تفاعل

الأبناء فلذات أكبادنا

محمود أحمد منشي
الأبناء هم فلذات الأكباد وعتاد المستقبل الذين تعقد عليهم الآمال العريضة وهم حجر الزاوية والركيزة الأساسية في كل خطط الدولة في مسيرة البناء، هم أمانة المولى عز وجل في أعناق الوالدين، بل كل أولياء الأمور ينبغي عليهم أن يؤدوا حق هذه الأمانة وأن يحملوها بالشكل الذي يرضي الله عنها، جاء في الحديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)؛ لذا كان لزاما عليهم أن يعملوا على تربية الأبناء وصلاحهم وغرس تعاليم الدين الحنيف.

لابد من معرفة من يجالسون ومن يخالطون؛ لأن المرء من جليسه، فقد جاء في الحديث 'المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل'؛ لذا يفترض على ولي الأمر أن يقوم باحتواء الابن وتلبية احتياجاته وعدم تركه في مهب الريح مهما كانت الحجج والأعذار دون متابعة بانشغال الوالد أو ولي الأمر بالأمور الحياتية لظروف العمل أو السفر، مهما كانت الظروف على ولي الأمر عدم ترك أبنائه دون سؤال أو متابعة، ويجب إعطاؤه ما يحتاجه من مال (مصروف) على قدر استطاعته بالشكل الذي يسد حاجته ويمنعه من سؤال الغير، وهم كثر يتربصون ويترقبون مثل هذه السقطات والإخفاقات فهي منفذ لهؤلاء المتربصين لينزلق أبناؤنا في طريق الشيطان.

إن من أعظم النعم الدنيوية نعمة الأبناء ولا يشعر بهذا الفضل والنعمة إلا من فقدها، لكن الكثير من الناس قد رزقهم الله الأولاد وما عرفوا نعمة الله فيهم لقوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).

إن تربية الأولاد مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة نحن مسؤولون عنها بين يدي الله ومحاسبون على تفريطنا في احتوائهم.

إن التربية أيها الكرام مبكرة لأبنائنا وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وهذا الذي يفترض إن شاء الله وزرع فيهم الأخلاق الحميدة، خاصة المحافظة على إقامة وأداء الصلاة، كما جاء في الحديث النبوي (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) رواه أحمد وأبوداود وهو صحيح.

خلاصة الأمر أننا إن شاء الله إذا حرصنا على الأبناء كما أشرنا إليه أعلاه وزرعنا فيهم تلك القيم والمثل من صغرهم خاصة الصلاة فهي حصن ودرع تقيهم شرور المفسدين ومن يريد النيل من أخلاقهم وسلامة تربيتهم.

لازلت أهمس في إذن كل أب وأم، بل كل ولي أمر أن يخاف الله في هذه الأمانة التي تطوق أعناقنا جميعا وأن نحرص عليهم ونلتفت إليهم، لأنهم فلذات أكبادنا ونعمة من نعم الله الكثيرة علينا، ويعول عليهم الكثير إن شاء الله لحمل لواء المسؤولية في بلدنا المعطاء.

فأبشر يا من سعيت لتربية أبنائك وأخذت بأيديهم إلى طريق الصواب، سوف تجني ثمار جهدك إن شاء الله.

اللهم احفظ بلادنا وأمننا واستقرارنا وأبناءنا وبناتنا من شر الطامعين والحاسدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.