العالم

سجل رئيسي الأسود في 365 يوما

إعدامات واعتقالات وقمع وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال العام الأول من حكمه لإيران

رئيسي الخادم المطيع لخامنئي (مكة)
حفل العام الأول من حكم إبراهيم رئيسي لإيران بسجل أسود، بين التخريب والدمار والإرهاب.

إعدامات واعتقالات وقمع وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بعدما تسلم الحكم في أغسطس من العام الماضي، وقضى 365 يوما من الإرهاب والتعنت في مواجهة احتجاجات شعبية لا تصمت.

طوى رئيسي عامه الأول رئيسا لإيران، محملا بمحصلة مثقلة بإخفاقات رغم اختراقات لم تنجح في تلبية تطلعات شعبه، ودخل عاما جديدا محملا بسراب، ووعود زائفة لا تتحقق، وأزمات لا حدود لها، في ظل سياسة تخريبية يتبعها نظام الملالي، ويلتزم كل المسؤولين بتنفيذها، وفق رؤية المرشد الأعلى علي خامنئي.

فشلت محاولاته في تحقيق وعوده بتحسين الظروف الاقتصادية لبلد يواجه تداعيات عقوبات أمريكية خانقة، رغم أنه وصل إلى السلطة بعد استبعاد منافسيه من الإصلاحيين والمعتدلين، فيما كانت نسبة المشاركة هي الأقل في تاريخ إيران منذ عام 1979.

فشل ذريع

رفع رئيسي شعارات مختلفة في حملته الانتخابية منها: تطبيق العدالة، محاربة الفقر والفساد، القضاء على التمييز وتحسين الوضع الاقتصادي، لكن تجسيد وعوده اصطدم بصخور واقع متقلب ومشحون بالعقبات والإخفاقات، وفقا لـ»العين الاخبارية» الإماراتية.

تقول مستشارة الرئيس الإيراني السابق معصومة ابتكار، إن رئيسي سجل فشلا ذريعا في إحياء الاتفاق النووي مع القوى الغربية، على الرغم من قوله إن اقتصاد إيران يتحسن وليس مرهونا بالاتفاق.

وأكدت في تصريحات إعلامية سابقة، أن بعض المسؤولين في حكومة رئيسي اعترفوا بأن العقوبات أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد الإيراني، مما دفع الحكومة إلى التنازل أمام أمريكا وعدم اشتراط رفع الحرس الثوري من لائحة الإرهاب.

وتضيف «حكومة حسن روحاني السابقة بذلت جهودا حثيثة وأحرزت تقدما في المفاوضات النووية التي بدأت في أبريل من العام الماضي، لكن مع وصول رئيسي للسلطة تعرقلت هذه المفاوضات سواء في فيينا أو الدوحة».

إعدام وقمع

وفيما يتعلق بحقوق الإنسان وأحكام الإعدام التي تنفذها إيران، كشفت تقارير لمنظمات حقوقية تزايد معدلات الإعدام بشكل غير مسبوق منذ وصول رئيسي إلى السلطة.

ويشير التقرير المؤلف من 120 صفحة لمنظمتين حقوقيتين، إلى أن الإعدامات ارتفعت بعد الانتخابات الرئاسية بنسبة 100% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.

وأثناء الاحتجاجات في العام الماضي، خرج رئيسي في خطاب تلفزيوني إلى الشعب الإيراني، وقال «موقف الحكومة أنها ستلغى الدعم النقدي وسيتسلم الناس أموال هذه السلع في حسابات مصرفية خاصة بهم».

وتتواصل الاحتجاجات النقابية للمعلمين والمتقاعدين والكوادر الطبية فضلا عن الشرائح الأخرى ضد حكومة رئيسي، بسبب سوء أوضاعهم المعيشية، وعادة ما ترد السلطات بالقمع والاعتقال على تلك الاحتجاجات.

وبعد تلك الاحتجاجات اعترف رئيس السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني إيجي، بأن الفساد في بلاده لا يقتصر على الاقتصاد فقط، عادا في الوقت نفسه أن الآفة ستؤدي إلى خلق اضطرابات سياسية وتدمير ثقة الشعب بالحكومة.

تزايد الغضب

ووفق شبكة حقوق الإنسان الإيرانية، استخدمت قوات الأمن العنف المفرط ضد المحتجين في مناطق مختلفة من خوزستان، مما أوقع 8 قتلى من المحتجين وضابط شرطة، وأصيب 14 آخرون.

في عام من حكم رئيسي، تزايد الغضب ضد حكومته والنظام برمته بسبب إجراءات اتخذتها السلطات، من بينها إضعاف شبكة الإنترنت، وكذلك فرض الحجاب بالقوة على النساء، والتهديد بالاعتقال والسجن والغرامة للمخالفات منهن.

وبدأت إيران أخيرا بتطبيق قانون «الأمن الأخلاقي»، وهي خطة وضعتها حكومة رئيسي لمراقبة مدى التزام الفتيات بالحجاب الذي تفرضه السلطات الإيرانية منذ عام 1979، كما سمحت الحكومة الإيرانية بتشكيل فرق تفتيش تقوم بجولة على دوائر الدولة بأمر من وزارة الداخلية، بهدف السيطرة على حجاب الموظفات الإلزامي، وتظهر نتائج أحدث استطلاع أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية الرئاسية، أن نحو 80% من الإيرانيين يعارضون ذلك.

اضطهاد الأقليات

وتتعرض الأقليات، خاصة الطائفة البهائية، في إيران إلى ضغوط واعتقالات من قبل السلطات الأمنية بذرائع مختلفة، منها الانحراف العقائدي والتجسس لصالح إسرائيل. وأعلنت السلطات الأمنية ضبط شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل يديرها أعضاء في الفرقة البهائية، دون تقديم المزيد من المعلومات.

وباليوم نفسه أفاد موقع إذاعة «فردا» الإيراني المعارض، باندلاع موجة جديدة من الاعتقالات للبهائيين في إيران، موضحا أن أجهزة الأمن داهمت منازل العشرات من المواطنين البهائيين في مناطق متفرقة، واعتقلت عددا منهم. وتقول الطائفة إن عدد أتباعها يضاهي 7 ملايين في العالم، في حين تتبع تعاليم حسين علي النوري المعروف باسم بهاء الله، المولود بإيران في 1817 وتعده نبيا.

ويعيش نحو 300 ألف من أتباع الطائفة البهائية في مدن إيرانية، ولا يعترف النظام بهذه الأقلية، وقد أطلق مسؤولوها مرارا وتكرارا على البهائيين صفة جواسيس وأعداء للنظام.

ضربة أمنية

وعلى مدار عام كامل، واجهت حكومة رئيسي تحديات أمنية كبيرة، من بينها كثرة الاغتيالات وعمليات الوفاة المشبوهة التي طالت قادة عسكريين وعلماء في مجالات نووية وعسكرية.

وكانت أكثر ضربة أمنية تعرض لها الحرس الثوري، في 22 مايو الماضي، اغتيال القائد في قوات فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري، حسن صياد خدائي، في هجوم مسلح قرب منزله بطهران.

والعقيد خدائي هو قائد وحدة سرية داخل الحرس الثوري الذي حمّل على لسان قائده اللواء حسين سلامي، إسرائيل المسؤولية، فيما قالت الأخيرة إن خدائي مسؤول عن تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد الإسرائيليين.

ولم تقف الخروقات الأمنية عند هذا الحد، فبعد يومين وردت أنباء مقتل العقيد علي إسماعيل زاده، أحد أفراد فيلق القدس، جراء سقوطه من شرفة منزله في كرج غرب طهران، ثم أعقبته وفاة أيوب انتصاري، عالم صناعة الطيران، بشكل غامض ومشبوه، ولاحقا أفادت وسائل إعلام إيرانية بوفاة كامران ملا بور، العالم الشاب الذي كان يعمل في موقع نطنز النووي بمحافظة أصفهان وسط إيران.

عزل القيادات

وبعد الضربات الأمنية بدأت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، عزل عدد من قياداتها، بينهم رئيس جهاز الاستخبارات رجل الدين المتشدد حسين طائب، وذلك على خلفية تقارير شبه رسمية عن تغلغل ونفوذ جهاز الموساد الإسرائيلي داخل الوحدات التابعة للحرس.

كما عين المرشد علي خامنئي اللواء مجيد خادمي بمنصب رئيس وحدة حماية المعلومات التابعة لجهاز الاستخبارات للحرس الثوري الإيراني، بدلا من الجنرال محمد كاظمي.

ثم أعقبه قيام القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، بإقالة مسؤول فيلق «ولي الأمر» العميد إبراهيم جباري وتعيين الجنرال حسن مشروعي بدلا منه.

وفيلق «ولي الأمر» هي قوات عسكرية خاصة تابعة للحرس الثوري معنية بحماية المرشد علي خامنئي.

ماذا حدث في العام الأول لرئيسي؟

زيادة بنسبة 100% في عمليات الإعدام بإيران

إعدام 333 شخصا في 2021، بزيادة قدرها 25% مقارنة بالعام السابق

ارتفعت عمليات الاعتقالات التي تستهدف الناشطين والصحفيين والمخرجين وغيرهم من الأحزاب الإصلاحية

اعتقال نائب وزير الداخلية الأسبق السياسي الإصلاحي البارز مصطفى تاج زاده

تضاعفت الإعدامات الرئاسية 100% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي

اعتقال 3 مخرجين بارزين بينهم جعفر بناهي، وتم الحكم عليه بالسجن 6 سنوات

قمعت السلطات الأمنية في مختلف مدن إيران تظاهرات احتجاج على ارتفاع الأسعار الذي شمل حتى الخبز

اعترفت السلطات بمقتل شخص في محافظة خوزستان برصاص الأمن

قالت المنظمات الحقوقية إن 5 محتجين قتلوا برصاص الأمن، فضلا عن اعتقال المئات

هدد رئيسي بإلغاء الدعم النقدي ردا على الاحتجاجات الشعبية