هل يستخدم بوتين القنبلة النووية؟
المؤرخ البريطاني هاستينجس: العالم يعيش أخطر فصول الحرب الباردة
الاثنين / 25 / شعبان / 1443 هـ - 21:18 - الاثنين 28 مارس 2022 21:18
قبل خمس سنوات كان طرح أسئلة مثل: هل يمكن أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القنبلة النووية؟
وهل يمكن استخدام سلاح نووي في أوكرانيا، كان ذلك أمرا من قبيل الخيال، ولكن هذه الأسئلة أصبحت مطروحة ومحل نقاش اليوم بعد مرور نحو شهر على بدء الحرب التي يشنها الرئيس الروسي ضد أوكرانيا.
وطوال أغلب سنوات الحرب الباردة التي انتهت في مطلع تسعينيات القرن العشرين، كان سيناريو الحرب النووية هو الكابوس الذي يؤرق رجال الدولة والشعوب في العالم، ولكن خلال العقود الثلاثة الماضية بدا كما لو لم يعد للأسلحة النووية وجود.
وفي عام 1985 أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق بيانا مشتركا يقول «إنه لا يمكن لطرف الانتصار في أي حرب نووية ولا يجب أن تنشب من الأساس»، وهو ما بدا وكأنه بداية طريق نحو عالم أقل رعبا، بحسب المؤرخ العسكري والمحلل الاستراتيجي البريطاني ماكس هاستينجس.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء قال هاستينجس «إن البشرية يمكن أن تضحك بشدة من نفسها عندما ترى إلى أي مدى قلب الرئيس بوتين كل توقعات علماء المستقبليات، والذين ظلوا حتى شهر واحد يقولون «إن ما يدعو للقلق هو الإرهاب والتغير المناخي والصراع في الشرق الأوسط واضطراب إمدادات الطاقة والهجرة الجماعية».
ويضيف «إن الغزو الروسي لأوكرانيا دفعه إلى التخلص من مجموعة الأعمال التاريخية عن الحرب الباردة لديه، حيث إن أغلب المؤلفين قالوا أو أشاروا في هذه المؤلفات إلى أن خطر الحرب النووي تلاشى في عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
في عام 2017 كتب أود أرني ويستاد المؤرخ البارز في جامعة هارفارد الأمريكية يقول «إننا نعيش
الآن في عالم مختلف عن عالم الاتحاد السوفيتي، حيث من غير المحتمل أن يغامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو نظيره الصيني شي جين بينج بالدخول في مواجهة مع العالم أو تعريض بلديهما للعزلة الدولية، بالفعل فهما سيحاولان عرقلة المصالح الامريكية وفرض الهيمنة الإقليمية أو حتى الدخول في حروب محلية محدودة لكننا لن نعود أبدا إلى حرب باردة نظامية على غرار الحرب الباردة في القرن العشرين، لكن الحرب الأوكرانية أثبتت خطأ هذا التصور لآن الرئيس بوتين عاد إلى استخدام أساليب أسلافه من قادة الاتحاد السوفيتي السابق والتهديد بالسلاح النووي».
وقبيل بدء غزو أوكرانيا حذر بوتين التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة من «عواقب لم ترونها في تاريخكم» إذا قرر التدخل في حربه ضد أوكرانيا. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 لم يستخدم أي زعيم غربي مثل هذا التهديد لكن بوتين فعل ذلك، وبالطبع فإن هدف بوتين هو ردع حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن التدخل في الحرب، وقد نجح إلى حد كبير. فلو لم يكن لدى روسيا ترسانة نووية، فربما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد أرسلت قواتها إلى أوكرانيا مباشرة كما حدث أثناء الحرب الكورية عام 1950. وربما لم يكن بوتين ليجرؤ على القيام بعملية الغزو من الأساس لو لم يكن لديه هذا الغطاء النووي.
ويقول هاستينجس «إن الرسالة مفهومة تماما بالنسبة للأنظمة السلطوية التي ترغب في البقاء بأي ثمن مثل كوريا الشمالية أو التي تسعى إلى التمدد إقليميا مثل إيران، وبالنسبة لروسيا فالأمر أشد تعقيدا واختلافا». كما أن بعض الناس بات يرى أن أوكرانيا أخطأت عندما وافقت على التخلي عن ترسانتها النووية التي ورثتها من الاتحاد السوفيتي بموجب اتفاقية عدم اعتداء عام 1994 واتضح أنها بلا قيمة.
في روسيا اليوم، وجه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تهديدا خطيرا عندما تحدث عن أن إجراء تجارب الصواريخ الاستراتيجية يتم بتوجيه رئيس الدولة «أنتم تعرفون الحقيقة السوداء الشهيرة والزر الأحمر فيها» في إشارة إلى حقيبة الشفرة النووية التي يحملها الرئيس الروسي ويتحكم من خلالها في إطلاق الصواريخ النووية.
وفي الأسبوع الماضي قال بيسكوف «إن بلاده لن تستخدم الأسلحة النووية إلا إذا كان وجودها مهددا، وكان هذا التهديد إجابة على سؤال من مذيعة كريستين أمانبور على شبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأمريكية عما إذا كان مقتنعا أو واثقا بأن بوتين لن يستخدم الخيار النووي في أوكرانيا».
وهل يمكن استخدام سلاح نووي في أوكرانيا، كان ذلك أمرا من قبيل الخيال، ولكن هذه الأسئلة أصبحت مطروحة ومحل نقاش اليوم بعد مرور نحو شهر على بدء الحرب التي يشنها الرئيس الروسي ضد أوكرانيا.
وطوال أغلب سنوات الحرب الباردة التي انتهت في مطلع تسعينيات القرن العشرين، كان سيناريو الحرب النووية هو الكابوس الذي يؤرق رجال الدولة والشعوب في العالم، ولكن خلال العقود الثلاثة الماضية بدا كما لو لم يعد للأسلحة النووية وجود.
وفي عام 1985 أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق بيانا مشتركا يقول «إنه لا يمكن لطرف الانتصار في أي حرب نووية ولا يجب أن تنشب من الأساس»، وهو ما بدا وكأنه بداية طريق نحو عالم أقل رعبا، بحسب المؤرخ العسكري والمحلل الاستراتيجي البريطاني ماكس هاستينجس.
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء قال هاستينجس «إن البشرية يمكن أن تضحك بشدة من نفسها عندما ترى إلى أي مدى قلب الرئيس بوتين كل توقعات علماء المستقبليات، والذين ظلوا حتى شهر واحد يقولون «إن ما يدعو للقلق هو الإرهاب والتغير المناخي والصراع في الشرق الأوسط واضطراب إمدادات الطاقة والهجرة الجماعية».
ويضيف «إن الغزو الروسي لأوكرانيا دفعه إلى التخلص من مجموعة الأعمال التاريخية عن الحرب الباردة لديه، حيث إن أغلب المؤلفين قالوا أو أشاروا في هذه المؤلفات إلى أن خطر الحرب النووي تلاشى في عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
في عام 2017 كتب أود أرني ويستاد المؤرخ البارز في جامعة هارفارد الأمريكية يقول «إننا نعيش
الآن في عالم مختلف عن عالم الاتحاد السوفيتي، حيث من غير المحتمل أن يغامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو نظيره الصيني شي جين بينج بالدخول في مواجهة مع العالم أو تعريض بلديهما للعزلة الدولية، بالفعل فهما سيحاولان عرقلة المصالح الامريكية وفرض الهيمنة الإقليمية أو حتى الدخول في حروب محلية محدودة لكننا لن نعود أبدا إلى حرب باردة نظامية على غرار الحرب الباردة في القرن العشرين، لكن الحرب الأوكرانية أثبتت خطأ هذا التصور لآن الرئيس بوتين عاد إلى استخدام أساليب أسلافه من قادة الاتحاد السوفيتي السابق والتهديد بالسلاح النووي».
وقبيل بدء غزو أوكرانيا حذر بوتين التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة من «عواقب لم ترونها في تاريخكم» إذا قرر التدخل في حربه ضد أوكرانيا. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 لم يستخدم أي زعيم غربي مثل هذا التهديد لكن بوتين فعل ذلك، وبالطبع فإن هدف بوتين هو ردع حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن التدخل في الحرب، وقد نجح إلى حد كبير. فلو لم يكن لدى روسيا ترسانة نووية، فربما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد أرسلت قواتها إلى أوكرانيا مباشرة كما حدث أثناء الحرب الكورية عام 1950. وربما لم يكن بوتين ليجرؤ على القيام بعملية الغزو من الأساس لو لم يكن لديه هذا الغطاء النووي.
ويقول هاستينجس «إن الرسالة مفهومة تماما بالنسبة للأنظمة السلطوية التي ترغب في البقاء بأي ثمن مثل كوريا الشمالية أو التي تسعى إلى التمدد إقليميا مثل إيران، وبالنسبة لروسيا فالأمر أشد تعقيدا واختلافا». كما أن بعض الناس بات يرى أن أوكرانيا أخطأت عندما وافقت على التخلي عن ترسانتها النووية التي ورثتها من الاتحاد السوفيتي بموجب اتفاقية عدم اعتداء عام 1994 واتضح أنها بلا قيمة.
في روسيا اليوم، وجه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تهديدا خطيرا عندما تحدث عن أن إجراء تجارب الصواريخ الاستراتيجية يتم بتوجيه رئيس الدولة «أنتم تعرفون الحقيقة السوداء الشهيرة والزر الأحمر فيها» في إشارة إلى حقيبة الشفرة النووية التي يحملها الرئيس الروسي ويتحكم من خلالها في إطلاق الصواريخ النووية.
وفي الأسبوع الماضي قال بيسكوف «إن بلاده لن تستخدم الأسلحة النووية إلا إذا كان وجودها مهددا، وكان هذا التهديد إجابة على سؤال من مذيعة كريستين أمانبور على شبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأمريكية عما إذا كان مقتنعا أو واثقا بأن بوتين لن يستخدم الخيار النووي في أوكرانيا».