأردف «بقاء المستشفيات مفتوحة لا يعني أنها قادرة على تقديم الخدمات للجرحى والمرضى الذين يقصدونها».وأصدرت إسرائيل أوامر إخلاء لبعض المستشفيات (بما في ذلك دار الشفاء في مدينة غزة) التي لا تزال تعمل، بدعوى أن المواقع الطبية تستخدم من قبل حماس كنقاط انطلاق عسكرية. ووصفت منظمة «أطباء بلا حدود»، وهي منظمة طبية خيرية دولية، الضغط العسكري على نظام المستشفيات بأنه «مستحيل وخطير».مأساة ليليةوفي مستشفى ناصر، تصل سيارات الإسعاف على مدار الساعة لنقل الجرحى إلى مدخل الطوارئ، حيث أصبح القسم مكتظا للغاية، لدرجة أن الأطباء يعالجون المرضى على الأرض وفي الممرات، وغطى الغبار والرماد العديد من المصابين والجرحى، بعد انتشالهم من تحت أنقاض منازلهم التي تعرضت للقصف.ومع العنف الليلي وسقوط الشهداء، يقول عز الدين مخيمر، وهو أحد أفراد طاقم الإسعاف في مستشفى ناصر، «إن التأخير في الوصول إلى الجرحى زاد بالتأكيد من عدد الوفيات».وقال «لقد توجهنا نحو أعمدة الدخان أو الحرائق، دون أن نعرف حتى ما إذا كان هناك جرحى»، مردفا «في بعض الأحيان كان الأشخاص الذين أحضروا الجرحى في سيارات خاصة يخبروننا إلى أين نذهب».عائلات كاملةويؤكد أشرف الشنطي، وهو مسعف آخر «ما شهدناه في هذه الحرب كان الأقسى مقارنة بالحروب السابقة.. إذ إننا نذهب إلى الأماكن التي تعرضت للقصف لنجد عائلات بأكملها استشهدت أو أصيبت».وأوضح مدير مستشفى ناصر، أنهم اضطروا إلى «توفير 100 سرير إضافي للتعامل مع تدفق الجرحى»، كما تم توسيع قسم الجراحة على حساب الخدمات الأخرى، وتابع:«80% من أسرتنا الآن مخصصة للعمليات الجراحية.. لا يوجد سرير واحد فارغ». واضطر المستشفى أيضا إلى توسيع قسم العناية المركزة، لاستيعاب المصابين بإصابات خطيرة، ويقول رئيس وحدة العناية المركزة، عبد ربه الأطروش «أي شخص يأتي الآن مصابا بأزمة قلبية، يجب أن يعالج في غرفة عادية دون المعدات اللازمة».قلق بالغوقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، «إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن الفرق الطبية في مستشفى القدس في مدينة غزة، تلقت أوامر بإخلاء المستشفى على الفور.الوضع الصحي في غزة:
- %80 من المرضى يخرجون قبل شفائهم
- 32 منشأة طبية خارج الخدمة
- %500 نسبة الإشغال
- 12 مستشفى أغلقت