العالم

خوف بايدن وراء انفجار حرب أوكرانيا

خبير أمريكي يكشف سر تأخر بلاده في الدفع بمركبات ام 2 حتى 10 أشهر من الحرب

طفلة أوكرانية تقف فوق مدرعة عسكرية (مكة)
يقول الخبير والأكاديمي الأمريكي ديفيد فيليبس إنه قبل وقت طويل من إطلاق الطلقة الأولى في أوكرانيا، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خطته لمهاجمة أوكرانيا، ويتساءل فيليبس «إذن لماذا كان رد فعل الغرب تدريجيا وغير فعال بدرجة كبيرة؟»، ويرى أنه ربما كان من الممكن أن يكون اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية الاستباقية قبل هجوم روسيا سببا في تغيير بوتين لحساباته.

ويضيف مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بممارستها لقيود أحادية وتقديم تنازلات غير مفروضة عليها، دعت روسيا لاختبار حدود نزعتها الحربية، وقد تشكل رد فعل واشنطن الأولي على أساس خوفها من استخدام بوتين الأسلحة النووية، ولإصابتها بالشلل بسبب تفكيرها في عواقب ذلك، اتسم رد فعل إدارة بايدن بالحرص الشديد وباتخاذ تدابير ناقصة.

خيار الناتو

في البداية تعهد بايدن بعدم مشاركة قوات الناتو في القتال في أوكرانيا، وكان استبعاد خيار الناتو أمرا غير ضروري، فقد تم تزويد أوكرانيا بأسلحة من دول حلف وارسو السابق، بدلا من تزويدها بأحدث أسلحة الناتو.

وقد كان ذلك كافيا لتبقى القوات الروسية بعيدا، لكن لم يكن كافيا لهزيمتها، وكان لدى بايدن أمل في أن تردع العقوبات العدوان الروسي، ولكن العقوبات تم فرضها بصورة تدريجية للغاية مكنت بوتين من تخفيف تأثيرها على الاقتصاد الروسي؛ كما تمكن المستثمرون الروس من نقل أصولهم إلى دول تحميها مثل تركيا، كما كان خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي كان ينقل الغاز لألمانيا يعمل بكامل طاقته حتى هاجمت روسيا أوكرانيا.

ويقول فيليبس، الذي عمل مستشارا وخبيرا بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد إدارات كلينتون وبوش وأوباما، «إن الولايات المتحدة تبنت سياسة تتمثل في تزويد أوكرانيا بالمعدات التي ترى أن كييف تحتاجها فعلا ويمكنها صيانتها، وبعد مرور 10 أشهر على هذه الحرب، وافقت الولايات المتحدة أخيرا على تزويدها بمركبات ام-2 برادلي القتالية لاستخدامها لمهاجمة المواقع الروسية المحصنة، وما يزال البنتاجون يرفض تزويدها بدبابات أبرامز. فهو يرى أن دبابات تي-72 السوفيتية التي تمتلكها أوكرانيا كافية».

وقت الحظر

ودعا وزير خارجية أوكرانيا إلى المزيد من الأسلحة الهجومية القوية، مؤكدا أن وقت الحظر على الأسلحة قد انتهى، واستجابة لذلك غيرت الولايات المتحدة نهجها أخيرا، وأعلنت عن حزمة معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.85 مليار دولار، حيث سوف توفر لها أنواع الأسلحة الهجومية القوية التي امتنعت من قبل عن تقديمها، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد ضد روسيا في فصل الربيع.

ويوضح فيليبس، الناتو توخى الحذر في البداية، وكان بوسعه إرسال قوات إلى دول المواجهة مثل رومانيا، فقد كان من الممكن أن يظهر ذلك عزم واستعداد الناتو في مواجهة العدوان الروسي. ولا يعتبر نشر قوات كإجراء وقائي أمرا لم يسبق له مثيل، فالولايات المتحدة أرسلت قوات إلى مقدونيا في تسعينات القرن الماضي للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب اليوغسلافية. كما أنها أمرت مؤخرا بمرابطة 1200 من الفرقة الأولى مشاة من الجيش الأمريكي في بولندا ودول البلطيق.

حرب مباشرة

ومع قيام روسيا بتكثيف هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ، كان بوسع الناتو إعلان منطقة حظر جوي فوق ماريوبول أو غيرها من المدن المحاصرة، إلا أنه قرر عدم إعلان منطقة حظر جوي خوفا من أن يؤدي ذلك إلى دخول قوات الناتو في حرب مباشرة مع روسيا.

من ناحية أخرى رأى البنتاجون أن تزويد أوكرانيا بطائرات اف-16 واف-35 المقاتلة سيكون تصعيدا. وفضل تقديم طائرات مألوفة بالفعل لدى الطيارين الأوكرانيين، مثل المقاتلات ميح-29 وسوخوي-25، ولكن خطط تقديم هذه الأنظمة من الأسلحة اصطدمت بعقبة عندما طالبت بولندا التي تمتلك بالفعل طائرات ميج-29 المقاتلة بأن يزودها الناتو بأحدث الطائرات الحربية التي لديه بدلا عن الطائرات السوفيتية التي لديها.

وكان بوسع الناتو تزويد أوكرانيا بالمزيد من الطائرات المسيرة إلى خطوط إمداد غير مباشرة وإبطاء التحركات الروسية، وفيما يتعلق بالحرب السيبرانية، كان بوسع الناتو التصرف بصورة استباقية بالتنسيق مع الجماعات المدنية ذات الخبرة في مجال القرصنة لوقف عمل مواقع أجهزة الحكومة الروسية التي تعتبر جبهات معروفة بالنسبة لجهود روسيا السيبرانية.