العالم

18 محافظة تنتفض.. وخامنئي يعترف بالهزيمة

المرشد كال اتهاماته لـ«الخونة» واتهم مؤسسات الدولة بالانهيار المتقاعدون يحملون «جنازة المائدة» تعبيرا عن تدمير حياة الناس وسائل إعلام محلية تؤكد تعاون الحرس الثوري مع عناصر خارجية رجوي: نداء المتقاعدين انعكاس صوت شعب يريد إنهاء ولاية الفقيه اتساع رقعة السخط الشعبي بعد انتشار عدوى الجوع والفقر

علي خامنئي
فيما اعترف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ضمنيا بالهزيمة، وكال اتهاماته في الخطاب الأخير لمن سمامهم «الخونة في مؤسسات الدولة»، انتفض متقاعدو الضمان الاجتماعي أمس الأول في 18 محافظة، ضد نهب نظام الملالي لحقوقهم وتجاهل مطالبهم المشروعة بزيادة المعاشات، ورفعوا شعارات الموت لرئيسي، والموت لهذه الحكومة الخادعة.

وأكدوا أن الحكومة تكذب عليهم وأن عدوهم في الداخل وليس الخارج، مؤكدين ارتفاع التضخم بشكل كبير وتضاعف أسعار العديد من السلع الأساسية، فيما ارتفعت المعاشات بنسبة 10% فقط.

واندلعت الاحتجاجات في طهران أمام وزارة العمل وفي مدن مختلفة منها كرج، وتبريز، وأردبيل، وأورمية، وزنجان، ورشت، ومشهد، وبجنورد، وأصفهان، وشيراز، وقزوين، وأراك، وكرمانشاه، وبندر عباس، وكرمان، والأهواز، ودزفول، وعبادان، وشوش، وشوشتر، وماهشهر، وخرم أباد، أمام مكاتب الضمان الاجتماعي.

جنازة المائدة

وحمل المتقاعدون في شيراز مائدة كبيرة على شكل جنازة كعلامة على تدمير حياة الناس قائلين «لا إله إلا الله»، وصد الشعب القوات القمعية التي أرادت منعهم من المسيرة في تبريز، فيما انضم عمال البلدية إلى المتقاعدين وساروا معهم أمام مكتب حاكم شوش.

وهتف المتقاعدون الغاضبون «الموت لرئيسي، يا عديم الشرف ما هي حصيلة وعودك، يا كذاب يا حامل شهادة ابتدائية ما هي نتيجة وعودك، يا رئيسي اخجل واترك السلطة، عدونا هنا ويكذبون أنه أمريكا، الموت لهذه الحكومة الخادعة للمواطنين، موائدنا خالية وكفى وعدا، الحكومة تخون والبرلمان يساندها، هيهات منا الذلة، عار علينا وزيرنا الوغد، المتقاعد يموت ولا يقبل الذل، في الشارع فقط نحصل على حقوقنا، اتحدوا أيها المتقاعدون والعمال، تضخم 100% وكم هي حقوقنا، لا نسكت حتى نحصل على حقوقنا، لا نقبل حياة مقهورة، سمعنا الكثير من الأكاذيب، لم نر العدالة، الغلاء هو محنة حياة الناس».

صوت الشعب

ووجهت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، تحياتها للمتقاعدين الذين نهضوا بلا كلل من أجل حقوقهم، وقالت إن شعار الموت لرئيسي والذي رفعه المتقاعدون الشرفاء الأحرار وانتشر في عموم إيران اليوم هو انعكاس لصوت الشعب الإيراني الذي يريد إنهاء نظام ولاية الفقيه الشرير.

وجاءت الاحتجاجات في الداخل، بالتزامن مع احتجاجات متواصلة في العاصمة النمساوية فيينا بالتواكب مع اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واحتج الإيرانيون على انعدام الشفافية والتستر على نظام الملالي في أنشطته النووية، وطالبوا المجتمع الدولي التعامل بحزم تجاه الأنشطة النووية للنظام الإيراني، بعدما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن «مخزون إيران من اليورانيوم المخصب تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي لعام 2015».

كما أدانت فشل إيران في تقديم «رد مرض» على وجود مواد نووية في ثلاثة مواقع لم يكشف عنها.

فساد وبطالة

في المقابل، أشار الكاتب عبدالجليل السعيد بموقع (العين الإخباري) الإماراتي إلى أن المرشد علي خامنئي اعترف بالهزيمة في خطابه الأخير، بعد أن تناول للمرة الأولى وبطريقة غير معهودة عنه، مسائل داخلية دأبت الحكومة الإيرانية على مدار سنوات على انتهاج سياسة الابتعاد عن ذكرها وتجاوزها.

وقال «المعطيات المستجدة على الأرض في إيران عادت إلى واجهة الأحداث، بعد اتساع رقعة السخط الشعبي، نتيجة الفساد والبطالة والغلاء، الذي تسبب في ازدياد الفقر في صفوف الإيرانيين، بغض النظر عن التوجهات السياسية لنظامهم الحاكم».

ووجه خامنئي سهام اتهاماته نحو من سماهم بـ»الخونة داخل مؤسسات الدولة الإيرانية» على وقع الاغتيالات الكثيرة التي وقعت لعناصر من الحرس الثوري، الذي يضم في صفوفه آلاف المنتسبين ممن وصلت إليهم عدوى الجوع والفقر، والذين اعترفت وسائل إعلام محلية في إيران بـ»تعاونهم» مع من سماهم إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني، بـ»قوى الاستكبار العالمي».

عقبات جديدة

ولفت إلى أن إيران أمضت سنوات طويلة من التدخل في شؤون دول المنطقة، مثل لبنان واليمن، وهي نفسها إيران التي ينادي المحتجون في شوارعها بضرورة ترك هذه الدول وشأنها، وعدم صرف أموال الخزينة الإيرانية على الميليشيات المسلحة.

وأوضح أن آمال الحكومة الإيرانية بإبرام اتفاق نووي سريع وناجز مع الغرب بدأت تتضاءل بعد تمسك الرئيس الأمريكي جو بايدن وأركان إدارته ببقاء الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، وجاء طرح المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، روبرت مالي، بدائل أخرى على المفاوضين الإيرانيين، كـ»عقبة جديدة لا يمكن تجاوزها»، بحسب كبير مفاوضي إيران «باقري».

وقال إن الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول مجلس التعاون، الذي انعقد في الرياض، شدد على أهمية إشراك دول الخليج العربية في مفاوضات فيينا، بغية خلق مناخ جديد من السلام والاستقرار يقوم على أسس متينة من احترام طهران لمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول أو السعي لإنتاج سلاح نووي.

طبول الحرب

واستدرك «كل ذلك لتبقى الكرة في ملعب النظام الإيراني، إن أراد تغليب مصلحة شعبه، على مصالح شخصية وفردية لحكامه، الذين يؤمنون بالتوسع وامتداد النفوذ غير المقبول إقليميا، من خلال تغول الميليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة والقانون، والمعطلة للحياة السياسية في بلدان عربية».

وأضاف «العقوبات الغربية، التي أثقلت كاهل النظام الإيراني، لن تزول أبدا في ظل قرع إيران لطبول حرب هنا وحرب هناك، والدولار الأمريكي، الذي وصفه كاتب إيراني بأنه «من أكبر جنرالات أمريكا ويقوم بما تعجز عنه الأساطيل»، هو ما تحتاج إليه إيران، كي تبيع نفطها الذي يصادر في عرض البحر».

جوع الإيرانيين

وشدد السعيد على أن «جوع الإيرانيين لن يسده استثمار نظامه في الصواريخ التي تهدد أمن المنطقة، أو في مسيرات تهدد أمن بعثات دبلوماسية أو مقرات سيادية حكومية. فيما تصمت وسائل إعلام -عربية وغربية - عن احتجاجات الشعب الإيراني ضد فساد نظامه الذي أنفق ثرواته لتدمير 4 بلدان عربية، لكن يتم الاهتمام بأخبار عن خامنئي وهو يقول الأعداء يريدون تأليب الشعب ضد النظام».

وتابع «الاحتجاجات في إيران هي الاحتجاجات. لا مؤامرة وراءها. لا شيء إلا شعب علا صوته ليقول إنه يعاني.. أما أي تناول إعلامي آخر فهو معادلة إعلامية غريبة تقدم خليطا من تغييب الوعي والانحياز لرواية يتم توظيفها سياسيا لخدمة نظام لا يراعي مصالح شعبه».