أشادت أستاذة التاريخ القديم بجامعة الملك سعود؛ الدكتورة سلمى هوساوي؛ باعتماد هيئة فنون الطهي 'الجريش' طبقاً وطنياً للمملكة العربية السعودية، وطبق 'المقشوش' لتكون الحلوى الوطنية السعودية؛ ضمن مبادرة 'روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق'؛ والتي تسعى من خلالها إلى حصر وتصنيف الأطباق المحليّة الشّهيرة ذات الارتباط الوثيق بالهويّة السعوديّة. وقالت: 'ارتبط التراث الثقافي بشكل عام بهوية صانعيه؛ فالتراث كيان يعزز الهوية والاستمرارية للشعوب والمجتمعات، وهذه هي القيمة الرئيسية للتراث الثقافي؛ فالمجتمع في المملكة يمتلك لغة ثقافية مشتركة، وثوابت تاريخية عريقة، وتراثاً مركباً متميزاً ومتنوعاً من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، و 'الجريش والمقشوش' من الأطباق الشعبية ذات الصلة المباشرة بموروثنا الثقافي، إضافة إلى امتدادهما التاريخي، وعلى الرغم من تطور أساليب الطهي وظهور مقادير ومكونات وأطعمة جديدة، إلا أنهما ارتبطا بثقافة ومجتمع المملكة منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر'. وأوضحت هوساوي: 'أن الاستثمار الاقتصادي في الأطعمة الوطنية -له أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية- وتحديداً 'الجريش والمقشوش'، وتقديمهما بصورة عصرية في المطاعم المحلية والعالمية، وعرضهما على السيّاح والزوار في المناسبات الوطنية، وعلى موائد استقبال الرؤساء والوفود الخارجية؛ سيؤدي إلى تفعيل التبادل الثقافي، وسيساهم بشكل كبير في نشر ثقافة الأطعمة السعودية التراثية على مستوى العالم'. وقالت: 'أن تسجيل الأطعمة التراثية على قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة 'اليونسكو' سيساهم في الحفاظ على العنصر وضمان استدامته'. وأردفت: 'أن الجريش والمقشوش' يعدان جزءاً من مكونات تاريخنا الوطني، ودليلًا على أهمية ما تركه أسلافنا من موروث نسعد بالمحافظة عليه، ونتطلع من خلاله إلى معرفة الإرث الحضاري والإنساني لأجدادنا، حيث ورد ذكرهما في العديد من المصادر وإن اختلفت المسميات في بعض الحقب التاريخية؛ إلا أن المكون التحضيري للطبق ثابت، كما أتى على ذكرهما العديد من الرحّالة والجغرافيين والمستشرقين أثناء ترحالهم في الجزيرة العربية، مما يدل على أهميتهما في المائدة السعودية. الجدير بالذكر أن إطلاق هيئة فنون الطهي مبادرة 'روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق' جاء تأكيداً على اعتزاز وحفاوة المملكة بتراثها غير المادي؛ فوجبة 'الجريش' و حلوى 'المقشوش' التراثيتان تعبران عن أصالة المطبخ السعودي وخصوصيته الفريدة.