روسيا تفوز بالمعركة وتكسب الدول النامية
ماركيز: بوتين صديق الأفارقة مهما كانت المكاسب ضئيلة
الاحد / 2 / محرم / 1444 هـ - 22:36 - الاحد 31 يوليو 2022 22:36
أثارت الجولة التي قام بها أخيرا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في أفريقيا، والتي جاءت في إطار جهود موسكو لحشد التأييد في وجه العزلة الدولة المتنامية ضدها، مجددا حالة من القلق الواسع في الغرب.
وترى الكاتبة الأمريكية كلارا ماركيز أن جولة لافروف أثارت تساؤلات في الغرب، مثل: هل تحقق موسكو مكاسب في العالم النامي؟ لماذا لا ترى الدول الأفريقية أن روسيا تشن غزوا على أوكرانيا؟ وعلى الجانب الآخر، أدت الزيارة إلى تأجيج دعاية فضفاضة، وهو أمر كان متوقعا. ونقلت الكاتبة عن مقدم برامج تلفزيونية قوله «روسيا تفوز بالمعركة للفوز بأفريقيا... تحولت الجولة إلى مسيرة انتصار».
وتقول ماركيز في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، إنه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، لم يكن هناك شك في أن روسيا قد عثرت، في الجنوب، على شركاء أكثر ودا، أو هم يظهرون وكأنهم أكثر حيادية، بأكثر مما يريد الغرب.
وكانت كينيا تحدثت بحماس شديد في مجلس الأمن الدولي عن النزعة الوحدوية لروسيا (السعي لضم الأراضي التي كانت في الماضي جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق)، ولكن لدى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) على قرار يدين غزو موسكو لأوكرانيا، امتنعت 35 دولة عن التصويت، نصفها تقريبا من أفريقيا، وبينها جنوب أفريقيا والسنغال، ولم تشارك دول أخرى، مثل المغرب وإثيوبيا، في التصويت من الأساس.
وترى ماركيز أن العلاقات المناوئة للاستعمار والتي تعود للعهد السوفيتي، تصب في صالح روسيا في هذا الإطار، بالإضافة إلى حالة متفشية على نطاق واسع من عدم الثقة في الغرب، تغذيها حملات التضليل الواسعة التي تنفذها روسيا والتي تضع الحرب في إطار «العالم الغني ضد الباقين». وهناك أمر آخر لا يقل أهمية، ويتمثل في العلاقات الدفاعية والأمنية، حيث تقوم روسيا بتعويض ما تفتقر إليه من قدرات استثمارية، من خلال مبيعات الأسلحة، والمتعاقدين العسكريين من القطاع الخاص. كما أن روسيا مصدر رئيسي للحبوب والأسمدة المعرضة للخطر وتحتاج ذلك بقوة.
وتضيف ماركيز أن الدول التي زارها لافروف خلال جولته: مصر وأوغندا وجمهورية الكونغو، وإثيوبيا، تكشف الكثير عن الحدود القصوى لمساعي الكرملين، فالوسائل المقيدة التي تملكها روسيا (ومزيج الأنظمة السياسية في أفريقيا) تجبر موسكو على تبني نهج انتقائي، ولا توجد وعود براقة بتقديم دعم مادي، من دولة هي نفسها تكافح من أجل توسيع اقتصادها الذي يواجه عقوبات.
وقد أدرك عدد قليل للغاية من الدول الأفريقية فائدة التخلي عن الحياد، ولا يتعلق هذا بتقاليد عدم الانحياز وقوة روسيا التاريخية، بقدر ما يتعلق بفك الارتباط مع الغرب.
والأمر لا يتعلق بغياب أوروبا وأمريكا، فقد أكمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتوه جولة شملت الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، ولكن ثبت سهولة تشتيت انتباههما عبر مطالب أخرى. ويميل الاتحاد الأوروبي وأمريكا إلى تصوير أفريقيا على أنها ساحة لمعركة جيوسياسية، ولا تتوافق أولوياتهما في مجال الاستثمار دائما مع تلك الخاصة بدول القارة.
وبعد تقهقر دبلوماسي خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، لا تزال السفارات الأمريكية تعاني من نقص الموظفين، بالإضافة لتحديد نهاية 2022 موعدا لعقد قمة أمريكية-أفريقية ثانية، بعد انعقاد الأولى في عام 2014، ناهيك عن الخطأ الفادح المتمثل في محاولة تصوير أزمة أوكرانيا على أنها تتعلق بالقيم، لقارة تمتلك براهين كثيرة على ما يتسم به الغرب من نفاق.
وترى الكاتبة الأمريكية كلارا ماركيز أن جولة لافروف أثارت تساؤلات في الغرب، مثل: هل تحقق موسكو مكاسب في العالم النامي؟ لماذا لا ترى الدول الأفريقية أن روسيا تشن غزوا على أوكرانيا؟ وعلى الجانب الآخر، أدت الزيارة إلى تأجيج دعاية فضفاضة، وهو أمر كان متوقعا. ونقلت الكاتبة عن مقدم برامج تلفزيونية قوله «روسيا تفوز بالمعركة للفوز بأفريقيا... تحولت الجولة إلى مسيرة انتصار».
وتقول ماركيز في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، إنه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، لم يكن هناك شك في أن روسيا قد عثرت، في الجنوب، على شركاء أكثر ودا، أو هم يظهرون وكأنهم أكثر حيادية، بأكثر مما يريد الغرب.
وكانت كينيا تحدثت بحماس شديد في مجلس الأمن الدولي عن النزعة الوحدوية لروسيا (السعي لضم الأراضي التي كانت في الماضي جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق)، ولكن لدى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة (193 دولة) على قرار يدين غزو موسكو لأوكرانيا، امتنعت 35 دولة عن التصويت، نصفها تقريبا من أفريقيا، وبينها جنوب أفريقيا والسنغال، ولم تشارك دول أخرى، مثل المغرب وإثيوبيا، في التصويت من الأساس.
وترى ماركيز أن العلاقات المناوئة للاستعمار والتي تعود للعهد السوفيتي، تصب في صالح روسيا في هذا الإطار، بالإضافة إلى حالة متفشية على نطاق واسع من عدم الثقة في الغرب، تغذيها حملات التضليل الواسعة التي تنفذها روسيا والتي تضع الحرب في إطار «العالم الغني ضد الباقين». وهناك أمر آخر لا يقل أهمية، ويتمثل في العلاقات الدفاعية والأمنية، حيث تقوم روسيا بتعويض ما تفتقر إليه من قدرات استثمارية، من خلال مبيعات الأسلحة، والمتعاقدين العسكريين من القطاع الخاص. كما أن روسيا مصدر رئيسي للحبوب والأسمدة المعرضة للخطر وتحتاج ذلك بقوة.
وتضيف ماركيز أن الدول التي زارها لافروف خلال جولته: مصر وأوغندا وجمهورية الكونغو، وإثيوبيا، تكشف الكثير عن الحدود القصوى لمساعي الكرملين، فالوسائل المقيدة التي تملكها روسيا (ومزيج الأنظمة السياسية في أفريقيا) تجبر موسكو على تبني نهج انتقائي، ولا توجد وعود براقة بتقديم دعم مادي، من دولة هي نفسها تكافح من أجل توسيع اقتصادها الذي يواجه عقوبات.
وقد أدرك عدد قليل للغاية من الدول الأفريقية فائدة التخلي عن الحياد، ولا يتعلق هذا بتقاليد عدم الانحياز وقوة روسيا التاريخية، بقدر ما يتعلق بفك الارتباط مع الغرب.
والأمر لا يتعلق بغياب أوروبا وأمريكا، فقد أكمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتوه جولة شملت الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، ولكن ثبت سهولة تشتيت انتباههما عبر مطالب أخرى. ويميل الاتحاد الأوروبي وأمريكا إلى تصوير أفريقيا على أنها ساحة لمعركة جيوسياسية، ولا تتوافق أولوياتهما في مجال الاستثمار دائما مع تلك الخاصة بدول القارة.
وبعد تقهقر دبلوماسي خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، لا تزال السفارات الأمريكية تعاني من نقص الموظفين، بالإضافة لتحديد نهاية 2022 موعدا لعقد قمة أمريكية-أفريقية ثانية، بعد انعقاد الأولى في عام 2014، ناهيك عن الخطأ الفادح المتمثل في محاولة تصوير أزمة أوكرانيا على أنها تتعلق بالقيم، لقارة تمتلك براهين كثيرة على ما يتسم به الغرب من نفاق.