سودانيون غاضبون: العالم يتجاهلنا
احتجوا على تسابق دول العالم لنقل رعاياها وتركهم يواجهون النيران حسن: نحن ضحايا حرب لسنا طرفا فيها ولا أحد يهتم بالمواطن
السبت / 16 / شوال / 1444 هـ - 23:34 - السبت 6 مايو 2023 23:34
فيما تتسابق الدول على نقل رعاياها من السودان، يشعر الكثير من أبناء النيل بالغضب العارم تجاه المجتمع الدولي الذي هرع من أجل إيقاف النار دفاعا عن أبنائه، ولم يعمل بالحماس نفسه لإنقاذ المدنيين السودانيين من النيران التي تتطاير بشكل يومي نتيجة القتال الشرس بين قوات عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو «حميدتي».
نقلت قناة «الحرة» الأمريكية توجعات الكثير من السودانيين المحاصرين في العاصمة السودانية، مشيرة إلى أن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مستمران في القتال دون أي اهتمام بمحنتهم، بعدما تسببت المعارك المستمرة منذ منتصف أبريل في سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين وتعطيل إمدادات الإغاثة وفرار 100 ألف لاجئ إلى الخارج وتحويل أحياء سكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.
لا أحد مهتم
يقول عثمان حسن (48 عاما)، وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم، «منذ أربعة أيام الكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة، نحن ضحايا في حرب لسنا طرفا فيها ولا أحد مهتم بالمواطن». وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار لمرات عدة، بدا أن الجانبين يتصارعان للسيطرة على أراض قبل محادثات مقترحة، ولم يبد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول، محمد حمدان دقلو استعدادا جديا لإنهاء الحرب، رغم موافقة الطرفين على جلوس ممثليهم للتفاوض في مدينة جدة بوساطة سعودية وأمريكية.
وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه. وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية، وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم.
ملاحقة الرصاص
وأكدت آية الطاهر أنها فرت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم، وأضافت أنها تخطط كل يوم للعودة لمنزلها حتى لمجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تماما. وفيما يتوقع أن يكون الضحايا أكثر من 700 قتيل وما يزيد عن 9 آلاف مصاب، وقالت منظمة الصحة العالمية «إن 551 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 4926 وذلك بحسب البيانات الواردة من السودان، لكن الترجيحات تشير إلى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية».
ويهدد صراع البرهان وحميدتي على السلطة باستقطاب قوى خارجية مما يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل، وأظهرت وثيقة، أن عدة دول بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج بصدد طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة في السودان الأسبوع المقبل.
استخفاف بالأرواح
وتشير اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إلى أن أحد مستشفيات الولادة الرئيسة في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، ومستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب واحتلتهما القوات. وأشارت إلى تضرر 17 مستشفى في المجمل جراء القتال وإخلاء 20 قسرا منذ بدء أعمال العنف، وأضافت أن 60 مستشفى من أصل 88 في الخرطوم خارج الخدمة وأن العديد من المستشفيات الباقية لا تقدم كامل خدماتها. وقال، محمد عثمان، الباحث في الشؤون السودانية بهيومن رايتس ووتش، في تقرير «إن الطرفين المتحاربين يظهران استخفافا بأرواح المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في مناطق حضرية مأهولة بالسكان».
نهب المساعدات
وقدر برنامج الأغذية العالمي أن مساعدات غذائية تتراوح قيمتها بين 13 و14 مليون دولار موجهة للمحتاجين في السودان تعرضت للنهب، فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتعرض عدد من مرافق التخزين في سلسلة التبريد للنهب وتدمير أكثر من مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال.
وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح 860 ألف شخص من السودان، وطلبت المفوضية من الحكومات أن تحسن معاملة المدنيين الفارين من السودان، وقالت، إليزابيث تان، مديرة الحماية الدولية بالمفوضية للصحفيين في إفادة بجنيف «ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان». وأكدت المفوضية أن أكثر من 56 ألفا دخلوا مصر عبر معبري قسطل وأرقين منذ الخميس بينهم ما لا يقل عن 52500 سوداني، وفقا لأرقام وزارة الخارجية المصرية. وقال، رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بالمفوضية «الوضع الإنساني في السودان وما حوله مأساوي، هناك نقص في الغذاء والماء والوقود، ومن الصعب الوصول إلى وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، فضلا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية».
مواجهة الجوع
ويخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان على خلفية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة، الجمعة.
ونقل فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن برنامج الأغذية «يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص»، وأضاف «في مايو 2023، مع أخذ النزاع الراهن في الاعتبار... يمكننا أن نقدر بأن العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) سيرتفع إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع».
تحذير أممي
ووفق تقرير برنامج الأغذية مطلع 2023، كان 16,8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان المقدر بـ48 مليون نسمة، يعانون انعداما حادا في الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الذي سبق.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثرا ستكون غرب دافور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور، وأشار التقرير إلى أنه في مارس 2023، كانت 14,8 مليون أسرة سودانية قد باتت عاجزة عن شراء «السلة الغذائية» الأساسية، معتبرا أن ذلك «إحصائية مقلقة بالفعل».
وحذر من أنه في حال استمر النزاع، يمكن لسعر السلة أن يرتفع بنسبة 25 في المئة في الفترة ما بين ثلاثة وستة أشهر، ما قد يرفع عدد الأسر غير القادرة على الحصول عليها إلى 18 مليون أسرة.
أرقام من الأزمة:
- 14 مليون دولار مساعدات غذائية نهبت
- 19 مليون شخص مهددون بالجوع
- 860,000 يتوقع نزوحهم
- 65,000 سوداني دخلوا مصر
نقلت قناة «الحرة» الأمريكية توجعات الكثير من السودانيين المحاصرين في العاصمة السودانية، مشيرة إلى أن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مستمران في القتال دون أي اهتمام بمحنتهم، بعدما تسببت المعارك المستمرة منذ منتصف أبريل في سقوط مئات القتلى وآلاف المصابين وتعطيل إمدادات الإغاثة وفرار 100 ألف لاجئ إلى الخارج وتحويل أحياء سكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.
لا أحد مهتم
يقول عثمان حسن (48 عاما)، وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم، «منذ أربعة أيام الكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة، نحن ضحايا في حرب لسنا طرفا فيها ولا أحد مهتم بالمواطن». وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار لمرات عدة، بدا أن الجانبين يتصارعان للسيطرة على أراض قبل محادثات مقترحة، ولم يبد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول، محمد حمدان دقلو استعدادا جديا لإنهاء الحرب، رغم موافقة الطرفين على جلوس ممثليهم للتفاوض في مدينة جدة بوساطة سعودية وأمريكية.
وتعرضت مصانع وبنوك ومتاجر للنهب أو التخريب في أنحاء الخرطوم وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه. وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية، وخلت أحياء بأكملها من سكانها الذين ينتابهم الخوف على منازلهم.
ملاحقة الرصاص
وأكدت آية الطاهر أنها فرت مع أسرتها إلى الأطراف الشمالية للعاصمة بعد أن أصاب الرصاص سقف منزلهم، وأضافت أنها تخطط كل يوم للعودة لمنزلها حتى لمجرد الحصول على المزيد من المواد الأساسية، لكن الوضع غير آمن تماما. وفيما يتوقع أن يكون الضحايا أكثر من 700 قتيل وما يزيد عن 9 آلاف مصاب، وقالت منظمة الصحة العالمية «إن 551 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 4926 وذلك بحسب البيانات الواردة من السودان، لكن الترجيحات تشير إلى أن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية».
ويهدد صراع البرهان وحميدتي على السلطة باستقطاب قوى خارجية مما يزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل، وأظهرت وثيقة، أن عدة دول بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج بصدد طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الأزمة في السودان الأسبوع المقبل.
استخفاف بالأرواح
وتشير اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إلى أن أحد مستشفيات الولادة الرئيسة في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، ومستودع الإمدادات الطبية المركزي تعرضا للنهب واحتلتهما القوات. وأشارت إلى تضرر 17 مستشفى في المجمل جراء القتال وإخلاء 20 قسرا منذ بدء أعمال العنف، وأضافت أن 60 مستشفى من أصل 88 في الخرطوم خارج الخدمة وأن العديد من المستشفيات الباقية لا تقدم كامل خدماتها. وقال، محمد عثمان، الباحث في الشؤون السودانية بهيومن رايتس ووتش، في تقرير «إن الطرفين المتحاربين يظهران استخفافا بأرواح المدنيين باستخدام أسلحة غير دقيقة في مناطق حضرية مأهولة بالسكان».
نهب المساعدات
وقدر برنامج الأغذية العالمي أن مساعدات غذائية تتراوح قيمتها بين 13 و14 مليون دولار موجهة للمحتاجين في السودان تعرضت للنهب، فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتعرض عدد من مرافق التخزين في سلسلة التبريد للنهب وتدمير أكثر من مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال.
وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح 860 ألف شخص من السودان، وطلبت المفوضية من الحكومات أن تحسن معاملة المدنيين الفارين من السودان، وقالت، إليزابيث تان، مديرة الحماية الدولية بالمفوضية للصحفيين في إفادة بجنيف «ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان». وأكدت المفوضية أن أكثر من 56 ألفا دخلوا مصر عبر معبري قسطل وأرقين منذ الخميس بينهم ما لا يقل عن 52500 سوداني، وفقا لأرقام وزارة الخارجية المصرية. وقال، رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات بالمفوضية «الوضع الإنساني في السودان وما حوله مأساوي، هناك نقص في الغذاء والماء والوقود، ومن الصعب الوصول إلى وسائل النقل والاتصالات والكهرباء، فضلا عن ارتفاع حاد في أسعار المواد الأساسية».
مواجهة الجوع
ويخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان على خلفية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة، الجمعة.
ونقل فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن برنامج الأغذية «يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص»، وأضاف «في مايو 2023، مع أخذ النزاع الراهن في الاعتبار... يمكننا أن نقدر بأن العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) سيرتفع إلى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع».
تحذير أممي
ووفق تقرير برنامج الأغذية مطلع 2023، كان 16,8 مليون سوداني من إجمالي عدد السكان المقدر بـ48 مليون نسمة، يعانون انعداما حادا في الأمن الغذائي، بزيادة مليون شخص عن العام الذي سبق.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية الأكثر تأثرا ستكون غرب دافور وكردفان والنيل الأزرق وولاية البحر الأحمر وشمال دارفور، وأشار التقرير إلى أنه في مارس 2023، كانت 14,8 مليون أسرة سودانية قد باتت عاجزة عن شراء «السلة الغذائية» الأساسية، معتبرا أن ذلك «إحصائية مقلقة بالفعل».
وحذر من أنه في حال استمر النزاع، يمكن لسعر السلة أن يرتفع بنسبة 25 في المئة في الفترة ما بين ثلاثة وستة أشهر، ما قد يرفع عدد الأسر غير القادرة على الحصول عليها إلى 18 مليون أسرة.
أرقام من الأزمة:
- 60 مستشفى خارج الخدمة
- 17 مستشفى تضررت
- 20 مستشفى أخليت بسبب العنف
- 88 إجمالي المستشفيات في الخرطوم
- 7000 قتيل
- 9000 مصاب
- 14 مليون دولار مساعدات غذائية نهبت
- 19 مليون شخص مهددون بالجوع
- 860,000 يتوقع نزوحهم
- 65,000 سوداني دخلوا مصر