العالم

صقور الحرب في روسيا

خبير أمريكي: مجموعة كبيرة حول بوتين تفضل التصعيد العسكري

رمضان قديروف أبرز المحرضين (مكة)
يرى الدكتور ستيفن سيستانوفيتش الخبير الأمريكي وكبير زملاء الدراسات الروسية والأوروآسيوية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن الآراء التي تتدفق من جانب المتشددين داخل المؤسسات شبه العسكرية ووسائل الإعلام ومؤسسات الأمن القومي، توفر أدلة مهمة على الاتجاه الذي سيتخذه بوتين في الحرب ضد أوكرانيا.

وقال في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن عددا من المراقبين يرون أن حرب روسيا التي تواجه فشلا ضد أوكرانيا منحت القوة للمنتقدين المتشددين للرئيس فلاديمير بوتين.

ويتردد أن ما يطلق عليهم صقور الحرب يفضلون التصعيد العسكري القوي، وربما حتى يستهدفون إسقاط بوتين إذا تصرف بشكل مختلف، ولكن من هم هؤلاء الأشخاص؟ وهل يضعون قيودا على خيارات بوتين؟ وهل يمكن أن يشكلوا تهديدا لسلطته حقا؟ أوضح سيستانوفيتش أن هؤلاء المتشددين ينقسمون إلى ثلاث مجموعات.

وقال سيستانوفيتش، الذي عمل في وقت سابق مستشارا خاصا لوزير الخارجية الأمريكي وكان كبير مسؤولي الوزارة بالنسبة للسياسة تجاه روسيا وغيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق، إن من المهم أن يتم إدراك تحذيرين بشأن تأثير من يسمون بصقور موسكو:

التحذير الأول

أنه لا يوجد دليل حقيقي على أنهم، من خلال الدعوة لأشكال متنوعة من التصعيد ضد أوكرانيا، يقفون بشكل أساسي ضد تفضيلات بوتين. ومثل أي عدد من القادة السياسيين في وقت الحرب، كان بوتين يأمل في كل مرحلة من القتال أن يحقق أهدافه بثمن بخس، وهكذا فقد أيد في بداية الحرب شن ضربات سريعة ضد كييف وغيرها من المدن، ثم تحول إلى استراتيجية إنهاك القوات الأوكرانية دون تعبئة حاشدة أو تجنيد إجباري. ومع استغلال هذين الأسلوبين، اضطر بوتين إلى تجربة شيء مختلف في الأسابيع الأخيرة.

التحذير الثاني

ليس صحيحا افتراض أن أي من هؤلاء الأشخاص أو الفصائل لديه قاعدة قوة مستقلة تسمح له بتقديم أجندات سياسته الخاصة أو تحدي بوتين بشكل مباشر. فهم جميعا- من قديروف وبريجوجين وجيركين إلى ميدفيديف وسيمونيان- مستفيدون بدرجة كبيرة من سياسات الرئيس ورعايته في الماضي. وفي الوقت الراهن، من الممكن أن يساعد حديثهم المتشدد بوتين من خلال إظهار أن ممارساته تعكس إجماعا داخل الطبقة السياسية، وليس مجرد رد على سياساته الخاصة الفاشلة.

اتفاق المتشددين

ورأى سيستانوفيتش، وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد وأستاذ الدبلوماسية بجامعة كولومبيا، أنه في الوقت الحالي، يتفق المنتقدون المتشددون بشكل أساسي مع تفضيلات بوتين الواضحة: لاتباع نهج أكثر قوة يهدد مناطق أكثر من أوكرانيا (وربما كلها) بالألم والحزن اللذين لم يشعر بهما سوى أولئك الذين يعيشون بالقرب من الخطوط الأمامية في الأشهر السبعة الماضية. وسيكون هناك حساب أكثر تشددا بين النخبة السياسية الروسية فقط عندما يصبح من الواضح أن جولة جديدة من التصعيد فشلت في مساعدة القوات الروسية على صد القوات الأوكرانية ومنعها من التقدم.

وكلما كانت تكلفة التحرك أكثر، كلما أراد بوتين قبولا من الآخرين يدعم شرعية تصرفاته.

واختتم سيستانوفيتش تقريره بالقول إن أي حرب فاشلة، يمكن أن تؤدي في نهاية الأمر إلى اضطراب سياسي في روسيا وإلى قيادة جديدة. في الوقت نفسه، ربما يساعد المتشددون الداعون إلى التصعيد بوتين في التعامل مع التحديات التي يواجهها.

صقور موسكو

1- أمراء الحرب

يقود بعضهم وحدات شبه عسكرية، وبشكل خاص رمضان قديروف، أمير الحرب الشيشاني ويفجيني بريجوجين، الذي يدير مجموعة المرتزقة الروسية «واجنر» وايجور جيركين، وهو قائد القوات الخاصة الانفصالية في شرق أوكرانيا في عام 2014.

2- شخصيات إعلامية

تنفجر ليلا في البرامج الحوارية على التليفزيون الحكومي، والتي تطورت لغتها الخطابية بشكل مستمر لتصبح أكثر عدوانية مع كل نكسة عسكرية، وتضم هذه المجموعة مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة «آر تي»، شبكة الدعاية الرئيسية في روسيا، ومن بينهم أيضا مدونون متعطشون للدماء و»صحفيون» عسكريون على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تليجرام، وهو تطبيق الرسائل الروسي الشهير (الذي لا يزال غير خاضع نسبيا للسيطرة).

3- المتذمرون

يصعب تحديدهم داخل مؤسسات قطاع الأمن القومي. واعتبر عدد من المراقبين تعيين قائد جديد للحملة الأوكرانية وهو الجنرال سيرجي سوروفيكين، الأسبوع الماضي، بمثابة تنازل للمتشددين. (وكان سورفيكين قد أشرف على العمليات الجوية الروسية أثناء الحرب الأهلية السورية وقضى عقوبة في السجن لقيادته جنودا قتلوا المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية عام 1991). كما أن الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، قد أضاف لهجة متشددة لتصريحاته، حيث دعا أخيرا إلى القضاء التام على النظام «النازي» في أوكرانيا.