العالم

حكام أفريقيا خائفون من الجنرالات

وول ستريت: 8 انقلابات تكشف عن أزمة ثقة كبيرة داخل القارة السمراء

الرئيس الكاميروني مع زوجته حاكم الغابون الجديد (مكة)
يشعر الكثير من زعماء وحكام الدول الأفريقية بخوف كبير من الجنرالات والمسؤولين عن الجيوش، بعدما تسببت 8 انقلابات شهدتها القارة السمراء في فترة وجيزة في أزمة ثقة كبيرة داخل كل نظام.تؤكد صحيفة «وول ستريت» الأمريكية أن القلق يساور مجموعة من الحكام حيث كانت هذه الاضطرابات صارت تهديدا، في الوقت الذي ينتشر فيه نقص الغذاء والفوضى.وأشارت إلى أن الكثير من الحكام عملوا على تأمين أنفسهم بجنرالات مدربين في الغرب، وضباط متمرسين، كما عملوا على تعزيز علاقاتهم مع الولايات المتحدة وأوروبا، وشكلوا دفاعات ضد المتطرفين، الذين حققوا مكاسب ميدانية في أراضي منطقة الساحل القاحلة، بعد 8 انقلابات اندلعت في ثلاثة أعوام، آخرها في الغابون الغنية بالنفط.ضغوط اقتصاديةوتتزايد الضغوط الاقتصادية باطراد، وتتغذى في جزء منها بسبب تعطل إمدادات العالم من الحبوب عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.وفي الوقت الذي تتباطأ إمدادات العالم من الغذاء أو ترتفع الأسعار، فإن شريحة من الدول باتت أكثر عرضة لمحاولات الانقلاب.وأطاح الضباط العسكريون بأنظمة في غينيا وبوركينا فاسو ومالي والسودان والنيجر والغابون، وتم إحباط محاولات انقلابية في غامبيا وغينيا- بيساو وسيراليون وساو تومي وبرينسبل.وبعد كل انقلاب، كان الناشطون يلجؤون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لدعوة الناس للنزول إلى الشوارع دعما للانقلاب.دور روسياويرى مراقبون أن روسيا تلعب دورا مهما في توفير الأمن، بالتواكب مع النفوذ الاقتصادي الصيني المتصاعد، ويرى أن القادة العسكريين هم أقل اهتماما بانزعاج القوى الغربية، وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا.وشوهد الكثيرون من مؤيدي الانقلابات وهم يلوحون بالأعلام الروسية في الشوارع، بينما فرنسا التي كانت ذات يوم القوة الاستعمارية في العديد من الدول التي حصلت فيها الانقلابات، تلتزم الصمت أو تخطط في بعض الأماكن لسحب مستشاريها العسكريين وقوات أخرى.وأعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون عن خيبة أملهم لرؤية جنود تدربوا في الولايات المتحدة، وهم منخرطون في عدد من الانتفاضات، لكن الآن ثمة خطر على قادة في بلدان بينها غينيا الاستوائية وموريتانيا وسيراليون وغامبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وفق برنامج المخاطر السياسية والاقتصادية التابع لجامعة أوكسفورد.استشراء الفسادوبعد سنوات من الحكم السيئ والانتخابات المثيرة للمشاكل واستشراء الفساد، فإن النخب في كثير من البلدان المدعومة من الغرب باتت أكثر ثراء بينما تخلف وراءها مزيدا من الفقراء، مما يعمق من حدة الاستياء.واستنادا إلى مجموعة «كومباشن إنترناشيونال» الخيرية، فإن 440 مليون نسمة في أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون في الفقر، بزيادة 30 مليون نسمة منذ عام 2015.ويقول محللون «إن تدني معدلات من يعرفون القراءة والكتابة يزيد من تباطؤ النمو، فضلا عن عدم الاستقرار، وأكثر من نصف السكان البالغين في نحو 12 بلداً أفريقيا غير قادرين على القراءة أو الكتابة».تزوير الانتخاباتويتوقع ان تستمر عمليات التطهير والتغييرات في الهياكل العسكرية، ويشير المحللون إلى التغيير الذي حدث على صعيد ممارسة السلطة، مع تزايد اهتمام الحكام بالحفاظ على مناصبهم وإبقاء الناخبين والعسكريين سعداء، وليس التقيد بمهل محددة وانتخابات يشوبها التزوير غالبا، ولا يعني هذا أن المخططين للانقلابات هم بالضرورة أفضل، أو شيء مختلف عن القادة الذين يهدفون إلى إطاحتهم.حركات لافتةووفقا لصحيفة «وول ستريت» يقول مسؤولون أمنيون ودبلوماسيون «إن العديد من القادة الأفارقة، الذين أمضوا وقتا طويلا في السلطة يحاولون تجديد هياكل قياداتهم العسكرية لمنع الاضطرابات من الانتشار، فبعد ساعات من إطاحة الحرس الجمهوري بالرئيس الغابوني علي بونغو، عين الرئيس الكاميروني بول بيا، البالغ من العمر 90 عاما، عددا من المستشارين العسكريين في وزارة الدفاع، وأحال الرئيس الرواندي بول كاغامي عشرات الجنرالات على التقاعد، فضلا عن 600 من الضباط الكبار الآخرين.وفي غينيا-بيساو، عين الرئيس أومارو سيسكو إمبالو قائدين أمنيين جديدين، بينما أحال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني قائد الشرطة الجنرال كالي كايهورا، الذي يعتبر الأقدم في هذا المنصب إلى التقاعد، مع 11 جنرالا آخرين.الموجة مستمرةويتوقع ناشطون سياسيون عانوا سنوات طويلة من القمع استمرار موجة الانقلابات، ويقول الزعيم الرواندي المعارض فيكتوري إينغابري الذي أمضى 6 سنوات في السجن بتهمة إثارة التمرد في وجه نظام كاغامي، «إن بعض القادة الأفارقة نسوا أن الفقر وعدم المساواة اللذين ينتشران بوضوح في العديد من البلدان يؤثران أيضا على عائلات الضباط ذوي الرتب العالية»، وأضاف «أعتقد أن هذه الموجة من الانقلابات ستنتشر، وتطيح بالمزيد من الأنظمة».أرقام من القارة السمراء:
  • 440 مليونا يعيشون تحت خط الفقر
  • 30 مليون نسمة زادوا في السنوات الماضية
  • 50% من سكان أفريقيا البالغين لا يقرؤون ولا يكتبون