لا أماكن شاغرة في مقابر القطاع
الثلاثاء / 16 / ربيع الثاني / 1445 هـ - 00:21 - الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 00:21
حرمت الحرب المجنونة التي تشنها إسرائيل على غزة الناسَ في القطاع المحاصر من ممارسة طقوس الجنازة التي يحرص عليها المسلمون، إذ بات هؤلاء لا يستطيعون دفنها بالمقابر التي امتلأت عن آخرها، حتى المشارح باتت مكتظة، وسط حزن لا يطاق.وقال سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، إنه لم يعد أمامهم خيار سوى فتح القبور القديمة لدفن الشهداء الجدد في الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة، والمستمرة منذ السابع من أكتوبر.وتظهر صور التقطت في أماكن مختلفة من قطاع غزة، تجمعا لعدد من الجثث بجانب بعضها، في وقت لا يعرف أهالي الضحايا أين يمكن دفن أحبائهم.وقال عامل بأحد المقابر، إن جثث أكثر من 20 رجلا لم يتم دفنها، حتى يمكن دفن جثث النساء والأطفال بشكل مناسب.وتعرض مخيم النصيرات المكتظ بالسكان، الواقع على بعد حوالي 3 أميال من مدينة دير البلح، لقصف جوي إسرائيلي مختلف طوال الأسبوع، وانتشر الخوف والذعر، خلال الأيام الأخيرة، مع قيام إسرائيل بتوسيع توغلها البري وتكثيف القصف.وفي إحدى اللقطات، يجلس أشخاص خارج قسم الطوارئ في مستشفى الأقصى في دير البلح، بالقرب من جثث آخرين قتلوا في غارات جوية إسرائيلية.وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة بسبب الغارات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، إلى 8306 فلسطينيين، بينهم 3457 طفلا، حسبما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الاثنين.ولا يزال ما يقدر بنحو 2100 شخص محاصرين تحت الأنقاض، حسب أسوشيتد برس، إذ تعرقل الغارات الجوية الإسرائيلية عمال الدفاع المدني، وتعرض أفراده للخطر، وقد استشهد أحدهم خلال مهمة إنقاذ.وأجبرت المشارح المكتظة المستشفيات على دفن الأشخاص قبل أن يتمكن أقاربهم من المطالبة بجثثهم، ونقلت وكالة أسوشيتد برس، عن محمد أبو سلمية، مدير عام مستشفى الشفاء، قوله إن حافري القبور وضعوا عشرات الجثث مجهولة الهوية جنبا إلى جنب في حفرتين كبيرتين في مدينة غزة، حيث يوجد بهما الآن 63 و46 جثة على التوالي.وتحث الآن وزارة الأوقاف في غزة، المسؤولة عن الشؤون الدينية، على الدفن بسرعة، وتسمح بحفر مقابر جماعية بسبب «الأعداد الكبيرة من القتلى، وقلة المساحة المتاحة».وتقول السلطات، إن كل محافظة في غزة بها مقبرتان جماعيتان على الأقل، بعضها يضم أكثر من 100 شخص.