مزحة إيطالية حولها بوتين إلى حرب شعبية
الخميس / 22 / رمضان / 1444 هـ - 00:42 - الخميس 13 أبريل 2023 00:42
رغم استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها على الداخل الروسي، نجح الرئيس فلاديمير بوتين إلى حد كبير في حشد التأييد الداخلي لها حتى الآن.
وقال أندريه فلاديميروفيتش كوليسنيكوف، وهو صحفي روسي وخبير في السياسة الروسية، في تقرير نشرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي «إن هناك مزحة إيطالية قديمة تشرح الكثير عن طبيعة إخضاع الشعب في المجتمعات الشمولية، إذ يسأل أحد أبناء بينيتو موسوليني والده عن شكل الحكومة التي أنشأها في البلاد، ليرد موسيليني بغضب: تناول الطعام واخرس!».
ويرى كوليسنيكوف أن هذه الصيغة تصف نموذجا يكون فيه «الأكل والصمت» كافيا ليبدو الجزء الأكبر من السكان ملتزمين بالقانون، وحتى وقت قريب، كان هذا هو النموذج المعمول به في روسيا، ففي مقابل ظروف لائقة نسبيا، التزم الأشخاص العاديون الصمت، وظلوا بعيدا عن شؤون السلطات، وصوتوا تلقائيا لصالح أي مبادرات.
تقاسم المسؤولية
ويضيف أنه في أعقاب التعبئة الجزئية الروسية في العام الماضي، تغير نموذج العقد الاجتماعي. والآن من المتوقع أن يتقاسم الروس المسؤولية مع بوتين وأن يعبروا عن صوتهم لدعم أفعاله بوتيرة متزايدة. وليس من قبيل المصادفة أن تكون الإدانات هي القاعدة الاجتماعية الجديدة، إلى جانب العنف وتكثيف الحديث عن الضربات النووية. ومع تقدم روسيا إلى نموذج شمولي هجين، يتم تشجيع هذا السلوك بشكل فعال.
وأوضح أنه مع اقتراب نظام بوتين من مرحلة النضج الكامل، من المتوقع أن يدفع الروس مستحقاتهم، إما بأجسادهم في ظل التعبئة العسكرية الجزئية، أو من خلال السلوك الصحيح بما في ذلك الإدانات، أو بأموالهم، حيث من المتوقع الآن أن تسهم الشركات الكبرى بنسبة 5% من أرباحها الفائضة لدولة يتعرض دخلها للاستنزاف بينما توسع إنفاقها العسكري.
حرب شعبية
ويثير هذا العديد من الأسئلة، ليس أقلها ما الذي يشكل فائض الربح؟ وأين ينص القانون على أن الشركات يجب أن تتنازل عن 5 % للدولة؟ وهل هذه ضريبة لمرة واحدة أم جزية دائمة للأمن والدفاع؟ لكن المهم هو أن تشرك الدولة طبقات متنوعة للغاية من المجتمع والمجموعات في «عمليتها الخاصة»، التي يبدو أنها ستستمر لسنوات. ويقول كوليسنيكوف «إن الكرملين تمكن من تحويل العملية الخاصة إلى حرب شعبية، وهي مهمة مشتركة ينبغي أن توحد الأمة، وأي شخص يعارض الكرملين من خونة الداخل، على حد تعبير بوتين، يجب محاربته. وفي السابق، كان النموذج السائد واحدا وهو أن لسان حال الشعب يقول «نحن» في أسفل الهرم الاجتماعي و»هم» في الأعلى، في إشارة إلى المسؤول عن البلاد الذي يعيش بشكل جيد مع اليخوت والقصور، والآن أصبح البناء الرأسي أفقيا وتحول إلى «نحن» الروس كلنا معا ونقاتلهم، في إشارة إلى الأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والغرب الجماعي.
قوة سياسية
ويتساءل كوليسنيكوف: «ماذا يحدث في عقول وأرواح أولئك الذين شهدوا القتال بشكل مباشر، أولئك الذين أصيبوا بجروح والذين فقدوا آباءهم وإخوانهم وأبناءهم؟ هل ستصبح هذه المجموعات من الأشخاص قوة سياسية؟ هل سيدعمون نظام بوتين أم سيصبحون طابورا خامسا على الجناح المحافظ بدلا من الجناح الليبرالي؟ لا توجد إجابات على هذه الأسئلة حتى الآن».
ويقول «إنه من الغريب أن يكون مجتمع معاصر وحديث وحضري قادرا على التدهور بهذه السرعة الفائقة، وخاصة من الناحية الأخلاقية والنفسية، وحتى لو افترضنا أن جزءا كبيرا من هذا المجتمع لا يدعم بوتين والعملية الخاصة، فإن مجرد التصالح مع ذلك وعدم المقاومة والتكيف مع الظروف الخارجية لا يزال يبدو وكأنه دعم بالمعنى العملي.
وقال أندريه فلاديميروفيتش كوليسنيكوف، وهو صحفي روسي وخبير في السياسة الروسية، في تقرير نشرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي «إن هناك مزحة إيطالية قديمة تشرح الكثير عن طبيعة إخضاع الشعب في المجتمعات الشمولية، إذ يسأل أحد أبناء بينيتو موسوليني والده عن شكل الحكومة التي أنشأها في البلاد، ليرد موسيليني بغضب: تناول الطعام واخرس!».
ويرى كوليسنيكوف أن هذه الصيغة تصف نموذجا يكون فيه «الأكل والصمت» كافيا ليبدو الجزء الأكبر من السكان ملتزمين بالقانون، وحتى وقت قريب، كان هذا هو النموذج المعمول به في روسيا، ففي مقابل ظروف لائقة نسبيا، التزم الأشخاص العاديون الصمت، وظلوا بعيدا عن شؤون السلطات، وصوتوا تلقائيا لصالح أي مبادرات.
تقاسم المسؤولية
ويضيف أنه في أعقاب التعبئة الجزئية الروسية في العام الماضي، تغير نموذج العقد الاجتماعي. والآن من المتوقع أن يتقاسم الروس المسؤولية مع بوتين وأن يعبروا عن صوتهم لدعم أفعاله بوتيرة متزايدة. وليس من قبيل المصادفة أن تكون الإدانات هي القاعدة الاجتماعية الجديدة، إلى جانب العنف وتكثيف الحديث عن الضربات النووية. ومع تقدم روسيا إلى نموذج شمولي هجين، يتم تشجيع هذا السلوك بشكل فعال.
وأوضح أنه مع اقتراب نظام بوتين من مرحلة النضج الكامل، من المتوقع أن يدفع الروس مستحقاتهم، إما بأجسادهم في ظل التعبئة العسكرية الجزئية، أو من خلال السلوك الصحيح بما في ذلك الإدانات، أو بأموالهم، حيث من المتوقع الآن أن تسهم الشركات الكبرى بنسبة 5% من أرباحها الفائضة لدولة يتعرض دخلها للاستنزاف بينما توسع إنفاقها العسكري.
حرب شعبية
ويثير هذا العديد من الأسئلة، ليس أقلها ما الذي يشكل فائض الربح؟ وأين ينص القانون على أن الشركات يجب أن تتنازل عن 5 % للدولة؟ وهل هذه ضريبة لمرة واحدة أم جزية دائمة للأمن والدفاع؟ لكن المهم هو أن تشرك الدولة طبقات متنوعة للغاية من المجتمع والمجموعات في «عمليتها الخاصة»، التي يبدو أنها ستستمر لسنوات. ويقول كوليسنيكوف «إن الكرملين تمكن من تحويل العملية الخاصة إلى حرب شعبية، وهي مهمة مشتركة ينبغي أن توحد الأمة، وأي شخص يعارض الكرملين من خونة الداخل، على حد تعبير بوتين، يجب محاربته. وفي السابق، كان النموذج السائد واحدا وهو أن لسان حال الشعب يقول «نحن» في أسفل الهرم الاجتماعي و»هم» في الأعلى، في إشارة إلى المسؤول عن البلاد الذي يعيش بشكل جيد مع اليخوت والقصور، والآن أصبح البناء الرأسي أفقيا وتحول إلى «نحن» الروس كلنا معا ونقاتلهم، في إشارة إلى الأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والغرب الجماعي.
قوة سياسية
ويتساءل كوليسنيكوف: «ماذا يحدث في عقول وأرواح أولئك الذين شهدوا القتال بشكل مباشر، أولئك الذين أصيبوا بجروح والذين فقدوا آباءهم وإخوانهم وأبناءهم؟ هل ستصبح هذه المجموعات من الأشخاص قوة سياسية؟ هل سيدعمون نظام بوتين أم سيصبحون طابورا خامسا على الجناح المحافظ بدلا من الجناح الليبرالي؟ لا توجد إجابات على هذه الأسئلة حتى الآن».
ويقول «إنه من الغريب أن يكون مجتمع معاصر وحديث وحضري قادرا على التدهور بهذه السرعة الفائقة، وخاصة من الناحية الأخلاقية والنفسية، وحتى لو افترضنا أن جزءا كبيرا من هذا المجتمع لا يدعم بوتين والعملية الخاصة، فإن مجرد التصالح مع ذلك وعدم المقاومة والتكيف مع الظروف الخارجية لا يزال يبدو وكأنه دعم بالمعنى العملي.