حوار الغرب مع الشرق.. مهرجان نوافذ الدولي
الأربعاء / 19 / ربيع الأول / 1445 هـ - 20:46 - الأربعاء 4 أكتوبر 2023 20:46
أقام نادي 'حبر أبيض' الثقافي مهرجان نوافذ الدولي للثقافات والفنون على مدى ثلاثة أيام من 22 سبتمبر2023 الى 24 سبتمبر2023 في العاصمة البريطانية لندن. شارك في المهرجان شعراء ونقاد ومفكرون وفنانون من دول عربية وأجنبية، منها تونس والإمارات والبحرين وعمان والسعودية والعراق وسورية وهولندا وفنلندا وبريطانيا.
شارك في هذا المهرجان كل من الشاعرعدنان الصائغ وستيف بيج وإبراهيم الهاشمي وسوسن دهنيم ووفاء عبدالرزاق وإبراهيم زولي وخزعل الماجدي وريما محفوظ ورضوان العجرودي ولوري أوغارو.
ألقى الشاعر العراقي عدنان الصائغ جملة نصوص في فقد الوطن والغربة والعلاقة بالوجود:
*كلَّما كتبَ رسالةً/ إلى الوطنِ/ أعادها إليه ساعي البريد/ لخطأٍ في العنوان.
*أَعْرِفُ الحياةَ/ من قفاها/ لكثرةِ ما أدارتْ لي وَجْهَها.
*قبلَ أنْ يُكْمِلَ رسمَ القفصِ/ فرَّ العُصْفُورُ/ من اللوحة.
*في الحانةِ الصاخبة/ لا أسمَعُكِ،/ ولا تسمَعينني/ فَدَعِي شفاهَنا/ تُكمِلُ حوارَنا.
*أَسْقَطوا/ تمثالَ الدكتاتور/ من ساحةِ المدينةِ/ فامتلأتْ؛ ثانيةً، بتماثيلهم.
كل شي في هذه الومضات متجه نحو السقوط، فرسائل الوطن لاتصل إلى قارئها، والحياة أدارت وجهها للإنسان المعاصر، وساحات المدينة امتلأت مرة ثانية بتماثيل دكتاتور جديد.
وألقى الشاعر الإماراتي إبراهيم الهاشمي النص الآتي:
دمي
قلبي نافذة /ودمي دافقٌ بالمودة /يمر على من بالجوار القريب/ يصبح جيرانه /يلاعب أطفالهم /ويسقي الشجر/ يصلي صلاة الصبح في وقتها ./ يتأبط أفراحه/ يوزعها في الطريق /لتورق زهرًا على الناس/ ابتسامته صادقة .. /دمي لا يلح كثيرا /يصالح دون رياء/ يغني مع العصافير صبابته /يطير بلا أجنحة/ يغازل نجمة بين بحرين /يكتب فيها فنون التدله/ يواعدها عن الناس سراً /يتسامى بها /يسلمها قيده/ يتباهى بها بين أقرانه/ ويعلنها جنته للحضور وللغياب.
نرى في هذه القصيدة صورة الإنسان المسالم الريفي بعيدًا عن رياء المدينة، وهو يحاول أن يوزع دمه ووقته من خلال صنعة التشخيص ليعطي للحياة صورة جديدة.
أما الشاعر البريطاني ستيف بيج فيؤكد في قصيدة (Not Too Old) على اغتنام الفرصة من أجل حياة أكثر حيوية. يقول:
ليس كبيرًا جدًا على الرقص/ ليس كبيرًا جدًا بالنسبة لرقصة الرومبا/ عدم تفويت الفرصة/.... /السيطرة على تعرجاتي / الشعور بالحرية الجديدة/ لتحرير الراقصة الداخلية.
وقد استخدم الشاعررمزية الراقصة حتى يتجاوز ضياعه الطويل:
يقول الأصدقاء القدامى إنهم كانوا يعرفون/ الراقصة النائمة هناك/ لقد تعرفوا على الخطوات/ من سنوات طويلة منسية.
وترسم الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم جملة صور محملة بالحزن في نصها قائلة:
لم أعتد البوح بدمعي
كنت صورة عن وجه أمي الكتوم /قطرة ماء أخيرة تسقط من يد عجوز توضأ للتو/ أضمد قلبي بصورة أبي فأشعر بحضنه يواسيني/ كنت أبتسم للصور/وحين أرى ابتسامتي الآن فيها أمسح وجنتي/برفق فتبتل قهرا./ لست سوى ريشة.. تلهو بها الريح ولا تستكين./ موجة تعلو وتهبط وترتطم بما حولها/ صوت باهت أضاع حباله/ رنين هاتف في منزل مهدم لعائلة فُقِدت في الحرب/ لست سوى صدى ابتهال لتائه في الصحراء/ أغري خصري برقصة مع الفقد فأرقص وكأنني في حفل أقيم في قصر بريطاني ذات فيلم/ أسمع صوت موكب ملكي تتقدمه أوزات وخيول/ فأكون سيدة الوقت والمكان/ أرتدي قبعة تلجم الجامح من الذكريات/ وفي يدي حقيبة لا تحتوي إلا على لوحة مقلدة لليلة فان جوخ/ المكان يزرق/ لكن النجوم لا تتلالأ / قلبي يتوقف فأرحل نجمة تدخل في اللوحة /تتلألأ وتلوح للعابرين.
يمكن لنا أن نلمح في هذا النص كيف تخفي سيدة الوقت والمكان حزنها في ينابيع ثقافية استوحتها من الفضاء البريطاني والفن الهولندي.
ترى الشاعرة السورية ريما محفوظ في أدواتها اليومية متنفسًا فتقول:
بقلم رصاص
أستطيعُ أن أرسمَ كأسًا وتفاحةً ورغيفَ خبزٍ و طفلًا يتيمًا و أمًّا ../ بذات القلم أرسم ضحكةً ودمعةً و صراخً وصمتًا ... /بقلم رصاص /أفتحُ الطرقاتِ و أبوابَ السجونِ وقلوبَ الأمهاتِ / وأصلبُ الغصّةَ خارجَ الحناجرِ وامتدادِ الصوت.. / وأعودُ لأرسم ضحكة..!/ بقلم رصاص/ أستطيع أن أدوّنَ أمنياتِ المدنِ مذيّلةً بالأدعيةِ/ وأطلقَ أسرابَ حمامٍ ورائحةَ ياسمين وشموسًا كثيرة.. / بممحاةٍ صغيرةٍ ..يتحول كلّ ذلك ..لأوراقٍ متسخة!!
ونقرأ للشاعر السعودي إبراهيم زولي وهو يجفف جراح الهزائم:
خذ معك ما لا أحزن عليه
خُذْ معك البيارق الفخورة بالضجر/ ما أجفّف به جرح الهزيمة/ ما كنت تتباهى به /أمام الغرباء وقطّاع الطرق /خُذْ معك ما لا أحزن عليه/ وليس له ذكرى واحدة/ خُذ وجهك المسرف في السهو/ مفتونًا بالأبوّة الكاذبة/ خُذ طبولك وهي تئنّ في عظامنا،/ رائحتك التي تمجّدها الميكرفونات بلا خجل. /هذا ضوءنا اليابس خرج من أكياس الكبرياء /من الرسائل الإلكترونية/ ضوء كالعدوى، شبيهًا بالعدم /صاعدًا على شجر كثيف في الظلام/ نردم به التناسخ المحفوف بالرماد والتأويل /نتقاسم معه النهار المبارك والمفردات الباطلة.
في حين إن الشاعرة البريطانية لوري أوغارو في قصيدتها (Take Selfies with Me) قد طلبت لحظات أكثر حميمية في زمن سيطرت عليه الكورونا كما سيطر الجمود على مشاعر الكون:
يومًا ما سيكون الوقت قد فات لالتقاط صور سيلفي معي لذا خذها الآن/...... / يومًا ما لن تتمكن من لمسي لذا عانقني الآن/...... / يومًا ما سيكون الوقت قد فات للعبث معي لذلك دعنا نشعر بالجنون الآن/...... / يومًا ما سأتوقف عن الوجود فلنكن معًا قبل فوات الأوان.
وتقول الشاعرة العراقية وفاء عبدالرزاق في قصيدة'تقديس':
أُقَدِّسُ الحُزنَ لأنَّهُ ابنُ أُمِّى/ أُقدِّسُ تدفّقَ الحليبِ في دُعائِها /أُقدِّسُ العراءَ،/ أبا الفقراءِ/ وملاذَ أطفالٍ/ يَمسحون الأحذيةَ/ أُقدِّسُ رُوحًا عفَّفتها الحاجة/ وصارتْ قِنديلًا /بعضَ سُحُبٍ وأعنابٍ /أُقدِّسُ رحمَ الأرضِ/ فقد أنجبَ رَغمَ / الشَّكِ /أركانَ الخُضرةِ / وقال اسجدوا للسِّدرةِ / سفينةَ العابرِينْ / أُقدِّسُ المزيدَ المزيدَ/ مِنَ العُشَّاقِ/ وأُقدِّسُني /لأنِّى تَلَوْتُ صلاتي/ بِطريقتي/ ومَدَدْتُ يديَّ /طَلِيقةً بقبضةِ الماءِ/ لا فَضْلَ لأحدٍ عليها /مَن ذا الذى يَشهدُ الآنَ/ بأنَّني في هذا المشَّهدِ/ الذي قدَّسْتُهُ /أقربُ من ألفِ عمَّةٍ /وألفِ عمَّةٍ لعرشِ الله!/ أقدّسكم الآن /فانا من رحم القصيدة/ أنجبتكم كي نكون أبناء الله/ إله جراحنا المتغضنة /الإله الساكن فينا يسمعنا الآن/ ها هي ملائكته ترتّلُ:/ فلنصنع جنتنا ونتشهَّد باسم القصيد.
مقدمة بذلك صوتا صوفيا يذكر القارئ بشطحات' الحلاج' و'البسطامي' واقتباسات من النصوص الدينية يسيطر صوت الشاعر فيها بصفته خليفة الله على الأرض.
يرسم الشاعر التونسي رضوان العجرودي صورة الملكوت مقلوبة ومتناقضة مقدما مسارا سرديا متناميا نحو الفاجعة:
لهو الملكوت
لا بُدَّ أنَّ للأرْضِ تاريخ صُلوحيّةٍ /كُتبٌ من التاريخ تذكرُ أنَّ الناس كانت تراه سابقًا، لكنّهم كانوا يجهلون إلى ما يرمُزُ. / اليوم بفعل الاحتباس الحراري والتلوّث صارت رؤيتهُ مستحيلةً. / ' ناسا ' تَكتَّمتْ على الموضوع. / ارمسترونغ وجماعتهُ هُدِّدوا إن تَسرَّب الخبرُ. / أمطرت طوال الليلة الماضية. / مطرُ من لا يخشى الجفاف. / ملأ الماء كلَّ شيء، حتَّى الأوقات الضائعة / وأفئدةَ الأمهات السوريات. / طمر الطميُ أطهرَ الأمكنة، حتَّى نِعال غاندي وزنزانة مانديلا./ أمطرت في السماء أيضا،/ ضاع بوق إسرافيل وسط الفوضى./ جبريل اضطر لفتح السدود وإفساد حفلةِ طائِفة ما بين الرسالات. /حطبُ جهنّم غمرتهُ السّيولُ /ويُرجّحُ أن تُشعلها شركة غاز روسية بالنيابة. /لقد فسدتْ الأرضُ وتعفّنت / فقط نحنُ ننتظرُ أن يتعلَّم إسرافيل التصفير بأصابعه.
أفلام قصيرة
عرض المخرج العراقي جعفر مراد فيلمين قصيرين، هما 'العودة إلى فيكتوريا' و'خلف المرآة'. فيلم العودة الى فيكتوريا ببطولة غالب جواد وأحمد شكري العقيدي وشيرين جالهي وميغيل الفيس. أما فيلم خلف المرآة ببطولة شيرين جالهي و محمد الطائي و علي عاجل.
ناقش فيلم العودة إلى فيكتوريا موضوع التطرف في بريطانيا ونظرة الغرب الخاطئة للأجانب بصورة عامة وللمسلمين بصورة خاصة، كما ناقش فيلم خلف المرآة موضوع عذرية المرأة الشرقية ونظرة المجتمع لها عندما تفقد عذريتها.
شارك في هذا المهرجان كل من الشاعرعدنان الصائغ وستيف بيج وإبراهيم الهاشمي وسوسن دهنيم ووفاء عبدالرزاق وإبراهيم زولي وخزعل الماجدي وريما محفوظ ورضوان العجرودي ولوري أوغارو.
ألقى الشاعر العراقي عدنان الصائغ جملة نصوص في فقد الوطن والغربة والعلاقة بالوجود:
*كلَّما كتبَ رسالةً/ إلى الوطنِ/ أعادها إليه ساعي البريد/ لخطأٍ في العنوان.
*أَعْرِفُ الحياةَ/ من قفاها/ لكثرةِ ما أدارتْ لي وَجْهَها.
*قبلَ أنْ يُكْمِلَ رسمَ القفصِ/ فرَّ العُصْفُورُ/ من اللوحة.
*في الحانةِ الصاخبة/ لا أسمَعُكِ،/ ولا تسمَعينني/ فَدَعِي شفاهَنا/ تُكمِلُ حوارَنا.
*أَسْقَطوا/ تمثالَ الدكتاتور/ من ساحةِ المدينةِ/ فامتلأتْ؛ ثانيةً، بتماثيلهم.
كل شي في هذه الومضات متجه نحو السقوط، فرسائل الوطن لاتصل إلى قارئها، والحياة أدارت وجهها للإنسان المعاصر، وساحات المدينة امتلأت مرة ثانية بتماثيل دكتاتور جديد.
وألقى الشاعر الإماراتي إبراهيم الهاشمي النص الآتي:
دمي
قلبي نافذة /ودمي دافقٌ بالمودة /يمر على من بالجوار القريب/ يصبح جيرانه /يلاعب أطفالهم /ويسقي الشجر/ يصلي صلاة الصبح في وقتها ./ يتأبط أفراحه/ يوزعها في الطريق /لتورق زهرًا على الناس/ ابتسامته صادقة .. /دمي لا يلح كثيرا /يصالح دون رياء/ يغني مع العصافير صبابته /يطير بلا أجنحة/ يغازل نجمة بين بحرين /يكتب فيها فنون التدله/ يواعدها عن الناس سراً /يتسامى بها /يسلمها قيده/ يتباهى بها بين أقرانه/ ويعلنها جنته للحضور وللغياب.
نرى في هذه القصيدة صورة الإنسان المسالم الريفي بعيدًا عن رياء المدينة، وهو يحاول أن يوزع دمه ووقته من خلال صنعة التشخيص ليعطي للحياة صورة جديدة.
أما الشاعر البريطاني ستيف بيج فيؤكد في قصيدة (Not Too Old) على اغتنام الفرصة من أجل حياة أكثر حيوية. يقول:
ليس كبيرًا جدًا على الرقص/ ليس كبيرًا جدًا بالنسبة لرقصة الرومبا/ عدم تفويت الفرصة/.... /السيطرة على تعرجاتي / الشعور بالحرية الجديدة/ لتحرير الراقصة الداخلية.
وقد استخدم الشاعررمزية الراقصة حتى يتجاوز ضياعه الطويل:
يقول الأصدقاء القدامى إنهم كانوا يعرفون/ الراقصة النائمة هناك/ لقد تعرفوا على الخطوات/ من سنوات طويلة منسية.
وترسم الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم جملة صور محملة بالحزن في نصها قائلة:
لم أعتد البوح بدمعي
كنت صورة عن وجه أمي الكتوم /قطرة ماء أخيرة تسقط من يد عجوز توضأ للتو/ أضمد قلبي بصورة أبي فأشعر بحضنه يواسيني/ كنت أبتسم للصور/وحين أرى ابتسامتي الآن فيها أمسح وجنتي/برفق فتبتل قهرا./ لست سوى ريشة.. تلهو بها الريح ولا تستكين./ موجة تعلو وتهبط وترتطم بما حولها/ صوت باهت أضاع حباله/ رنين هاتف في منزل مهدم لعائلة فُقِدت في الحرب/ لست سوى صدى ابتهال لتائه في الصحراء/ أغري خصري برقصة مع الفقد فأرقص وكأنني في حفل أقيم في قصر بريطاني ذات فيلم/ أسمع صوت موكب ملكي تتقدمه أوزات وخيول/ فأكون سيدة الوقت والمكان/ أرتدي قبعة تلجم الجامح من الذكريات/ وفي يدي حقيبة لا تحتوي إلا على لوحة مقلدة لليلة فان جوخ/ المكان يزرق/ لكن النجوم لا تتلالأ / قلبي يتوقف فأرحل نجمة تدخل في اللوحة /تتلألأ وتلوح للعابرين.
يمكن لنا أن نلمح في هذا النص كيف تخفي سيدة الوقت والمكان حزنها في ينابيع ثقافية استوحتها من الفضاء البريطاني والفن الهولندي.
ترى الشاعرة السورية ريما محفوظ في أدواتها اليومية متنفسًا فتقول:
بقلم رصاص
أستطيعُ أن أرسمَ كأسًا وتفاحةً ورغيفَ خبزٍ و طفلًا يتيمًا و أمًّا ../ بذات القلم أرسم ضحكةً ودمعةً و صراخً وصمتًا ... /بقلم رصاص /أفتحُ الطرقاتِ و أبوابَ السجونِ وقلوبَ الأمهاتِ / وأصلبُ الغصّةَ خارجَ الحناجرِ وامتدادِ الصوت.. / وأعودُ لأرسم ضحكة..!/ بقلم رصاص/ أستطيع أن أدوّنَ أمنياتِ المدنِ مذيّلةً بالأدعيةِ/ وأطلقَ أسرابَ حمامٍ ورائحةَ ياسمين وشموسًا كثيرة.. / بممحاةٍ صغيرةٍ ..يتحول كلّ ذلك ..لأوراقٍ متسخة!!
ونقرأ للشاعر السعودي إبراهيم زولي وهو يجفف جراح الهزائم:
خذ معك ما لا أحزن عليه
خُذْ معك البيارق الفخورة بالضجر/ ما أجفّف به جرح الهزيمة/ ما كنت تتباهى به /أمام الغرباء وقطّاع الطرق /خُذْ معك ما لا أحزن عليه/ وليس له ذكرى واحدة/ خُذ وجهك المسرف في السهو/ مفتونًا بالأبوّة الكاذبة/ خُذ طبولك وهي تئنّ في عظامنا،/ رائحتك التي تمجّدها الميكرفونات بلا خجل. /هذا ضوءنا اليابس خرج من أكياس الكبرياء /من الرسائل الإلكترونية/ ضوء كالعدوى، شبيهًا بالعدم /صاعدًا على شجر كثيف في الظلام/ نردم به التناسخ المحفوف بالرماد والتأويل /نتقاسم معه النهار المبارك والمفردات الباطلة.
في حين إن الشاعرة البريطانية لوري أوغارو في قصيدتها (Take Selfies with Me) قد طلبت لحظات أكثر حميمية في زمن سيطرت عليه الكورونا كما سيطر الجمود على مشاعر الكون:
يومًا ما سيكون الوقت قد فات لالتقاط صور سيلفي معي لذا خذها الآن/...... / يومًا ما لن تتمكن من لمسي لذا عانقني الآن/...... / يومًا ما سيكون الوقت قد فات للعبث معي لذلك دعنا نشعر بالجنون الآن/...... / يومًا ما سأتوقف عن الوجود فلنكن معًا قبل فوات الأوان.
وتقول الشاعرة العراقية وفاء عبدالرزاق في قصيدة'تقديس':
أُقَدِّسُ الحُزنَ لأنَّهُ ابنُ أُمِّى/ أُقدِّسُ تدفّقَ الحليبِ في دُعائِها /أُقدِّسُ العراءَ،/ أبا الفقراءِ/ وملاذَ أطفالٍ/ يَمسحون الأحذيةَ/ أُقدِّسُ رُوحًا عفَّفتها الحاجة/ وصارتْ قِنديلًا /بعضَ سُحُبٍ وأعنابٍ /أُقدِّسُ رحمَ الأرضِ/ فقد أنجبَ رَغمَ / الشَّكِ /أركانَ الخُضرةِ / وقال اسجدوا للسِّدرةِ / سفينةَ العابرِينْ / أُقدِّسُ المزيدَ المزيدَ/ مِنَ العُشَّاقِ/ وأُقدِّسُني /لأنِّى تَلَوْتُ صلاتي/ بِطريقتي/ ومَدَدْتُ يديَّ /طَلِيقةً بقبضةِ الماءِ/ لا فَضْلَ لأحدٍ عليها /مَن ذا الذى يَشهدُ الآنَ/ بأنَّني في هذا المشَّهدِ/ الذي قدَّسْتُهُ /أقربُ من ألفِ عمَّةٍ /وألفِ عمَّةٍ لعرشِ الله!/ أقدّسكم الآن /فانا من رحم القصيدة/ أنجبتكم كي نكون أبناء الله/ إله جراحنا المتغضنة /الإله الساكن فينا يسمعنا الآن/ ها هي ملائكته ترتّلُ:/ فلنصنع جنتنا ونتشهَّد باسم القصيد.
مقدمة بذلك صوتا صوفيا يذكر القارئ بشطحات' الحلاج' و'البسطامي' واقتباسات من النصوص الدينية يسيطر صوت الشاعر فيها بصفته خليفة الله على الأرض.
يرسم الشاعر التونسي رضوان العجرودي صورة الملكوت مقلوبة ومتناقضة مقدما مسارا سرديا متناميا نحو الفاجعة:
لهو الملكوت
لا بُدَّ أنَّ للأرْضِ تاريخ صُلوحيّةٍ /كُتبٌ من التاريخ تذكرُ أنَّ الناس كانت تراه سابقًا، لكنّهم كانوا يجهلون إلى ما يرمُزُ. / اليوم بفعل الاحتباس الحراري والتلوّث صارت رؤيتهُ مستحيلةً. / ' ناسا ' تَكتَّمتْ على الموضوع. / ارمسترونغ وجماعتهُ هُدِّدوا إن تَسرَّب الخبرُ. / أمطرت طوال الليلة الماضية. / مطرُ من لا يخشى الجفاف. / ملأ الماء كلَّ شيء، حتَّى الأوقات الضائعة / وأفئدةَ الأمهات السوريات. / طمر الطميُ أطهرَ الأمكنة، حتَّى نِعال غاندي وزنزانة مانديلا./ أمطرت في السماء أيضا،/ ضاع بوق إسرافيل وسط الفوضى./ جبريل اضطر لفتح السدود وإفساد حفلةِ طائِفة ما بين الرسالات. /حطبُ جهنّم غمرتهُ السّيولُ /ويُرجّحُ أن تُشعلها شركة غاز روسية بالنيابة. /لقد فسدتْ الأرضُ وتعفّنت / فقط نحنُ ننتظرُ أن يتعلَّم إسرافيل التصفير بأصابعه.
أفلام قصيرة
عرض المخرج العراقي جعفر مراد فيلمين قصيرين، هما 'العودة إلى فيكتوريا' و'خلف المرآة'. فيلم العودة الى فيكتوريا ببطولة غالب جواد وأحمد شكري العقيدي وشيرين جالهي وميغيل الفيس. أما فيلم خلف المرآة ببطولة شيرين جالهي و محمد الطائي و علي عاجل.
ناقش فيلم العودة إلى فيكتوريا موضوع التطرف في بريطانيا ونظرة الغرب الخاطئة للأجانب بصورة عامة وللمسلمين بصورة خاصة، كما ناقش فيلم خلف المرآة موضوع عذرية المرأة الشرقية ونظرة المجتمع لها عندما تفقد عذريتها.