العالم

سيناريو الرعب يهدد قلب أفريقيا

المجلس العسكري في النيجر يريد محاكمة الرئيس المخطوف بتهمة الخيانة العظمى

محمد بازوم
فيما يستعد المجلس العسكري في النيجر لمحاكمة الرئيس المنتخب محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمى، يتحرك «سيناريو الرعب» باتجاه وسط أفريقيا بعد مقتل 3 جنود و10 مزارعين في هجومين منفصلين نفذتهما جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في شمال شرق نيجيريا، في تهديد واضح بانتشار واسع للإرهاب.

ويخشى المراقبون أن تنعكس تداعيات انقلاب النيجر على جارتها نيجيريا، في ظل تركيز المخاوف الدولية على إمكان استغلال جماعات إرهابية مرتبطة بـ»داعش» والقاعدة المنطقة الواقعة بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

وقالت المصادر، إن إرهابيي بوكو حرام استغلوا الظلام وحقول الذرة لشن هجومهم على قاعدة عسكرية بالقرب من ولاية بوونو، فيما خاض الجنود «معركة ضارية قتل فيها 3 جنود، قبل القضاء على المهاجمين، واضطرارهم إلى الانسحاب».

بؤرة الفوضى

تستهدف بوكو حرام وتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا بشكل متزايد الحطابين والرعاة والمزارعين والصيادين في شمال شرق نيجيريا، بتهمة التجسس ونقل المعلومات إلى الجيش والميليشيات، وقتلت الميليشيات الإرهابية قبل يومين 10 مزارعين بالرصاص بعد أن جمعوهم، بينما كانوا يعملون في حقلهم في قرية تقع على أطراف مايدوغوري، عاصمة إقليم بورنو.

وتعد منطقة شمال نيجيريا بؤرة محتملة للفوضى والإرهاب، في حال استمرت الفوضى الأمنية التي خلفها الانقلاب في النيجر، في ظل القرب الجغرافي من الأخيرة.

وقال تحليل حديث للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، ومقره لاهاي: «يمكن لأي تدهور حاد في الوضع الأمني ​​في النيجر أن يوفر للإرهابيين فرصة للسيطرة على حزام متواصل عبر الساحل من مالي إلى شمال نيجيريا».

وأضاف، «تقع النيجر في مرمى نيران مختلف الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة وداعش، والعاملة في منطقتي الساحل وبحيرة تشاد، وهي تحتل حاليا المرتبة العاشرة باعتبارها البلد الأكثر تضررا من الإرهاب على مستوى العالم».

وتابع، «علاوة على ذلك، قد تتحول أعمال اللصوصية المنظمة عبر الحدود مع نيجيريا إلى تمرد مسلح، وتفتح جبهة جديدة للمنظمات الإرهابية النشطة في المنطقة».

سيناريو الرعب

أوضح التحليل ما يمكن وصفه بـ»سيناريو الرعب»، مؤكدا أن هذا التمدد له عواقب وخيمة على دول غرب أفريقيا الساحلية، بما في ذلك بنين المجاورة، التي سجلت أسوأ عام لها من حيث العنف الإرهابي في 2022».

ولفت إلى أن «التعاون الوثيق بين بنين والنيجر وبوركينا فاسو ونيجيريا مطلوب لمواجهة التهديد الذي يشكله الإرهابيون».

وتحدث التحليل عن التحديات الأمنية وإمكان حدوث فراغ أمني يؤثر على الدول المجاورة، منها نيجيريا، ويسهل حركة التنظيمات الإرهابية وقدرتها على مباغتة القوات الأمنية وشن هجمات دموية.

ومضى موضحا «بينما يزعم أولئك الذين استولوا على السلطة في نيامي أنهم يستجيبون للظروف الأمنية المتدهورة، فإن قدرتهم على كبح الإرهاب بشكل أكثر فاعلية من السلطات المنتخبة ديمقراطيا، غير مؤكدة».

ووفق التحليل «تظهِر التجارب السابقة أن عمليات الاستيلاء العسكرية على السلطة، تؤدي إلى مزيد من التدهور في حالة الفوضى الأمنية، إذ أدت الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو إلى زيادة الهجمات الإرهابية».

نشر التطرف

فسر التحليل ذلك بالقول إنه «في أعقاب الانقلابات مباشرة، يميل المجلس العسكري الذي يستحوذ على السلطة إلى تركيز انتباهه على تعزيز قاعدة سلطته، ما يشغل السلطات عن جهود مكافحة الإرهاب، ويترك فراغا أمنيا تستغله الجماعات الإرهابية».

وتعد جماعة بوكو حرام، من أكثر التنظيمات الإرهابية مرونة، إذ تتطور بسرعة في نيجيريا وبحيرة تشاد، وتغير تحالفاتها، ما مكنها من البقاء قرابة عقدَين من الزمان، والمحافظة على كيانها، ما يعني أنها قادرة على استغلال الوضع في النيجر بشكل كبير، وفق مراقبين.

ووفق دراسة سابقة للباحث الكاميروني عثمانو أداما، فإن بوكو حرام تعمل على رسم مستقبل الإرهاب في حوض بحيرة تشاد، ونشر التطرف في شمالي نيجيريا.

وتكيف عقيدتها الفكرية وعمليات التجنيد ووسائل العمل لمواءمة التغييرات التي تحدث في بيئة عملها.

محاكمة الرئيس

بالتوازي، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر، عبر الإذاعة الوطنية، أن الحكام الجدد يريدون محاكمة الرئيس المعزول محمد بازوم بتهمة الخيانة العظمي، وقال إنه يجب محاكمة الرئيس وأعوانه.

وأظهر المجلس العسكري أنه ما زال منفتحا للمفاوضات مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، بعدما طلبت المنظمة من الحكام الجدد الإفراج عن الرئيس المحتجز، وذلك بعد بضعة أيام من وقوع الانقلاب.

وقال الوسطاء النيجيريون، إن الانقلابيين في النيجر وافقوا على التفاوض مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، وتم الإعلان عن هذا التطور بواسطة رئيس وفد رجال الدين النيجيري شيخ عبد الله بالا لاو، بعد اجتماع مع حاكم النيجر، وسط توترات مع مجموعة (إيكواس) التي تقودها نيجيريا.

أرقام حول الانقلاب
  • 27 مليون نسمة عدد سكان النيجر
  • 2500 جندي فرنسي في النيجر وتشاد
  • 26 يوليو تاريخ الانقلاب على الرئيس بازوم
  • 3 دول فقط في أفريقيا تضامنت مع الانقلاب
  • 14 دولة تهدد بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس