أمريكي يطالب الغرب بتنازلات كبيرة لروسيا
هاينز: مكافأة العدوان أقل كثيرا من التكاليف التي يمكن دفعها في الحرب
الخميس / 26 / ذو القعدة / 1444 هـ - 01:35 - الخميس 15 يونيو 2023 01:35
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيرا أنه بينما يجب أن يضمن الغرب أمن أوكرانيا «يتعين عليه أيضا تصور عدم المواجهة مع روسيا وإعادة بناء توازن مستدام للقوى».
وانتقد العديد من المعلقين السياسيين ماكرون بسبب تصريحاته التي اعتبروها غير واقعية، والأفضل من ذلك، وفقا للرأي المضاد أنه يجب إعطاء أوكرانيا ما تحتاجه لتحقيق النصر وإصابة الجيش الروسي بالشلل لدرجة ألا يصبح قادرا على تهديد جيرانه في أي وقت قريب، وقد رفض الرئيس الأوكراني فلوديمير نفسه في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أي إمكانية لإجراء محادثات مع روسيا قائلا «أعتقد أنه لا جدوى من التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وتساءل المحلل السياسي الأمريكي كايل هاينز أستاذ العلوم السياسية بجامعة بوردو والزميل غير المقيم في مؤسسة أولويات الدفاع- في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية- قائلا «ولكن ماذا سيحدث إذا اتضح أن النصر الكامل لا يمكن تحقيقه عسكريا؟ وماذا لو كان البديل الوحيد للمفاوضات هو صراع دموي مجمد و طويل الأمد؟
كراهية المفاوضات
ويرى هاينز أن الكراهية العامة للمفاوضات توحي أنه إذا أجريت المفاوضات، فإنها يجب أن تقتصر في نطاقها على تجنب «مكافأة» العدوان الروسي، ويقول «إن هذا يعيد الحسابات الاستراتيجية إلى الوراء، فبدلا من مفاوضات ضيقة، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها انتهاج أوسع أسلوب ممكن إزاء أي مفاوضات تجري في نهاية الأمر مع روسيا، وهذا سيؤدي إلى تعظيم نفوذ الغرب على المدى القصير الناجم عن الضعف الروسي، ويمكن أن يسهل السلام من خلال منح شخص ما غير أوكرانيا لفلاديمير بوتين «نصرا» يحفظ ماء الوجه في روسيا.
وقال هاينز «إن الحرب تسببت في تدمير روسيا، جيشها تحطم، واقتصادها، رغم مرونته بشكل مدهش في مواجهة العقوبات، سيستمر في التدهور بسبب تصفية الاستثمارات الدولية والفساد الداخلي/ وهذه التأثيرات تتفاقم نتيجة لشيخوخة السكان والهجرة واسعة النطاق للشباب الروس المتعلمين».
مأساة روسيا
واعتبر أن هذه مأساة ذاتية جلبتها روسيا لنفسها، وهي أيضا فرصة للغرب، إن إلقاء نظرة واسعة على المفاوضات النهائية مع روسيا سيوفر العديد من المزايا والفرص.
أولا، روسيا اليوم في أضعف حالاتها خلال عقود، وهذا يمنح أوكرانيا والولايات المتحدة والغرب نفوذا واسعا غير مسبوق وحرية للتحرك، وسوف يعظم استغلال الفرصة للتفاوض على أوسع شروط ممكنة هذه الميزة التفاوضية الهائلة ولكن المؤقتة.
وبعيدا عن مكافأة روسيا، سيعني التفاوض الآن استغلال ضعفها الهائل، وفي حين أن أمن أوكرانيا يمثل أولوية مهمة، يجب أن تسعى الولايات المتحدة أيضا إلى استغلال هذا النفوذ بشكل أوسع نطاقا في تشكيل بنية أمنية إقليمية اكثر استدامة واستقرارا.
ثانيا، يمنح النطاق الأوسع للمفاوضات مزايا مهمة محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط ملائمة، ويبدو أن كييف وموسكو غير مستعدتين لتقديم تنازلات بشأن الأراضي في الوقت الحالي.
غياب النصر
وفي ظل غياب نصر عسكري كامل، سيعني هذا صراعا مجمدا طويل الأمد لا يحقق مصالح أحد، وسوف تسمح المفاوضات الأوسع نطاقا لواشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تقديم حوافز تجعل السلام أكثر جاذبية لروسيا، لكي لا تضطر أوكرانيا إلى القيام بذلك.
واعتبر هاينز أن ضعف روسيا المؤقت يسمح بمثل هذه المرونة بدون تقويض الأمن الغربي بدرجة خطيرة، وعند التفاوض مع منافسين أقران، فإنه حتى الهوامش الصغيرة يمكن أن تكون مهمة.
ومع ذلك، فإن التفاوض مع خصم ضعيف للغاية يمكن أن يسمح بمرونة أكبر دون إعطاء الجانب الآخر ميزة حاسمة محتملة، وهناك ببساطة هامش أكبر للخطأ وتكاليف أقل للمجازفة سعيا وراء نظام إقليمي مستقر.
تكاليف الحرب
ويقترح هاينز أن تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها، على المدى الطويل وفقط ردا على انسحاب روسي كبير من أوكرانيا، تقديم تنازلات أبعد مما تكفله قوة روسيا، ناهيك عما تستحقه.
وقد يشمل هذا، على سبيل المثال، وقف توسع الناتو، ويبدو هذا كريها من الناحية الأخلاقية، نظرا لعدوان روسيا السافر وغير المبرر، ولكن في عالم السياسة الدولية القائم على مبدأ «القوة تصنع الحق»، فإن الوعظ في وجه حقائق ساحة المعركة يمكن أن يكون خطيرا ويؤدي إلى نتائج عكسية، بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن توسع حلف الناتو ليضم دولا أخرى غير فنلندا والسويد أمرا غير محتمل للغاية في الوقت الحالي، لذلك فإن مثل هذه التنازلات لن تكون حقا تنازلا عن الكثير من الأمور.
و أشار المحلل كايل هاينز إلى أن مصدر القلق الأكثر أهمية وواقعية هو أن التنازلات ستكون «مكافأة لروسيا» على سلوكها الفظيع وتشجع عدونها في مكان آخر. بشكل عام، ستكون المكافآت أقل كثيرا من التكاليف التي دفعتها روسيا في هذه الحرب.
وانتقد العديد من المعلقين السياسيين ماكرون بسبب تصريحاته التي اعتبروها غير واقعية، والأفضل من ذلك، وفقا للرأي المضاد أنه يجب إعطاء أوكرانيا ما تحتاجه لتحقيق النصر وإصابة الجيش الروسي بالشلل لدرجة ألا يصبح قادرا على تهديد جيرانه في أي وقت قريب، وقد رفض الرئيس الأوكراني فلوديمير نفسه في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أي إمكانية لإجراء محادثات مع روسيا قائلا «أعتقد أنه لا جدوى من التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وتساءل المحلل السياسي الأمريكي كايل هاينز أستاذ العلوم السياسية بجامعة بوردو والزميل غير المقيم في مؤسسة أولويات الدفاع- في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية- قائلا «ولكن ماذا سيحدث إذا اتضح أن النصر الكامل لا يمكن تحقيقه عسكريا؟ وماذا لو كان البديل الوحيد للمفاوضات هو صراع دموي مجمد و طويل الأمد؟
كراهية المفاوضات
ويرى هاينز أن الكراهية العامة للمفاوضات توحي أنه إذا أجريت المفاوضات، فإنها يجب أن تقتصر في نطاقها على تجنب «مكافأة» العدوان الروسي، ويقول «إن هذا يعيد الحسابات الاستراتيجية إلى الوراء، فبدلا من مفاوضات ضيقة، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها انتهاج أوسع أسلوب ممكن إزاء أي مفاوضات تجري في نهاية الأمر مع روسيا، وهذا سيؤدي إلى تعظيم نفوذ الغرب على المدى القصير الناجم عن الضعف الروسي، ويمكن أن يسهل السلام من خلال منح شخص ما غير أوكرانيا لفلاديمير بوتين «نصرا» يحفظ ماء الوجه في روسيا.
وقال هاينز «إن الحرب تسببت في تدمير روسيا، جيشها تحطم، واقتصادها، رغم مرونته بشكل مدهش في مواجهة العقوبات، سيستمر في التدهور بسبب تصفية الاستثمارات الدولية والفساد الداخلي/ وهذه التأثيرات تتفاقم نتيجة لشيخوخة السكان والهجرة واسعة النطاق للشباب الروس المتعلمين».
مأساة روسيا
واعتبر أن هذه مأساة ذاتية جلبتها روسيا لنفسها، وهي أيضا فرصة للغرب، إن إلقاء نظرة واسعة على المفاوضات النهائية مع روسيا سيوفر العديد من المزايا والفرص.
أولا، روسيا اليوم في أضعف حالاتها خلال عقود، وهذا يمنح أوكرانيا والولايات المتحدة والغرب نفوذا واسعا غير مسبوق وحرية للتحرك، وسوف يعظم استغلال الفرصة للتفاوض على أوسع شروط ممكنة هذه الميزة التفاوضية الهائلة ولكن المؤقتة.
وبعيدا عن مكافأة روسيا، سيعني التفاوض الآن استغلال ضعفها الهائل، وفي حين أن أمن أوكرانيا يمثل أولوية مهمة، يجب أن تسعى الولايات المتحدة أيضا إلى استغلال هذا النفوذ بشكل أوسع نطاقا في تشكيل بنية أمنية إقليمية اكثر استدامة واستقرارا.
ثانيا، يمنح النطاق الأوسع للمفاوضات مزايا مهمة محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط ملائمة، ويبدو أن كييف وموسكو غير مستعدتين لتقديم تنازلات بشأن الأراضي في الوقت الحالي.
غياب النصر
وفي ظل غياب نصر عسكري كامل، سيعني هذا صراعا مجمدا طويل الأمد لا يحقق مصالح أحد، وسوف تسمح المفاوضات الأوسع نطاقا لواشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تقديم حوافز تجعل السلام أكثر جاذبية لروسيا، لكي لا تضطر أوكرانيا إلى القيام بذلك.
واعتبر هاينز أن ضعف روسيا المؤقت يسمح بمثل هذه المرونة بدون تقويض الأمن الغربي بدرجة خطيرة، وعند التفاوض مع منافسين أقران، فإنه حتى الهوامش الصغيرة يمكن أن تكون مهمة.
ومع ذلك، فإن التفاوض مع خصم ضعيف للغاية يمكن أن يسمح بمرونة أكبر دون إعطاء الجانب الآخر ميزة حاسمة محتملة، وهناك ببساطة هامش أكبر للخطأ وتكاليف أقل للمجازفة سعيا وراء نظام إقليمي مستقر.
تكاليف الحرب
ويقترح هاينز أن تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها، على المدى الطويل وفقط ردا على انسحاب روسي كبير من أوكرانيا، تقديم تنازلات أبعد مما تكفله قوة روسيا، ناهيك عما تستحقه.
وقد يشمل هذا، على سبيل المثال، وقف توسع الناتو، ويبدو هذا كريها من الناحية الأخلاقية، نظرا لعدوان روسيا السافر وغير المبرر، ولكن في عالم السياسة الدولية القائم على مبدأ «القوة تصنع الحق»، فإن الوعظ في وجه حقائق ساحة المعركة يمكن أن يكون خطيرا ويؤدي إلى نتائج عكسية، بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن توسع حلف الناتو ليضم دولا أخرى غير فنلندا والسويد أمرا غير محتمل للغاية في الوقت الحالي، لذلك فإن مثل هذه التنازلات لن تكون حقا تنازلا عن الكثير من الأمور.
و أشار المحلل كايل هاينز إلى أن مصدر القلق الأكثر أهمية وواقعية هو أن التنازلات ستكون «مكافأة لروسيا» على سلوكها الفظيع وتشجع عدونها في مكان آخر. بشكل عام، ستكون المكافآت أقل كثيرا من التكاليف التي دفعتها روسيا في هذه الحرب.