تسليح أوكرانيا يهدد العالم
ساتروايت: أمريكا تكرر أخطاء إغراق أفغانستان بالمعدات في مواجهة الغزو الروسي
الثلاثاء / 13 / رمضان / 1444 هـ - 02:57 - الثلاثاء 4 أبريل 2023 02:57
مع اكتمال العام الأول للحرب الروسية ضد أوكرانيا، ظهرت مؤشرات على احتمال الوصول إلى نهايتها قريبا، ففي تطور أشبه بمعجزات يوم الميلاد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «إن روسيا مستعدة للتفاوض على نتائج مقبولة للحرب في أوكرانيا»، وفي الشهر الماضي أعلنت الصين خطتها للسلام في أوكرانيا، وزار الرئيس الصيني شي جين بينج موسكو لبحث تلك الخطة.
في الوقت نفسه دخلت روسيا وأوكرانيا مأزقا مريرا في ظل العجز عن تحقيق أي تقدم حقيقي على أرض المعركة خلال الشهور الأخيرة، لذلك يبدو أن الوقت مناسب للوصول إلى نوع من وقف إطلاق النار أو الهدنة أو شيء من هذا القبيل، بحسب ويسلي ساتروايت المحلل الاستراتيجي والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية قال ساتروايت الضابط السابق في المخابرات الأمريكية، «إن الوقت حان لكي تفكر لولايات المتحدة فيما يمكن أن يحدث بعد الحرب، وبخاصة مصير الأسلحة والمعدات المقدرة بمليارات الدولارات التي أرسلتها إلى أوكرانيا عندما تخرج من الحرب بمؤسسات ضعيفة وتحتاج لإعادة البناء، مع وجود جيوب للتمرد الموالي لروسيا ومساحات من الأراضي تحتلها قوات روسية».
تسليح الأفغان
ويضيف ستاروايت الذي خدم في صفوف القوات الأمريكية بأوروبا خلال عامي 2019 و2020 إن الدعم الأمريكي لأوكرانيا صواب وعادل، فالحرب العدوانية كانت اختيارية، عكس أي صراع نشب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لذلك فالولايات المتحدة ملزمة بدعم الحرية والديمقراطية في أي مكان تواجه فيه الخطر.
في الوقت نفسه على الولايات المتحدة إخضاع الأسلحة التي يتم إرسالها إلى كييف للرقابة والمحاسبة وهو ما يدعو إليه الأعضاء الجمهوريون في الكونجرس.
ويقول ستاروايت «إنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب تكرار أخطاء تسليح الأفغان في مواجهة الغزو السوفيتي لبلادهم في ثمانينيات القرن العشرين. فقد كانت تلك الحرب اختيارية، ودعمت واشنطن المجاهدين الأفغان. في ذلك الصراع نجحت الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف ستينجر في إسقاط الكثير من المروحيات السوفيتية وأسهمت في هزيمة الاتحاد السوفيتي. وفي ذلك الوقت كانت هذه الصواريخ تعتبر تكنولوجيا حساسة، وكانت الولايات المتحدة تشترط على المجاهدين إعادة فوارغ الذخيرة المستنفدة مقابل إرسال كميات جديدة منها إليهم».
تكرار الخسائر
وبعد إتمام انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في فبراير 1989، أطلقت الولايات المتحدة برنامجا بقيمة 65 مليون دولار لإعادة شراء صورايخ ستينجر من الأفغان لكن البرنامج فشل بنسبة كبيرة. وسرعان ما عرفت هذه الصواريخ طريقها إلى كوريا الشمالية وإيران وطاجيكستان.
والآن يتكرر السيناريو الأفغاني، حيث تلعب الصواريخ الأمريكية طراز إف. جي. إم18- جافلين المضادة للدبابات دورا كبيرا في التصدي للمدرعات الروسية بنسب إصابة تبلغ 93%.
وفي نوفمبر الماضي قال كولين كال مساعد وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسة، «إن الروس فقدوا ما يقارب نصف دباباتهم الرئيسة بفضل الصواريخ جافلين».
والحقيقة أن هناك قصورا شديدا في الرقابة الأمريكية على هذه الأسلحة حتى الآن، فالسفارة الأمريكية بكييف المعنية أساسا بمتابعة استخدام هذه الأسلحة لا تمتلك القدرات البشرية ولا المادية الكافية للقيام بهذه المهمة بسبب الحرب.
كما أن أمريكا لا تفرض على الأوكرانيين إعادة فوارغ صواريخ جافلين مقابل الحصول على صواريخ جديدة من نفس الطراز، كما فعلت مع صواريخ ستينجر في أفغانستان خلال الثمانينيات.
فساد أوكرانيا
ويقول ساتروايت «إن أوكرانيا هي أفضل دولة في أوروبا وثاني أكبر دولة فاسدة فيها بعد روسيا، وتحتل المركز 122 على مؤشر الفساد في العالم، وبعد نهاية الحرب الباردة في تسعينيات القرن العشرين كانت أوكرانيا مركزا دوليا للتجارة غير المشروعة للأسلحة، بسبب المخزونات الضخمة التي خلفها تفكك الاتحاد السوفيتي. وخلال الفترة من 1992 إلى 1998 فقدت أوكرانيا أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 32 مليار دولار نتيجة عمليات السرقة وغياب الرقابة والبيع بأسعار رخيصة».
وفي تقرير صادر عن منظمة الشرطة الأوروبية «يوروبول» حذرت المنظمة من أن انتشار الأسلحة والمتفجرات في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة عمليات تهريب الأسلحة والذخائر إلى الاتحاد الأوروبي عبر خطوط التهريب القائمة ومنصات التجارة غير المشروعة على الإنترنت.
وأضافت أن الخطر قد يزداد عند انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وبالفعل عرفت بعض الأسلحة لتي حصلت عليها أوكرانيا طريقها عبر شبكات سرية إلى فنلندا والسويد والدنمارك وهولندا.
وأخيرا على الولايات المتحدة التعامل بمنتهى الجدية مع ملف الأسلحة المقدمة لأوكرانيا ورسم سيناريوهات التعامل معها بعد انتهاء الحرب، التي ستنتهي إن عاجلا أو آجلا حتى تجنب أوروبا والعالم مخاطر أكبر.
مساعدات أمريكا لأوكرانيا
في الوقت نفسه دخلت روسيا وأوكرانيا مأزقا مريرا في ظل العجز عن تحقيق أي تقدم حقيقي على أرض المعركة خلال الشهور الأخيرة، لذلك يبدو أن الوقت مناسب للوصول إلى نوع من وقف إطلاق النار أو الهدنة أو شيء من هذا القبيل، بحسب ويسلي ساتروايت المحلل الاستراتيجي والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية قال ساتروايت الضابط السابق في المخابرات الأمريكية، «إن الوقت حان لكي تفكر لولايات المتحدة فيما يمكن أن يحدث بعد الحرب، وبخاصة مصير الأسلحة والمعدات المقدرة بمليارات الدولارات التي أرسلتها إلى أوكرانيا عندما تخرج من الحرب بمؤسسات ضعيفة وتحتاج لإعادة البناء، مع وجود جيوب للتمرد الموالي لروسيا ومساحات من الأراضي تحتلها قوات روسية».
تسليح الأفغان
ويضيف ستاروايت الذي خدم في صفوف القوات الأمريكية بأوروبا خلال عامي 2019 و2020 إن الدعم الأمريكي لأوكرانيا صواب وعادل، فالحرب العدوانية كانت اختيارية، عكس أي صراع نشب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لذلك فالولايات المتحدة ملزمة بدعم الحرية والديمقراطية في أي مكان تواجه فيه الخطر.
في الوقت نفسه على الولايات المتحدة إخضاع الأسلحة التي يتم إرسالها إلى كييف للرقابة والمحاسبة وهو ما يدعو إليه الأعضاء الجمهوريون في الكونجرس.
ويقول ستاروايت «إنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب تكرار أخطاء تسليح الأفغان في مواجهة الغزو السوفيتي لبلادهم في ثمانينيات القرن العشرين. فقد كانت تلك الحرب اختيارية، ودعمت واشنطن المجاهدين الأفغان. في ذلك الصراع نجحت الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف ستينجر في إسقاط الكثير من المروحيات السوفيتية وأسهمت في هزيمة الاتحاد السوفيتي. وفي ذلك الوقت كانت هذه الصواريخ تعتبر تكنولوجيا حساسة، وكانت الولايات المتحدة تشترط على المجاهدين إعادة فوارغ الذخيرة المستنفدة مقابل إرسال كميات جديدة منها إليهم».
تكرار الخسائر
وبعد إتمام انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان في فبراير 1989، أطلقت الولايات المتحدة برنامجا بقيمة 65 مليون دولار لإعادة شراء صورايخ ستينجر من الأفغان لكن البرنامج فشل بنسبة كبيرة. وسرعان ما عرفت هذه الصواريخ طريقها إلى كوريا الشمالية وإيران وطاجيكستان.
والآن يتكرر السيناريو الأفغاني، حيث تلعب الصواريخ الأمريكية طراز إف. جي. إم18- جافلين المضادة للدبابات دورا كبيرا في التصدي للمدرعات الروسية بنسب إصابة تبلغ 93%.
وفي نوفمبر الماضي قال كولين كال مساعد وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسة، «إن الروس فقدوا ما يقارب نصف دباباتهم الرئيسة بفضل الصواريخ جافلين».
والحقيقة أن هناك قصورا شديدا في الرقابة الأمريكية على هذه الأسلحة حتى الآن، فالسفارة الأمريكية بكييف المعنية أساسا بمتابعة استخدام هذه الأسلحة لا تمتلك القدرات البشرية ولا المادية الكافية للقيام بهذه المهمة بسبب الحرب.
كما أن أمريكا لا تفرض على الأوكرانيين إعادة فوارغ صواريخ جافلين مقابل الحصول على صواريخ جديدة من نفس الطراز، كما فعلت مع صواريخ ستينجر في أفغانستان خلال الثمانينيات.
فساد أوكرانيا
ويقول ساتروايت «إن أوكرانيا هي أفضل دولة في أوروبا وثاني أكبر دولة فاسدة فيها بعد روسيا، وتحتل المركز 122 على مؤشر الفساد في العالم، وبعد نهاية الحرب الباردة في تسعينيات القرن العشرين كانت أوكرانيا مركزا دوليا للتجارة غير المشروعة للأسلحة، بسبب المخزونات الضخمة التي خلفها تفكك الاتحاد السوفيتي. وخلال الفترة من 1992 إلى 1998 فقدت أوكرانيا أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 32 مليار دولار نتيجة عمليات السرقة وغياب الرقابة والبيع بأسعار رخيصة».
وفي تقرير صادر عن منظمة الشرطة الأوروبية «يوروبول» حذرت المنظمة من أن انتشار الأسلحة والمتفجرات في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة عمليات تهريب الأسلحة والذخائر إلى الاتحاد الأوروبي عبر خطوط التهريب القائمة ومنصات التجارة غير المشروعة على الإنترنت.
وأضافت أن الخطر قد يزداد عند انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وبالفعل عرفت بعض الأسلحة لتي حصلت عليها أوكرانيا طريقها عبر شبكات سرية إلى فنلندا والسويد والدنمارك وهولندا.
وأخيرا على الولايات المتحدة التعامل بمنتهى الجدية مع ملف الأسلحة المقدمة لأوكرانيا ورسم سيناريوهات التعامل معها بعد انتهاء الحرب، التي ستنتهي إن عاجلا أو آجلا حتى تجنب أوروبا والعالم مخاطر أكبر.
مساعدات أمريكا لأوكرانيا
- 34 مليار دولار
- 148 صاروخ جافلين
- 12.7 مليارا أسلحة ومعدات
- 1650 صاروخ ستينجر المضاد للطائرات
- 1.3 مليار منح وقروض لتمويل أسلحة
- 1800 طائرة مسيرة طراز فونيكس جوست
- 8500 صاروخ إف. إم. جي
- 2500 منظومة صواريخ متنوعة