العالم

أفخاخ غزة تثير رعب إسرائيل

فشل الهجوم البري مرتين يثير قلق الاحتلال قبل الشروع في الاجتياح الثالث

الجيش الإسرائيلي يستعد للاجتياح البري (مكة)
مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها الحادي عشر، يبدو أن حكومة تل أبيب تعيد حساباتها وبدأت تحدد أهدافا أكثر تواضعا غير تلك التي توعدت بتحقيقها عقب هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس.فربما لم تتوقف الضربات الإسرائيلية جوا وبرا وبحرا منذ ذلك الحين، ما أسفر عن مقتل نحو ثلاثة آلاف فلسطيني وإصابة آلاف آخرين، لكن بدء هجوم بري شامل على القطاع لاقتلاع حماس والقضاء عليها تماما لم يصادف الموعد الذي حدده مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي بمطلع هذا الأسبوع، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.فشل استخباراتيوسط إقرار بالفشل الاستخباراتي واتهامات متبادلة بالمسؤولية عما حدث في 7 أكتوبر ومظاهرات تطالب برحيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يرى محللون أن ثمة أسبابا عدة تقف وراء تأجيل العملية البرية، من بينها التحسب لتكبد خسائر بشرية فادحة، والأعداد الكبيرة للرهائن والأسرى الإسرائيليين الموجودين في قبضة حماس والجهاد الإسلامي، والمخاوف من استخدامهم دروعا بشرية.وبدأ الحديث في الصحافة العبرية عن «تحديات على جبهات عدة»، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست التي رأت أنه من الضروري أن تكون هناك «خطة تكتيكية واستراتيجية للحرب في غزة».وأشارت الصحيفة إلى أن «إسرائيل تواجه الآن تهديدات من الشمال، حيث تآكل الردع ويواصل حزب الله (اللبناني) شن هجمات يومية.أزمة متوقعةووصفت الصحيفة الاجتياح البري بـ»المحتمل»، قائلة «إن العديد من المناقشات تدور حول هذا الموضوع، وأوضحت أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال القطاع بمغادرته والتوجه جنوبا استعدادا لمثل هذه العملية أثارت جدلا ومخاوف من حدوث أزمات إنسانية في غزة»، مشيرة إلى أن عمليتي الاجتياح البري السابقتين اللتين قامت بهما إسرائيل لغزة عامي 2009 و2014 لم تنجحا في هزيمة حماس، وليس واضحا ما الذي سيكون مختلفا هذه المرة».وفي هذا الإطار نقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس قوله «هذا ليس كل شيء، حماس تستخدم شبكة أنفاق ومخابئ معقدة تحت مدينة غزة والمناطق المحيطة بشمال غزة، هناك احتمال لأن تحاول حماس إحباط تقدم القوات الإسرائيلية من خلال نسف الأنفاق ونصب الأفخاخ في أنحاء القطاع».تدمير الأنفاقواستشهدت بلومبيرج ببحث أجراه معهد الدراسات الوطنية، الذي يتخذ من تل أبيب مقرا له، بشأن عدم نجاح إسرائيل في التعامل مع مسألة الأنفاق، وذكرت أنه في عام 2014، عملت إسرائيل على تطوير نظام عالي التقنية للكشف عن الأنفاق، لكن أجهزة الاستشعار لم تعمل بالكفاءة المنتظرة».وأضافت بلومبيرج أنه في عام 2021، أعلنت إسرائيل أنها دمرت 100 كلم من الأنفاق في غزة، مشيرة إلى أن حماس تقول إنها تمتلك شبكة تمتد لـ500 كلم، دمر 5 % منها فقط. وقالت الوكالة «إن تلك الأنفاق «تجعل خطة إسرائيل للقضاء على حماس أكثر تعقيدا».كما يرى مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن غزة تشكل تحديا على نحو خاص، وأنت لديك خصم أمضى العقد ونصف العقد الماضيين، منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، يستعد لهذه اللحظة»، حسبما نقلت مجلة «تايم» الأمريكية.تلويح إيرانولا يمكن استبعاد تلويح إيران على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان بـ»حرب إقليمية»، ما لم تتوقف إسرائيل عن قصف وحصار قطاع غزة، محذرا من أن وقت الحلول السياسية ينفد، وأن امتداد الحرب إلى جبهات أخرى قد يصبح قريبا لا مفر منه، في وقت تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية فيه بالفعل توترا متصاعدا.وربطت صحيفة جيروزاليم بوست بين تهديد إيران بالدخول على خط المواجهة، وبين علاقاتها بلاعبين رئيسيين على الساحة الدولية، وهما روسيا والصين، وأشارت إلى موقف موسكو وبكين المنتقد لرد إسرائيل.وقالت الصحيفة «بينما تحتفظ الولايات المتحدة بمزيد من التركيز على الشرق الأوسط هذا الأسبوع، وتدرس إسرائيل موعد بدء توغلها البري في غزة، تعقد روسيا والصين محادثات.. لا ينبغي أن تمر المحادثات بين لاعبين عالميين وإقليميين رئيسيين دون التوقف أمام القضية».السيناريوهات المحتملة:
  • اجتياح بربري يؤدي إلى كارثة إنسانية في غزة.
  • هجوم بري وخسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال.
  • حرب إقليمية تتسع رقعتها مع دخول إيران.
  • تراجع إسرائيلي عن الاجتياح ومواصلة القصف الجوي.