معرفة

الإبادة الجماعية عدلت تركيب الحمض النووي لدى نساء رواندا

أظهر فريق من الباحثين أسباب مشكلات الصحة النفسية التي يعاني منها بعض أبناء الشعب الرواندي جراء حملات الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عرقية التوتسي عام 1994.

وعكف الفريق على تحليل خريطة «الجينوم» أي المادة الوراثية الكاملة لنساء من عرقية التوتسي ممن كن حوامل وعشن في رواندا خلال فترة الإبادة الجماعية وكذلك الأطفال الذين أنجبوهم، وقارنوا الحمض النووي الخاص بهذه الشريحة مع الحمض النووي الخاص بنساء أخريات من التوتسي وأطفالهن، ممن كانوا يعيشون في أجزاء أخرى من العالم وقت حدوث عمليات التطهير العرقي.

وتوصل الفريق إلى أن أهوال الإبادة الجماعية ارتبطت بحدوث تغيرات كيميائية في الحمض النووي لدى النساء اللاتي عايشن

تلك الفترة العصيبة وأطفالهن، وأضافوا «إن كثيرا من هذه التغييرات وقعت في جينات ترفع من احتمالات الإصابة بالأمراض العصبية مثل اضطرابات ما بعد الصدمة أو الاكتئاب». كما تشير هذه النتائج إلى أنه على خلاف الطفرات الجينية التقليدية، فإن التغييرات الجينية الناجمة عن التخلق لأسباب كيميائية تتسبب في ردود فعل سريعة وتنتقل عبر الأجيال.

وقالت الباحثة مونيكا أودين «إن التخلق يشير إلى تغييرات كيميائية مستقرة تطرأ على الحمض النووي، وتساعد في التحكم في وظائف الجين، وهذه التغيرات يمكن أن تحدث في نطاق زمني ضيق»، وأضافت «إن هذه الدراسة أظهرت أن التعرض لأهوال الإبادة الجماعية في مرحلة ما قبل الانجاب يرتبط بحدوث نسق من التخلق يؤثر على الوظائف الجينية للمواليد».