من يقف خلف الهجوم الإرهابي في تركيا؟
أصابع الاتهام تشير إلى حزب العمال الكردستاني.. وداعش لم يغب عن الصورة
الاثنين / 17 / ربيع الأول / 1445 هـ - 21:36 - الاثنين 2 أكتوبر 2023 21:36
دلالات واسعة حملتها العملية الإرهابية التي شهدتها العاصمة التركية أنقرة أمس الأول، وأدت إلى إدانات عالمية واسعة، بعدما عاد المتطرفون بصورة جديدة تحمل مؤشرات خطرة.وعد مراقبون أن الهجوم الإرهابي الذي شهدته أنقرة هذه المرة نوعي، بعدما استهدف وزارة الداخلية، ونفذه مسلحان بالقنابل، حيث ألقت السلطات الأمنية القبض على أحدهما، فيما فجر الآخر نفسه، في عملية تمت أمام مقر مديرية الأمن التابعة للوزارة.وحملت العملية دلالات على عودة التهديد الإرهابي إلى الداخل التركي، وطرحت تساؤلات مهمة في القلب منها طبيعة الجهة التي تقف خلف الهجوم، خاصة في ظل عدم إعلان السلطات التركية عن اتهام واضح لأحد التنظيمات، فضلاً عن عدم إعلان أي مجموعات مسلحة عن تبنيها العملية حتى كتابة هذا التحليل.يقدم الخبير والمحلل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد فوزي، عددا من الإجابات للسؤال الرئيس: من يقف وراء التهديد الإرهابي الجديد لتركيا؟.اعتبارات مكانيةوقع الهجوم الإرهابي في منطقة «قزلاي» أمام مقر مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالعاصمة أنقرة، وعلى بعد مئات الأمتار من مقر البرلمان التركي، وهي الاعتبارات المكانية التي أكسبت الهجوم أهمية نوعية، إذ إنه وقع في منطقة استراتيجية، يتخللها كثير من المؤسسات التركية.وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، أن «إرهابيين نفذا هجوما أمام مبنى الوزارة، وتم تحييد أحدهما، فيما فجر الآخر نفسه»، مشيرا إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة رجلي شرطة بجروح طفيفة، ومؤكدا أن إصابتهما ليست خطرة.وقالت وزارة الداخلية التركية في بيان لها، إن «إرهابيين نفذا هجوما أمام مبنى الوزارة، وتم تحييد أحدهما، فيما فجر الآخر نفسه»، واصفة الهجوم بأنه عمل إرهابي.دول مستهدفةيشير الخبير الاستراتيجي إلى أن هناك فرصة زمانية للعمليات الإرهابية، ولا يمكن قراءة الحادث الإرهابي الأخير في أنقرة، بمعزل عن السياق الزماني الذي يأتي فيه، بمعنى أن الحادث يأتي مع قرب نهاية العام وبداية العام الجديد، حيث التحضير لاحتفالات نهاية العام والأعياد الدينية، وهي فترة تحاول تنظيمات العنف والإرهاب عادة استغلالها، لتنفيذ عمليات إرهابية في مواطن نشاطها، والدول التي تستهدفها.فعلى سبيل المثال، يجد المتابع نشاط التنظيمات الإرهابية في القارة الأوروبية، أن مثل هذه الفترات تشهد زخما كبيرا على مستوى العمليات الإرهابية التي تتم خلالها.اختراق العمقتشير حيثيات العملية الإرهابية في أنقرة إلى أنها استهدفت من جانب وزارة الداخلية التركية، وكذا البرلمان التركي، بما يعني أن هذا الهجوم يأتي استمرارا لسلسلة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا في السنوات الأخيرة، والتي استهدفت بعض المؤسسات والشخصيات الأمنية والعسكرية التركية، خاصة في أعوام 2015 و2016 و2017.كما يشير العمل الإرهابي ـ وفقا لفوزي ـ إلى أن الجهة المنفذة والمسؤولة عنه استهدفت إيصال رسائل للقيادة السياسية التركية، مفادها أنها قادرة على اختراق العمق التركي، والوصول إلى مناطق حيوية وتنفيذ هجمات فيها، سواء على مستوى استهداف المؤسسات والتمركزات الشرطية والعسكرية، أو على مستوى استهداف التجمعات السكانية والمدنية.هل فعلها؟لعل السؤال المبدئي المطروح في تركيا هو: هل يقف حزب العمال الكردستاني خلف الهجوم؟ هل فعلها مجددا؟ يقول المحلل إن «أحد التفسيرات الرئيسة المطروحة يتمثل في احتمال تورط حزب العمال الكردستاني المصنف تنظيما إرهابيا في تركيا، في الهجوم الأخير، وهو احتمال راجح إلى حد كبير في ضوء بعض الاعتبارات والمؤشرات الرئيسة، وذلك على النحو التالي:
- أن طبيعة «المستهدف» من الهجوم سواء وزارة الداخلية التركية، أو البرلمان التركي بالتزامن مع دورته الجديدة، تتسق إلى حد كبير والأنماط العملياتية التي كان حزب العمال الكردستاني يتبناها تجاه تركيا في السنوات الأخيرة، إذ نجد أن الحزب كان يركز على استهداف المؤسسات التركية، وتمركزات الشرطة والجيش».
- 2015 قتل مسلحون أكراد 15 شرطيا في تفجيرين في إقليمي ماردين وأغدير، شرق تركيا.
- 2016 فبراير: مقتل 28 شخصا وإصابة العشرات، جراء انفجار سيارة مفخخة جوار حافلات عسكرية.
- 2017 تفجير استهدفت رجال الشرطة، وأعلن الحزب مسؤوليته عنها.