أصغر رئيسة تفشل في إرضاء أسعد شعوب العالم
إريكسون: من الصعب على أي زعيم في فنلندا البقاء فترتين متتاليتين
الأربعاء / 14 / رمضان / 1444 هـ - 03:26 - الأربعاء 5 أبريل 2023 03:26
لم تنجح أصغر رئيسة وزراء في العالم في إرضاء الشعب الفنلندي الذي يعد أسعد الشعوب على وجه الأرض طوال السنوات الست الماضية، وفشلت في الحصول على تأييدهم للبقاء في رئاسة الوزراء 4 سنوات مقبلة.
جاءت خسارة مارين رغم تفاؤلها الكبير، معتمدة على أنها الأكثر شعبية في الحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي تتزعمه كما من زعماء الأحزاب الأخرى، وهي واحدة من بين عدد قليل من رؤساء الحكومات الذين صدح اسمهم خارج فنلندا.
كان لديها تحالف مع رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن وأبقت على اتصالات مع قادة تقدميين عصريين آخرين، وجاء رد مارين المتشدد على حرب روسيا ضد أوكرانيا والتعامل البارع مع طلب فنلندا الانضمام إلى الناتو نالا استحسان المعارضة والناخبين ذوي الميول اليمينية، لكنه لم يكن كافيا لفوزها واستمرارها.
فضيلة ورذيلة
ينقل الكاتب فريديريك إريكسون في مقال نشرته مجلة «سبكتيتور» عن صحفي فنلندي قوله إن ثمة عنوانا واحدا يلائم جميع الانتخابات الفنلندية: «تنتخب فنلندا حكومة جديدة، ولن يتغير شيء».
قلة من رؤساء الوزراء الفنلنديين صمدت لأكثر من ولاية واحدة في الدولة القطبية الشمالية، تماما كما أن النهار يصبح ليلا والربيع يعقب الشتاء، سارت الانتخابات في البلاد على إيقاع تسليم الانتصار للحزب الأساسي المعارض، بحسب «سبكتيتور».
يرى أن كل الأحزاب الفنلندية الكبيرة وسطية وبراغماتية ويصعب رصد الفرق بين اليسار واليمين، حتى حزب الفنلنديين الشعبوي يبدو أنيقا ويحسن التصرف.
مع جغرافيا صعبة (تقع فنلندا على أطراف أوروبا وتتشارك حدودا طويلة مع روسيا)، إلى جانب تجانس قوي، ليست البلاد أرضا خصبة للعاطفة الأيديولوجية، ناهيكم عن الحروب الثقافية الشبيهة بالحروب الأنغلو - ساكسونية.
هي تفتخر بالتماسك السياسي الوطني، التسوية فضيلة والمواجهة رذيلة.
لماذا خسرت؟
يقول الكاتب «مارين هي الآن خارج المنصب، فاز حزبها بنسبة أوسع من الأصوات بالمقارنة مع انتخابات 2019، وسيحصل على بضعة مقاعد إضافية في البرلمان، لكن الحزبين المعارضين الأساسيين – حزب الائتلاف الوطني عن يمين الوسط وحزب الفنلنديين – تغلبا على اليسار، ويبدو زعيم حزب الائتلاف الوطني بيتيري أوربو فائزا وسيحصل على فرصة لتشكيل حكومة جديدة.
حسب الكاتب، أوربو شخصية موثوق بها، كان موجودا في العديد من الحكومات السابقة وهو غارق في الثقافة السياسية القائمة على الإجماع في البلاد، أطاح بالزعيم السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق الأكثر حيوية وحماسة ألكسندر ستاب، ووعد بمواجهة أقل أيديولوجية مع النقابات التجارية وفي السياسات الاقتصادية، لكن في هذه الانتخابات، اتهم سانا مارين بسوء الإدارة الاقتصادية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حاد للدين العام الفنلندي، خاض حملته واعدا بالتقشف وخفض الضرائب.
اعتراف مارين
وافق كثيرون على أفكار أوربو، وفي المناظرة الأخيرة لرؤساء الأحزاب، اضطرت مارين للاعتراف بأنها أرادت أيضا خفض الضرائب وفق ما تسمح به المالية العامة، زادت حكومتها الأخيرة التي ضمت أحزابا وسطية ويسارية أصغر من الإنفاق العام وأدخلت العديد من التعقيدات البيروقراطية على قطاع الأعمال، بشكل بديهي أجهدت الجائحة الاقتصاد، لكن جزءا كبيرا من الإنفاق الجديد والعجز المالي كان من صنع مارين.
لقد كان ضحية الحفاظ على الائتلاف.
اللافت أن فنلندا التي تواجه مصاعب اقتصادية احتفظت قبل أيام بلقب أسعد بلد في العالم للعام السادس على التوالي، بعد أن تفوقت بفارق ملموس عن باقي دول العالم، وفق التصنيف الذي يصدر سنويا بإشراف الأمم المتحدة منذ عقد من الزمن، وفق تقرير السعادة العالمي لعام 2023.
خيار مهم وصعب
ويواجه رئيس الوزراء الجديد أوريو خيارا مهما، حيث يسعى إلى الائتلاف مع أحزاب أخرى، ويحتاج أيضا إلى تلقي الدعم من قبل حزب واحد أو اثنين من الأحزاب الأصغر للحصول على الغالبية في البرلمان وقد يثبت ذلك أنه صعب بشكل مماثل، وقد تفضل أحزاب صغيرة عدة راحة الوجود خارج الحكومة.
حتى ولو لم تكن فنلندا منزعجة من وجود شعبويين في السلطة، ليس للأحزاب الأصغر الكثير من المساحة للتسويات في سياسات الهجرة، بالنسبة إلى رئيسة حزب الفنلنديين ريكا بورا، خفض الهجرة هو الأولوية القصوى.
وسيصبح أوربو رهينة السلطة، كما كان الأمر مع فائزين سابقين في انتخابات ماضية.
سيتعين تقديم العديد من التنازلات لتشكيل ائتلاف متعدد الأحزاب، لم يصوت الفنلنديون بطريقة أيديولوجية.
أكثر من أي شيء آخر، يريدون بعض الهدوء والسكينة بعد سنوات مضطربة مع سانا مارين، لا حكومة تخفض الإنفاق لإتاحة خفض الضرائب أو حكومة تخرج عن الإجماع.
قد يتغير شيء ما، لكن يبدو من الآمن الرهان على أنه بعد أربعة أعوام، سيسلم أوربو السلطة وأمامه تحديات كبيرة بعد انضمام بلاده إلى الناتو.
فنلندا.. أسعد بلاد العالم:
جاءت خسارة مارين رغم تفاؤلها الكبير، معتمدة على أنها الأكثر شعبية في الحزب الاجتماعي الديموقراطي الذي تتزعمه كما من زعماء الأحزاب الأخرى، وهي واحدة من بين عدد قليل من رؤساء الحكومات الذين صدح اسمهم خارج فنلندا.
كان لديها تحالف مع رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن وأبقت على اتصالات مع قادة تقدميين عصريين آخرين، وجاء رد مارين المتشدد على حرب روسيا ضد أوكرانيا والتعامل البارع مع طلب فنلندا الانضمام إلى الناتو نالا استحسان المعارضة والناخبين ذوي الميول اليمينية، لكنه لم يكن كافيا لفوزها واستمرارها.
فضيلة ورذيلة
ينقل الكاتب فريديريك إريكسون في مقال نشرته مجلة «سبكتيتور» عن صحفي فنلندي قوله إن ثمة عنوانا واحدا يلائم جميع الانتخابات الفنلندية: «تنتخب فنلندا حكومة جديدة، ولن يتغير شيء».
قلة من رؤساء الوزراء الفنلنديين صمدت لأكثر من ولاية واحدة في الدولة القطبية الشمالية، تماما كما أن النهار يصبح ليلا والربيع يعقب الشتاء، سارت الانتخابات في البلاد على إيقاع تسليم الانتصار للحزب الأساسي المعارض، بحسب «سبكتيتور».
يرى أن كل الأحزاب الفنلندية الكبيرة وسطية وبراغماتية ويصعب رصد الفرق بين اليسار واليمين، حتى حزب الفنلنديين الشعبوي يبدو أنيقا ويحسن التصرف.
مع جغرافيا صعبة (تقع فنلندا على أطراف أوروبا وتتشارك حدودا طويلة مع روسيا)، إلى جانب تجانس قوي، ليست البلاد أرضا خصبة للعاطفة الأيديولوجية، ناهيكم عن الحروب الثقافية الشبيهة بالحروب الأنغلو - ساكسونية.
هي تفتخر بالتماسك السياسي الوطني، التسوية فضيلة والمواجهة رذيلة.
لماذا خسرت؟
يقول الكاتب «مارين هي الآن خارج المنصب، فاز حزبها بنسبة أوسع من الأصوات بالمقارنة مع انتخابات 2019، وسيحصل على بضعة مقاعد إضافية في البرلمان، لكن الحزبين المعارضين الأساسيين – حزب الائتلاف الوطني عن يمين الوسط وحزب الفنلنديين – تغلبا على اليسار، ويبدو زعيم حزب الائتلاف الوطني بيتيري أوربو فائزا وسيحصل على فرصة لتشكيل حكومة جديدة.
حسب الكاتب، أوربو شخصية موثوق بها، كان موجودا في العديد من الحكومات السابقة وهو غارق في الثقافة السياسية القائمة على الإجماع في البلاد، أطاح بالزعيم السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق الأكثر حيوية وحماسة ألكسندر ستاب، ووعد بمواجهة أقل أيديولوجية مع النقابات التجارية وفي السياسات الاقتصادية، لكن في هذه الانتخابات، اتهم سانا مارين بسوء الإدارة الاقتصادية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حاد للدين العام الفنلندي، خاض حملته واعدا بالتقشف وخفض الضرائب.
اعتراف مارين
وافق كثيرون على أفكار أوربو، وفي المناظرة الأخيرة لرؤساء الأحزاب، اضطرت مارين للاعتراف بأنها أرادت أيضا خفض الضرائب وفق ما تسمح به المالية العامة، زادت حكومتها الأخيرة التي ضمت أحزابا وسطية ويسارية أصغر من الإنفاق العام وأدخلت العديد من التعقيدات البيروقراطية على قطاع الأعمال، بشكل بديهي أجهدت الجائحة الاقتصاد، لكن جزءا كبيرا من الإنفاق الجديد والعجز المالي كان من صنع مارين.
لقد كان ضحية الحفاظ على الائتلاف.
اللافت أن فنلندا التي تواجه مصاعب اقتصادية احتفظت قبل أيام بلقب أسعد بلد في العالم للعام السادس على التوالي، بعد أن تفوقت بفارق ملموس عن باقي دول العالم، وفق التصنيف الذي يصدر سنويا بإشراف الأمم المتحدة منذ عقد من الزمن، وفق تقرير السعادة العالمي لعام 2023.
خيار مهم وصعب
ويواجه رئيس الوزراء الجديد أوريو خيارا مهما، حيث يسعى إلى الائتلاف مع أحزاب أخرى، ويحتاج أيضا إلى تلقي الدعم من قبل حزب واحد أو اثنين من الأحزاب الأصغر للحصول على الغالبية في البرلمان وقد يثبت ذلك أنه صعب بشكل مماثل، وقد تفضل أحزاب صغيرة عدة راحة الوجود خارج الحكومة.
حتى ولو لم تكن فنلندا منزعجة من وجود شعبويين في السلطة، ليس للأحزاب الأصغر الكثير من المساحة للتسويات في سياسات الهجرة، بالنسبة إلى رئيسة حزب الفنلنديين ريكا بورا، خفض الهجرة هو الأولوية القصوى.
وسيصبح أوربو رهينة السلطة، كما كان الأمر مع فائزين سابقين في انتخابات ماضية.
سيتعين تقديم العديد من التنازلات لتشكيل ائتلاف متعدد الأحزاب، لم يصوت الفنلنديون بطريقة أيديولوجية.
أكثر من أي شيء آخر، يريدون بعض الهدوء والسكينة بعد سنوات مضطربة مع سانا مارين، لا حكومة تخفض الإنفاق لإتاحة خفض الضرائب أو حكومة تخرج عن الإجماع.
قد يتغير شيء ما، لكن يبدو من الآمن الرهان على أنه بعد أربعة أعوام، سيسلم أوربو السلطة وأمامه تحديات كبيرة بعد انضمام بلاده إلى الناتو.
فنلندا.. أسعد بلاد العالم:
- 6 سنوات تتصدر مؤشر السعادة العالمي
- 5.5 ملايين نسمة عدد سكانها
- 338,424 كلم2 مساحتها
- 1809 انفصلت عن السويد
- 1917 أصبحت دولة مستقلة
- 1955 انضمت إلى الأمم المتحدة
- 297 مليار دولار حجم الناتج المحلي
- 44,650 متوسط دخل الفرد