أزمة المياه تهدد نظام الملالي
حكومة رئيسي ردت على المتظاهرين السلميين بالهراوات والرصاص
الأربعاء / 25 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 20:15 - الأربعاء 29 ديسمبر 2021 20:15
هل يمكن لأزمة المياه أن تسقط نظام الملالي الإيراني؟
سؤال طرحته الكاتبة في صحيفة «كيهان» الإيرانية الصادرة في لندن روشاناك أستراكي، في مقالها الذي ترجمه إلى الإنجليزية موقع وورلد كرانش، على خلفية قمع التظاهرات الأخيرة التي شجبت سياسات النظام المائية في مدينة أصفهان.
قالت «إن الاحتجاجات جاءت سياسية في جوهرها وناتجة عن أربعة عقود من انعدام الكفاءة بشكل إجرامي. لكن المزارعين والسكان كانوا يطالبون خاصة بحقهم في الحصول على المياه وفي حماية البيئة الطبيعية التي ولدوا وسطها».
ولفتت إلى أن الاضطرابات الأخيرة، كانت جزءا من موجة تظاهرات جديدة ضد نخبة حاكمة مكروهة، إذ استلمت الحكومة الحالية برئاسة إبراهيم رئيسي السلطة في أغسطس لكن التظاهرات اجتاحت البلاد منذ 2017.
إجهاد مائي
وأشارت إلى أن إيران هي واحدة من أكثر المناطق الخاضعة للإجهاد المائي حول العالم، وأن المزارعين والمواطنين احتجوا بشكل سلمي وحضاري على جفاف نهر زاينده رود الحيوي، بفعل شح الأمطار وتحويل مياهه إلى مشاريع أخرى. لكن الحكومة الإيرانية لم تستطع تحمل ذلك، وردت على المتظاهرين بالهراوات والرصاص، وكانت النتيجة يوم «جمعة دموي» في أصفهان مع إصابة واحتجاز المئات.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.
ورغم أنه لم تتوفر أرقام دقيقة عن عدد المعتقلين، أشارت تقارير استنادا إلى شهود عيان ومجموعات حقوقية إلى احتجاز أكثر من 250 شخصا، وإلى أن 40 فردا ربما أصيبوا بإصابات في الأعين غير قابلة للشفاء بعد إصابتهم بالرصاص المطاطي في وجوههم.
ضخ ناري
وحسب الكاتبة، كان هدف النظام من استخدام أسلحة الضخ الناري إثارة خوف المتظاهرين، لكن أيضا ترك علامات على وجوههم مع المخاطرة بحرمانهم من بصرهم، ورغم ذلك، بقي رد المتظاهرين حضاريا على شكل حملات على الإنترنت لإظهار عنف الدولة ودعم المتظاهرين والجرحى.
وبدأت الحملة بعدما عصبت والدة بيجمان كوليبور ونويد بهبودي، الشابين اللذين قتلا في تظاهرات نوفمبر 2019، عينيها رمزيا، دعما لشعب أصفهان. وانضم عدد من مخرجي الأفلام والممثلات والأمهات إلى الحملة بشكل جريء، متحدين الانتقام المحتمل.
وذكرت أستراكي أن النظام لا يزال هشا كما كان دوما بسبب الغياب الهيكلي للفاعلية ونقص الدعم الشعبي، والعزلة الدولية.
إثارة السخرية
وقالت الكاتبة «منذ عقدين، وضع النظام مشروع إصلاحات لمد عمر المأدبة الثورية التي تستمتع بها النخبة الكليبتوقراطية. وإن إساءة استخدامه المخزية لشعارات مثل: السيادة الشعبية، وحوار الحضارات، عرضت فكرة الإصلاح في إيران إلى السخرية الشديدة. حتى أن الأجيال الشابة دأبت على استخدام عبارة إصلاحي، باعتبارها رديفا للإهانة ولربطها بالمخادع، تماما مثل السياسيين الذين أطلقوا وعودا للإيرانيين طيلة 20 عاما لكسب أصواتهم بالتوازي مع انزلاق البلاد إلى الخراب».
ومنذ 2017، هتف الإيرانيون «انتهت اللعبة» للإصلاحيين وخصومهم المحافظين، وبرفضهم التصويت في 2021، ترك الشعب الإيراني الإصلاحيين والمحافظين في موقف صعب جدا، إذ فاق عدد الممتنعين عن التصويت أعداد الأصوات التي حصدها الرئيس المنتخب الذي يطلق عليه عادة اسم قاضي الموت.
إصلاحات مضحكة
وطيلة أشهر، كان الناس يسخرون من الإصلاحيين، ويصفونهم بفصيل الـ»3%». وتضيف أستراكي أن ردود فعل الشعب الإيراني كانت معتدلة بالمقارنة مع العبارات التي استخدمها الإصلاحيون والمحافظون ضده مثل المشاغبين و»عملاء الأجانب». ويحب هؤلاء وصف القمع العنيف للمتظاهرين بـ»إخلاء الشوارع»، وإذا واصل الشعب العودة إلى التظاهر فذلك، لأنه يعلم أن الإصلاحات لم تعد تعني شيئا في إيران.
واستخدم النظام الرعب منذ تأسيسه في 1979، لكنه قد لا يكون فعالا كما في السابقا. لقد أصبح الناس جريئين بشكل غير اعتيادي في الآونة الأخيرة، وقد تكون هذه الجرأة الأداة لدفع النظام إلى الهاوية، وربما تكون أيضا إشارة على اليأس، ففي تظاهرات السنوات الماضية، سمع المتظاهرون يهتفون «ليس لدينا شيء نخسره».
قالب حلوى
وفي الآونة الأخيرة، انتشر فيديو على الإنترنت يظهر موظفا في بلدية خرمشهر يقول «إنه لم يستطع شراء أصغر قالب حلوى لابنته في عيد ميلادها، وادعت سلطات البلدية أن المدعو فؤاد ساديبور لم يعمل لديها». لكنه حمل صورا مباشرة لمكان عمله على موقع انستقرام، قائلا «إنه لن يأبه لطرده، رغم أنه لم يحصل على راتبه طيلة أشهر».
وكتبت أستراكي عن تشكل إجماع بين الإيرانيين، على تعذر حماية حقوقهم بغير التظاهرات الوطنية الشاملة والعابرة للقطاعات، وكان التضامن مرئيا حين دعا عمال المصانع المتظاهرون إلى الإفراج عن الأساتذة المحتجزين، أو حين تظاهر المعلمون في شمال محافظة غلستان، بعد أن عصبوا أعينهم تضامنا مع المتظاهرين الذين أصيبوا في أصفهان». ويخاف نظام الملالي من حجم هذا التضامن، وبدا الخوف واضحا من خلال ردود أفعاله.
وأفادت شبكة مجاهدي خلق أمس، أن عدة مدن إيرانية، شهدت احتجاجات حاشدة في 18 محافظة في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على الظروف المعيشية التي لا تطاق والسياسات القمعية لنظام الملالي.
سؤال طرحته الكاتبة في صحيفة «كيهان» الإيرانية الصادرة في لندن روشاناك أستراكي، في مقالها الذي ترجمه إلى الإنجليزية موقع وورلد كرانش، على خلفية قمع التظاهرات الأخيرة التي شجبت سياسات النظام المائية في مدينة أصفهان.
قالت «إن الاحتجاجات جاءت سياسية في جوهرها وناتجة عن أربعة عقود من انعدام الكفاءة بشكل إجرامي. لكن المزارعين والسكان كانوا يطالبون خاصة بحقهم في الحصول على المياه وفي حماية البيئة الطبيعية التي ولدوا وسطها».
ولفتت إلى أن الاضطرابات الأخيرة، كانت جزءا من موجة تظاهرات جديدة ضد نخبة حاكمة مكروهة، إذ استلمت الحكومة الحالية برئاسة إبراهيم رئيسي السلطة في أغسطس لكن التظاهرات اجتاحت البلاد منذ 2017.
إجهاد مائي
وأشارت إلى أن إيران هي واحدة من أكثر المناطق الخاضعة للإجهاد المائي حول العالم، وأن المزارعين والمواطنين احتجوا بشكل سلمي وحضاري على جفاف نهر زاينده رود الحيوي، بفعل شح الأمطار وتحويل مياهه إلى مشاريع أخرى. لكن الحكومة الإيرانية لم تستطع تحمل ذلك، وردت على المتظاهرين بالهراوات والرصاص، وكانت النتيجة يوم «جمعة دموي» في أصفهان مع إصابة واحتجاز المئات.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.
ورغم أنه لم تتوفر أرقام دقيقة عن عدد المعتقلين، أشارت تقارير استنادا إلى شهود عيان ومجموعات حقوقية إلى احتجاز أكثر من 250 شخصا، وإلى أن 40 فردا ربما أصيبوا بإصابات في الأعين غير قابلة للشفاء بعد إصابتهم بالرصاص المطاطي في وجوههم.
ضخ ناري
وحسب الكاتبة، كان هدف النظام من استخدام أسلحة الضخ الناري إثارة خوف المتظاهرين، لكن أيضا ترك علامات على وجوههم مع المخاطرة بحرمانهم من بصرهم، ورغم ذلك، بقي رد المتظاهرين حضاريا على شكل حملات على الإنترنت لإظهار عنف الدولة ودعم المتظاهرين والجرحى.
وبدأت الحملة بعدما عصبت والدة بيجمان كوليبور ونويد بهبودي، الشابين اللذين قتلا في تظاهرات نوفمبر 2019، عينيها رمزيا، دعما لشعب أصفهان. وانضم عدد من مخرجي الأفلام والممثلات والأمهات إلى الحملة بشكل جريء، متحدين الانتقام المحتمل.
وذكرت أستراكي أن النظام لا يزال هشا كما كان دوما بسبب الغياب الهيكلي للفاعلية ونقص الدعم الشعبي، والعزلة الدولية.
إثارة السخرية
وقالت الكاتبة «منذ عقدين، وضع النظام مشروع إصلاحات لمد عمر المأدبة الثورية التي تستمتع بها النخبة الكليبتوقراطية. وإن إساءة استخدامه المخزية لشعارات مثل: السيادة الشعبية، وحوار الحضارات، عرضت فكرة الإصلاح في إيران إلى السخرية الشديدة. حتى أن الأجيال الشابة دأبت على استخدام عبارة إصلاحي، باعتبارها رديفا للإهانة ولربطها بالمخادع، تماما مثل السياسيين الذين أطلقوا وعودا للإيرانيين طيلة 20 عاما لكسب أصواتهم بالتوازي مع انزلاق البلاد إلى الخراب».
ومنذ 2017، هتف الإيرانيون «انتهت اللعبة» للإصلاحيين وخصومهم المحافظين، وبرفضهم التصويت في 2021، ترك الشعب الإيراني الإصلاحيين والمحافظين في موقف صعب جدا، إذ فاق عدد الممتنعين عن التصويت أعداد الأصوات التي حصدها الرئيس المنتخب الذي يطلق عليه عادة اسم قاضي الموت.
إصلاحات مضحكة
وطيلة أشهر، كان الناس يسخرون من الإصلاحيين، ويصفونهم بفصيل الـ»3%». وتضيف أستراكي أن ردود فعل الشعب الإيراني كانت معتدلة بالمقارنة مع العبارات التي استخدمها الإصلاحيون والمحافظون ضده مثل المشاغبين و»عملاء الأجانب». ويحب هؤلاء وصف القمع العنيف للمتظاهرين بـ»إخلاء الشوارع»، وإذا واصل الشعب العودة إلى التظاهر فذلك، لأنه يعلم أن الإصلاحات لم تعد تعني شيئا في إيران.
واستخدم النظام الرعب منذ تأسيسه في 1979، لكنه قد لا يكون فعالا كما في السابقا. لقد أصبح الناس جريئين بشكل غير اعتيادي في الآونة الأخيرة، وقد تكون هذه الجرأة الأداة لدفع النظام إلى الهاوية، وربما تكون أيضا إشارة على اليأس، ففي تظاهرات السنوات الماضية، سمع المتظاهرون يهتفون «ليس لدينا شيء نخسره».
قالب حلوى
وفي الآونة الأخيرة، انتشر فيديو على الإنترنت يظهر موظفا في بلدية خرمشهر يقول «إنه لم يستطع شراء أصغر قالب حلوى لابنته في عيد ميلادها، وادعت سلطات البلدية أن المدعو فؤاد ساديبور لم يعمل لديها». لكنه حمل صورا مباشرة لمكان عمله على موقع انستقرام، قائلا «إنه لن يأبه لطرده، رغم أنه لم يحصل على راتبه طيلة أشهر».
وكتبت أستراكي عن تشكل إجماع بين الإيرانيين، على تعذر حماية حقوقهم بغير التظاهرات الوطنية الشاملة والعابرة للقطاعات، وكان التضامن مرئيا حين دعا عمال المصانع المتظاهرون إلى الإفراج عن الأساتذة المحتجزين، أو حين تظاهر المعلمون في شمال محافظة غلستان، بعد أن عصبوا أعينهم تضامنا مع المتظاهرين الذين أصيبوا في أصفهان». ويخاف نظام الملالي من حجم هذا التضامن، وبدا الخوف واضحا من خلال ردود أفعاله.
وأفادت شبكة مجاهدي خلق أمس، أن عدة مدن إيرانية، شهدت احتجاجات حاشدة في 18 محافظة في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على الظروف المعيشية التي لا تطاق والسياسات القمعية لنظام الملالي.