من يقف وراء لصوص الحرب؟
تحرك شعبي في السودان لوقف عمليات النهب والسرقة للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة
الثلاثاء / 24 / ذو القعدة / 1444 هـ - 23:59 - الثلاثاء 13 يونيو 2023 23:59
تسببت الحرب المجنونة التي يشهدها السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في عملية نهب واسعة للسيارات والأموال والحلي والمجوهرات، بالتواكب مع عملية التخريب التي تطال المؤسسات العامة والخاصة.
وكشف تقرير لـ «إندبندنت عربية» عن تحرك شعبي في السودان، بعدما تحولت عملية النهب إلى سمة ولافتة للحرب القبيحة، وطالت السرقات كل شيء في العاصمة السودانية، البنوك والأسواق والمتاجر وكبريات الشركات والمصانع والسفارات ومقار ومنازل البعثات الدبلوماسية الأجنبية، والبيوت التي دخلتها عنوة قوات الدعم السريع.
وتساءل الصحفي السوداني جمال عبد القادر البدوي في تقريره عن مصير تلك المنهوبات؟ وهل هناك من أمل وإمكان لاستعادتها أم إنها ضاعت وحسب؟ وما الإجراءات القانونية والشرطية الفورية واللاحقة المطلوب اتخاذها أثناء الحرب بخصوص تلك المنهوبات ومنع خروجها خارج العاصمة؟ وكيف يحفظ كل مواطن اقتحم بيته ونهبت حقوقه فيما فقد من ممتلكات؟
تخريب وعبث
كثفت الأجهزة الأمنية بكل الولايات الانتشار الأمني في مداخل المدن ومخارجها، مع تشديد عمليات الرقابة على كل المنافذ الرئيسة منها والفرعية، وفق ترتيبات مصائد أمنية تستهدف ضبط ومنع حركة أية كميات من المنقولات المسروقة، أثناء عمليات نهب معظم أحياء ومؤسسات وشركات بولاية الخرطوم، ولا سيما الأُبيض وود مدني وبورتسودان، وأعلنت بالفعل ولايات عدة ضبط بعض هذه المسروقات، وتوقيف عناصر إجرامية متلبسة بعملية النقل والحيازة.
وأوضح الناشط بمجال تتبع المنهوبات محمد النزير أن إفادات ومعلومات عدة وصلتهم عبر مشاهدة الناس في بعض الأقاليم لأرتال من السيارات المموهة بطلاء الطين، محملة بالمنهوبات غادرت الخرطوم سرا، عبر طرق خلوية من مخارج غرب أم درمان.
فيما تشير معلومات متواترة عن دخول عدد ليس بقليل من السيارات المسروقة من الخرطوم وغيرها إلى بعض دول الجوار، وهناك كثير من السيارات التي سرقت عثر عليها في مناطق متفرقة نائية داخل ولاية الخرطوم، لكنها لم تنج من التخريب والعبث بها، وأعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعرف عليها بواسطة أصحابها، ومطالبتهم بإبراز المستندات المؤيدة لملكيتهم لها قبل تسليمها لهم.
أسعار بخسة
لفت النزير إلى أن بعض المسروقات، خاصة الأثاث والملابس والأدوات والأجهزة الكهربائية، تعرض للبيع في بعض المناطق الطرفية بالعاصمة، بأسعار بخسة تقل بنسبة 70 % عن أسعارها الحقيقية مثل الأشياء المنزلية الصغيرة، مما يتطلب تكثيف الرقابة والمتابعة لمثل تلك الأسواق المشبوهة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بولاية شمال كردفان من ضبط مجموعة من السيارات المشكوك في ملكيتها ومركبات نقل عدة، محملة أيضا بسلع وبضائع تشمل كميات لافتة من الأجهزة الكهربائية، عبارة عن ثلاجات وأجهزة تلفزيونات وتكييف وغيرها.
وضبطت إدارة الشرطة الأمنية بولاية الجزيرة اثنين من كبار معتادي الجريمة رصدا بناء على توافر معلومات في شأن تحركهما من ولاية الخرطوم على متن حافلة ركاب سفرية، وضبطا بعد أن تمكنا من نهب 13 مسكنا بحي الحلفايا بالخرطوم بحري، حسب اعترافهما، وشملت المضبوطات كمية من المجوهرات والعملات الأجنبية والمحلية والأدوات الكهربائية، والهواتف وأجهزة الكترونية وملابس وإكسسوارات وآلات موسيقية.
انتشار واسع
نقل تقرير «إندبندنت عربية» عن قائد القوة الضابطة العقيد شرطة مهند سعيد بابكر أن هذا الإنجاز جاء نتيجة الانتشار الواسع للقوة في كل المعابر المؤدية إلى الولاية، وانضباطها العالي في أداء مهماتها، وأشار إلى أن شرطة الجزيرة ضبطت عددا من معتادي الإجرام قادمين من الخرطوم، بحوزتهم كمية من المجوهرات والعملات الأجنبية، وضبط أحد المسافرين يشتبه في أنه أحد أفراد قوات الدعم السريع، وبحوزته 550 ألف دولار أميركي نقدا، ما يعادل 336 مليار جنيه سوداني.
وأشاد مدير شرطة الولاية اللواء حقوقي جمال عبدالوهاب الصقري بهذا الإنجاز، مؤكدا أن شرطة الولاية ستظل يقظة ومتأهبة لمواجهة ورصد المتفلتين ومعتادي الجريمة، الذين عاثوا في الخرطوم فسادا خلال أعمال النهب والسلب، مستغلين الأحداث الحرجة التي تشهدها البلاد.
وفي الشرق شهدت مداخل مدينة بورتسودان حملات أمنية واسعة، لتفتيش المركبات الخاصة والعامة بمداخل ومخارج المدينة، يتم خلالها التثبت من هوية المواطنين، ولا سيما أن المدينة تشهد وجودا كثيفا لكثير من الوزراء والسفراء الذين انتقلوا إلى المدينة، واتخذها بعضهم مقرا لعملهم.
تحرك شعبي
في تحرك شعبي لافت، جمع مواطنون في منطقة المسيد جنوب الخرطوم كل المسروقات من منطقة جياد الصناعية التي وصلت إلى منطقتهم، وأخطروا إدارة المجمع الصناعي أنها في الحفظ والصون من طرفهم، وسترجع متى سنحت الفرصة لهم بذلك، وقاموا بمصادرة كميات من القمح المسروق من مطاحن الباقير، وخزن في مبنى نادي المنطقة توطئة لإرجاعه، وحذروا الجميع من مغبة التورط في شراء أية بضائع مسروقة أو مشكوك فيها.
وأوضح الفريق شرطة عابدين الطاهر مدير مباحث الدولة الأسبق، أن حدوث مثل هذه العمليات من النهب والسرقات أمر عادة ما يكون متوقعا في مثل هذه الظروف، ولا سيما عند غياب سلطات الدولة، غير أنه وكالعادة أيضا وبعد استقرار الأوضاع يمكن لأجهزة القانون وفي مقدمها الشرطة البدء في تلقي البلاغات من المتضررين، ويتم حصرها وتصنيفها، إذ إن الأموال والمقتنيات الأخرى من مشغولات ذهبية أو أثاث قد يكون تم التخلص منها داخل الدولة، ويمكن الوصول إلى مستلميها أو لمواقع تخزينها.
تهديد السلاح
أعرب مدير المباحث الأسبق عن أسفه لغياب كل الإجراءات التحوطية، مما شجع على استمرار عمليات النهب وسرقة السيارات من معظم منازل مواطني العاصمة ومن أحيائها المختلفة تحت تهديد السلاح، بينما يقف المواطن عاجزا عن حماية ممتلكاته بنفسه، إذ لا قبل له بذلك في ظل غياب السلطات والدولة وعجزها عن حمايته، وترك أمره للمتفلتين المسلحين والمجرمين الذين استباحوا العاصمة ويتجولون داخلها بكامل حريتهم.
وفي ظل غياب أي مظاهر لإعادة بسط القانون خلال الأيام المقبلة، بعد الانتشار المسلح المخيف لعصابات النيقرز، التي يبدو أنها تتبع خطوات جنود الدعم السريع لاستكمال عملية النهب، ظهرت بوادر تسلح مجموعات شبابية في أحياء عدة بالخرطوم، بغرض حماية مساكنهم وممتلكاتهم بالمنطقة.
وظهرت فيديوهات لمجموعات شبابية تحمي الأحياء وتوقف النهابين، وتنتزع منهم المسروقات وتمنعهم من مغادرة الحي بها، مما حفز أحياء أخرى على انتهاج الأسلوب نفسه، لينتشر في مناطق عدة بأم درمان، لكن على نمط مختلف قليلا يقوم على إغلاق وتتريس الشوارع.
خسائر السودان بسبب الحرب
وكشف تقرير لـ «إندبندنت عربية» عن تحرك شعبي في السودان، بعدما تحولت عملية النهب إلى سمة ولافتة للحرب القبيحة، وطالت السرقات كل شيء في العاصمة السودانية، البنوك والأسواق والمتاجر وكبريات الشركات والمصانع والسفارات ومقار ومنازل البعثات الدبلوماسية الأجنبية، والبيوت التي دخلتها عنوة قوات الدعم السريع.
وتساءل الصحفي السوداني جمال عبد القادر البدوي في تقريره عن مصير تلك المنهوبات؟ وهل هناك من أمل وإمكان لاستعادتها أم إنها ضاعت وحسب؟ وما الإجراءات القانونية والشرطية الفورية واللاحقة المطلوب اتخاذها أثناء الحرب بخصوص تلك المنهوبات ومنع خروجها خارج العاصمة؟ وكيف يحفظ كل مواطن اقتحم بيته ونهبت حقوقه فيما فقد من ممتلكات؟
تخريب وعبث
كثفت الأجهزة الأمنية بكل الولايات الانتشار الأمني في مداخل المدن ومخارجها، مع تشديد عمليات الرقابة على كل المنافذ الرئيسة منها والفرعية، وفق ترتيبات مصائد أمنية تستهدف ضبط ومنع حركة أية كميات من المنقولات المسروقة، أثناء عمليات نهب معظم أحياء ومؤسسات وشركات بولاية الخرطوم، ولا سيما الأُبيض وود مدني وبورتسودان، وأعلنت بالفعل ولايات عدة ضبط بعض هذه المسروقات، وتوقيف عناصر إجرامية متلبسة بعملية النقل والحيازة.
وأوضح الناشط بمجال تتبع المنهوبات محمد النزير أن إفادات ومعلومات عدة وصلتهم عبر مشاهدة الناس في بعض الأقاليم لأرتال من السيارات المموهة بطلاء الطين، محملة بالمنهوبات غادرت الخرطوم سرا، عبر طرق خلوية من مخارج غرب أم درمان.
فيما تشير معلومات متواترة عن دخول عدد ليس بقليل من السيارات المسروقة من الخرطوم وغيرها إلى بعض دول الجوار، وهناك كثير من السيارات التي سرقت عثر عليها في مناطق متفرقة نائية داخل ولاية الخرطوم، لكنها لم تنج من التخريب والعبث بها، وأعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعرف عليها بواسطة أصحابها، ومطالبتهم بإبراز المستندات المؤيدة لملكيتهم لها قبل تسليمها لهم.
أسعار بخسة
لفت النزير إلى أن بعض المسروقات، خاصة الأثاث والملابس والأدوات والأجهزة الكهربائية، تعرض للبيع في بعض المناطق الطرفية بالعاصمة، بأسعار بخسة تقل بنسبة 70 % عن أسعارها الحقيقية مثل الأشياء المنزلية الصغيرة، مما يتطلب تكثيف الرقابة والمتابعة لمثل تلك الأسواق المشبوهة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بولاية شمال كردفان من ضبط مجموعة من السيارات المشكوك في ملكيتها ومركبات نقل عدة، محملة أيضا بسلع وبضائع تشمل كميات لافتة من الأجهزة الكهربائية، عبارة عن ثلاجات وأجهزة تلفزيونات وتكييف وغيرها.
وضبطت إدارة الشرطة الأمنية بولاية الجزيرة اثنين من كبار معتادي الجريمة رصدا بناء على توافر معلومات في شأن تحركهما من ولاية الخرطوم على متن حافلة ركاب سفرية، وضبطا بعد أن تمكنا من نهب 13 مسكنا بحي الحلفايا بالخرطوم بحري، حسب اعترافهما، وشملت المضبوطات كمية من المجوهرات والعملات الأجنبية والمحلية والأدوات الكهربائية، والهواتف وأجهزة الكترونية وملابس وإكسسوارات وآلات موسيقية.
انتشار واسع
نقل تقرير «إندبندنت عربية» عن قائد القوة الضابطة العقيد شرطة مهند سعيد بابكر أن هذا الإنجاز جاء نتيجة الانتشار الواسع للقوة في كل المعابر المؤدية إلى الولاية، وانضباطها العالي في أداء مهماتها، وأشار إلى أن شرطة الجزيرة ضبطت عددا من معتادي الإجرام قادمين من الخرطوم، بحوزتهم كمية من المجوهرات والعملات الأجنبية، وضبط أحد المسافرين يشتبه في أنه أحد أفراد قوات الدعم السريع، وبحوزته 550 ألف دولار أميركي نقدا، ما يعادل 336 مليار جنيه سوداني.
وأشاد مدير شرطة الولاية اللواء حقوقي جمال عبدالوهاب الصقري بهذا الإنجاز، مؤكدا أن شرطة الولاية ستظل يقظة ومتأهبة لمواجهة ورصد المتفلتين ومعتادي الجريمة، الذين عاثوا في الخرطوم فسادا خلال أعمال النهب والسلب، مستغلين الأحداث الحرجة التي تشهدها البلاد.
وفي الشرق شهدت مداخل مدينة بورتسودان حملات أمنية واسعة، لتفتيش المركبات الخاصة والعامة بمداخل ومخارج المدينة، يتم خلالها التثبت من هوية المواطنين، ولا سيما أن المدينة تشهد وجودا كثيفا لكثير من الوزراء والسفراء الذين انتقلوا إلى المدينة، واتخذها بعضهم مقرا لعملهم.
تحرك شعبي
في تحرك شعبي لافت، جمع مواطنون في منطقة المسيد جنوب الخرطوم كل المسروقات من منطقة جياد الصناعية التي وصلت إلى منطقتهم، وأخطروا إدارة المجمع الصناعي أنها في الحفظ والصون من طرفهم، وسترجع متى سنحت الفرصة لهم بذلك، وقاموا بمصادرة كميات من القمح المسروق من مطاحن الباقير، وخزن في مبنى نادي المنطقة توطئة لإرجاعه، وحذروا الجميع من مغبة التورط في شراء أية بضائع مسروقة أو مشكوك فيها.
وأوضح الفريق شرطة عابدين الطاهر مدير مباحث الدولة الأسبق، أن حدوث مثل هذه العمليات من النهب والسرقات أمر عادة ما يكون متوقعا في مثل هذه الظروف، ولا سيما عند غياب سلطات الدولة، غير أنه وكالعادة أيضا وبعد استقرار الأوضاع يمكن لأجهزة القانون وفي مقدمها الشرطة البدء في تلقي البلاغات من المتضررين، ويتم حصرها وتصنيفها، إذ إن الأموال والمقتنيات الأخرى من مشغولات ذهبية أو أثاث قد يكون تم التخلص منها داخل الدولة، ويمكن الوصول إلى مستلميها أو لمواقع تخزينها.
تهديد السلاح
أعرب مدير المباحث الأسبق عن أسفه لغياب كل الإجراءات التحوطية، مما شجع على استمرار عمليات النهب وسرقة السيارات من معظم منازل مواطني العاصمة ومن أحيائها المختلفة تحت تهديد السلاح، بينما يقف المواطن عاجزا عن حماية ممتلكاته بنفسه، إذ لا قبل له بذلك في ظل غياب السلطات والدولة وعجزها عن حمايته، وترك أمره للمتفلتين المسلحين والمجرمين الذين استباحوا العاصمة ويتجولون داخلها بكامل حريتهم.
وفي ظل غياب أي مظاهر لإعادة بسط القانون خلال الأيام المقبلة، بعد الانتشار المسلح المخيف لعصابات النيقرز، التي يبدو أنها تتبع خطوات جنود الدعم السريع لاستكمال عملية النهب، ظهرت بوادر تسلح مجموعات شبابية في أحياء عدة بالخرطوم، بغرض حماية مساكنهم وممتلكاتهم بالمنطقة.
وظهرت فيديوهات لمجموعات شبابية تحمي الأحياء وتوقف النهابين، وتنتزع منهم المسروقات وتمنعهم من مغادرة الحي بها، مما حفز أحياء أخرى على انتهاج الأسلوب نفسه، لينتشر في مناطق عدة بأم درمان، لكن على نمط مختلف قليلا يقوم على إغلاق وتتريس الشوارع.
خسائر السودان بسبب الحرب
- 15 مليار دولار إجمالي واردات وصادرات السودان
- 2 مليار دولار خسائر عائدات صادرات الذهب، التي تمثل 50% من إجمالي الصادرات السودانية
- 1.5 مليار دولار بعد توقف حركة التجارة بين الخرطوم والقاهرة
- 10 مليارات دولار تقريبا حجم الخراب والدمار لمؤسسات الدولة
- 1.3 مليار دولار حجم تحويلات السودانيين من الخارج