العالم

لاجئو سوريا ورقة ملتهبة في انتخابات تركيا

84 % من أنصار حزب إردوغان يطالبون بالتخلص منهم وإعادتهم لوطنهم

أسرة سورية في مخيم للاجئين بتركيا (مكة)
تحول اللاجئون السوريون إلى ورقة ملتهبة في الانتخابات التركية التي تجري في العام المقبل، ويسعى الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الاستعانة بها لتقوية موقفه الذي تراجع في الفترة الماضية.

وتؤكد «أندبندنت عربية» أن جزءا كبيرا من المجتمع التركي يرى إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدانهم. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت من طرف كل من الحزب الحاكم والمعارضة، إلى أن 80 % من الشعب التركي يطالبون بإرسال اللاجئين إلى أوطانهم.

وحتى وقت قريب، كان موقف الرئيس إردوغان بشأن إيواء اللاجئين ومواصلة «احتضانهم» واضحا. ففي حفل «جوائز الخير الدولية» الذي أقيم في 15 مارس، قال عن اللاجئين السوريين، «يقول قادة المعارضة الرئيسة في هذا البلد الجميل: سنرسل اللاجئين إلى بلادهم عندما نفوز في الانتخابات، أما نحن فلن نرسلهم لأننا نعرف جيدا من هم الأنصار ومن هو المهاجر سنواصل الاستضافة».

واستخدمت وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة إردوغان هذا الخطاب حتى الأسبوع الماضي. لكن الجميع فوجئ، بعد أن أشار استطلاع رأي إلى أن 84 % من مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم يطالبون بإعادة السوريين إلى بلدانهم. وبالفعل كان هذا تطورا غير متوقع من قبل مسؤولي الحزب، مما جعل إردوغان يصرح الأسبوع الماضي في برنامج الإفطار مع السفراء في ما يتعلق بعودة اللاجئين، «نبذل قصارى جهدنا من أجل ضمان العودة الطوعية والكريمة لأشقائنا وأخواتنا السوريين».

ووفقا لتقرير «أندبندنت عربية، كانت الحكومة في الأيام الماضية، تنتقد بشدة أحزاب المعارضة لا سيما رئيس حزب الشعب الجمهوري، بسبب موقفهم السلبي تجاه اللاجئين، ولكن هذه التطورات الأخيرة أجبرتها على أن ترجع إلى الخط نفسه مع معارضيه، لكنها تراجعت فيما يتعلق باللاجئين السوريين إلى خط «الإعادة دون إيذاء» الذي كان يقول به حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الخير.

وسيكون لهذا التراجع تأثير في حزب المستقبل والدواء والسعادة التي كانت تأمل أن تستقطب الأصوات الهاربة من الحزب الحاكم. وكان رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو يقول، «إن القول بإعادة اللاجئين دون تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم قد يبدو خطابا لكنه ليس واقعيا».

وفي مقدمة السياسيين المناهضين لإيواء اللاجئين في تركيا أوميت أوزداغ زعيم حزب النصر المؤسس حديثا، حيث نجح هذا الرجل في إشعال فتيل الوقوف ضد اللاجئين والوصول بالأمر إلى حد العنصرية. وأصبح يردد بأن عدد اللاجئين السوريين في بعض المحافظات والمقاطعات أعلى من المواطنين الأتراك، ما حرض معظم أبناء المجتمع التركي ضد السوريين.