لقد برعت هيئة المكتبات في ترسيخ العلاقة بين الصوت والكلمة، وذلك حين أطلقت مشروع كبائن المكتبات الصوتية 'مسموع'؛ ليوافي المستفيدين بالكتب الصوتية في أي مكان وزمان؛ متيحاً بذلك تجربة ثقافية ورحلة عذبة بين ترددات الصوت المعرفي. وجاءت هذه الخطوة ضمن مبادرة تقديم خدمات المكتبات في أماكن التجمعات كأحد أهداف الهيئة الاستراتيجية، حيث انتشر 'مسموع' في عدة مناطق مثل ممشى محافظة الأحساء، وكورنيش الدمام، وحديقة الأمير ماجد بجدة، وحديقة محمد بن القاسم في الرياض؛ عازماً على إثراء مسامع الناس في فترات النزهة والراحة لتزدان بنبراتٍ ثقافية لطيفةٍ تتناهى إليهم وتسري في أرواحهم. ويحتضن الجهاز 100 كتاب صوتي، تتجدد في كل فترة وتختلف مشاربها بين عدة مجالات تشتمل على المقالات، وتطوير الذات، والاجتماعيات، وريادة الأعمال، والفلسفة والفكر، والصحة، وكتب الأطفال. وسعت الهيئة من خلال 'مسموع' إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية الداعية إلى الوصول لخدمات المكتبات بطريقة أسهل، ورفع مستوى الوعي المعلوماتي، إلى جانب تعزيز العادات القرائية، وتفعيل دور المكتبات في المجتمع، وتقديم المحتوى الصوتي كمصدر من مصادر المعرفة، وتأمين الوصول الميسّر لها في جميع مناطق المملكة وبين مختلف الفئات المستهدفة. وقد استلهمت الهيئة فكرة الجهاز من أشكال كبائن الاتصالات التابعة لوزارة البرق والبريد والهاتف في الثمانينيّات والتسعينيّات الميلادية، إضافةً إلى أن الجهاز يمكّن المستفيد من تصفح محتوياته بيُسرٍ وسهولة وفق تصنيفات مُعينة، إلى جانب إتاحتِه اختيارَ الملف الصوتي المطلوب، والاستماع إلى مقطع قصير مباشرةً منه أو مسح QR Code للاستماع لكامل الملف الصوتي عبر الهاتف المحمول. ومن المتوقع أن يتوسع حضور الجهاز في مختلف مناطق المملكة؛ في ضوء جهود الهيئة المتمثلة في مبادرة تقديم خدمات المكتبات في أماكن التجمعات المندرجة ضمن استراتيجية الهيئة؛ وذلك لنشر الثقافة في قالب إبداعيٍ مبتكر يتوافق مع تطلعات الهيئة في تطوير مفهوم المكتبات