العالم

بريطانيا مهددة بالتفكك

ياسمين سرحان: الغموض يكتنف مستقبل التاج بعد رحيل إليزابيث الثانية

الملكة الراحلة إليزابيث وملك بريطانيا الجديد (مكة)
بدأت علامات استفهام تفرض نفسها حول مستقبل بريطانيا من رحيل الملكة إليزابيث الثانية، التي اعتبرت بمثابة «رمانة الميزان» للحياة السياسية في البلاد على مدار سنوات عدة.

وفي حين توقع البعض أن تبدأ المملكة المتحددة بالتفكك، قالت الكاتبة ياسمين سرحان، في تقرير نشرته مجلة «تايم» الأمريكية إن العبارة شبه العالمية التي ترددت في تأبين الملكة الراحلة إليزابيث الثانية كانت دورها كرمز للاستقرار في بريطانيا، وكذلك كشخصية ثابتة في عالم غير ثابت بشكل متزايد.

ووصفها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في تأبينه لها، بأنها كانت «نقطة مرجعية إنسانية لا تتغير في الحياة البريطانية»، وكانت الملكة أيضا نجمة بريطانيا ومصدرا للراحة في وقت يبدو فيه أن الاضطرابات التي لا تنتهي، أكثر من كونها مجرد وجه رمزي للأمة.

أكبر اختبار

وتضيف سرحان أنه في حين أن الطريق إلى الأمام بالنسبة لبريطانيا واضح «حيث مر عليها ذلك عدة مرات من قبل»، فإن مستقبل الملكية البريطانية يبدو أقل يقينا.

ويرث الملك تشارلز الثالث العرش في وقت لا يزال فيه النظام الملكي كمؤسسة يحظى بدعم واسع النطاق في بريطانيا، مع أغلبية طفيفة من 62% مؤيدة، وفقا لاستطلاع للرأي أجري في يونيو.

لكن تدفق الدعم والإعجاب بالملكة لا ينبغي أن يختلط بالدعم الثابت للعائلة المالكة ككل، خاصة بعد التداعيات الأخيرة حول معاملة الأمير هاري وميجان، فضلا عن مزاعم الاعتداء الجنسي التي تواجه ابنها الأمير أندرو.

وتقول ياسمين سرحان إن أكبر اختبار يواجه الملك الجديد هو ما إذا كان بإمكانه محاكاة صورة والدته للاستقرار والحفاظ على المؤسسة التي قضت الكثير من حياتها في محاولة حمايتها.

فترات قاسية

وتشير إلى أن الملكة، التي اعتلت العرش في سن 25 عاما فقط، كان لديها عمر لإثبات نفسها. ولن يتمتع تشارلز، الذي يبلغ من العمر 73 عاما وهو أكبر ملك عمرا يعتلي العرش في التاريخ البريطاني، بنفس الميزة. لقد تشكلت الكثير من صورة تشارلز العامة من خلال فترة عمله أميرا لويلز، بما في ذلك فترات قاسية من حياته الخاصة من بينها علاقته مع كاميلا باركر بولز، التي تأخذ الآن لقب الملكة كونسورت (عقيلة الملك)، وانفصاله عن الأميرة ديانا بالإضافة إلى مواقفه الصاخبة بشأن قضايا واسعة النطاق مثل تغير المناخ، والتحوط والصين، وأساليب الحكومة البريطانية المثيرة للجدل لعرقلة الهجرة.

وفي حين حافظت الملكة على سمعة الحياد، واختارت أن تسمو فوق الخلاف وترك السياسة للسياسيين، فعل الأمير تشارلز العكس تماما، حتى أنه ذهب إلى حد الخوض في أعلى مستويات السياسة عندما كتب سلسلة من الرسائل في عامي 2004 و2005 تعرف باسم «مذكرات العنكبوت الأسود»، ضغط فيها على وزراء الحكومة بشأن عدد من القضايا، في انتهاك واضح للدور المحايد والاحتفالي للنظام الملكي في السياسة البريطانية.

غموض الملكة

ويقول ريتشارد فيتزويليامز، الخبير في شؤون العائلة المالكة «تشارلز لديه ميول ناشط. ربما لأنه، بالنسبة للغالبية العظمى من فترة حياته، كانت وظيفته الأساسية هي متابعة اهتماماته من خلال مؤسساته وجمعياته الخيرية المختلفة». ويؤكد بروك نيومان، وهو مؤرخ معني بشأن بريطانيا الحديثة المبكرة في جامعة فرجينيا كومنولث لمجلة «تايم» إن تشارلز «ليس لديه نفس مستوى غموض الملكة إليزابيث الثانية».

دول تحت التاج البريطاني:
  • المملكة المتحدة
  • أستراليا
  • كندا
  • نيوزيلندا
  • أنتيغوا وبربودا
  • الباهاما
  • وبليز
  • غرينادا
  • جامايكا
  • بابوا غينيا الجديدة
  • سانت لوسيا
  • جزر سليمان
  • سانت كيتس ونيفيس
  • سانت فنسنت
  • جزر غرينادين