نكهة العربية.. ملوثة
السبت / 14 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 20:06 - السبت 18 ديسمبر 2021 20:06
تعدّ اللغة العربية ركنا من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم؛ إذ هي لسان ما يزيد على 500 مليون نسمة من سكان المعمورة، وقد وقع الاختيار على اليوم الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام للاحتفاء باللغة العربية تزامنا مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام (1973) بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة بالإضافة إلى اللغات الرسمية المعتمدة في منظمة الأمم المتحدة وهي: الصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية.
واللغة بشكل عام قناة الاتصال ومفتاح العقول بين الأمم، ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول الطرق البرية والبحرية من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
ويشهد عالمنا اليوم تطورا علميا وتكنولوجيا أدى إلى تغيّر في الفكر الثقافي والاجتماعي من خلال الفضاء الافتراضي التقني، ونجحت اللغة العربية في مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في مجال الاتصال وجعلت معظم أفراد المجتمعات بمختلف لغاتهم وطبقاتهم وفئاتهم العمرية يعيشون في ظل عالم تقني متقدم، وتفاعلت الكترونيا مع كل ما هو جديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والمختلفة في ميزاتها وعيوبها، حيث يكمن الجانب السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في التحدي الذي يواجه اللغة العربية في إطار التفاعل الالكتروني الناتج عن تعدد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط تبادل المحادثات الصوتية والمكتوبة والمرئية؛ وذلك في انتشار الأخطاء اللغوية من خلال ما تفرزه هذه الوسائل من ملوثات تؤثر على لغتنا وتهدد هويتنا وثقافتنا العربية الأصيلة وتشوه جمالها، وأهم وأبرز ما يقع فيه المستخدمون من أخطاء يكمن في الاختصارات غير المفيدة للكلمات مثل كلمة (يلد) اختصار لكلمة (يا ولد)، أو إدخال حروف الجر في الكلمات مثل (المفتاح فالبيت) بدلا من (المفتاح في البيت)، أو تكرار حروف المد في الكلمة دون فائدة مثل (خطيييييييير)، أو كتابة الكلمات والجمل دون مسافة بينها نظرا لقلة مساحة الأحرف المسموح بها في بعض التطبيقات مثل (تويتر)، كذلك بعض أساليب الكتابة في وسائل التواصل مما يسمى «العربيزي» وهو كتابة الكلمات العربية بأحرف إنجليزية مثل كتابة كلمة حامد تكتب (7amed)، أو العكس مثل (وذ نكهة)، وكل ذلك التشوه اللغوي والانحراف عن الأداء اللغوي السليم على وسائل التواصل الاجتماعي انعكس بشكل سلبي على المجتمع والمشهد اللغوي السيميائي في الإعلانات والمراكز التجارية وألسنة الأطفال والشباب، وإن الاستمرار في هذا العبث يؤدي إلى تهديد لغتنا وثقافتنا العربية وإلى ضياعها مع مرور الأيام، وزيادة الهوة بين لغة القرآن والأجيال العربية الناشئة.
إذن ماذا نقدم؟ ننشر الوعي اللغوي بين الأفراد والمجتمعات من خلال الفضاء الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعي التي عبرت الحواجز وتخطت الحدود. وماذا ننتظر؟ دور المؤسسات الحكومية والأهلية من فرض الغرامات (للتشوه اللغوي) والتصدي لهذا التهديد اللغوي والثقافي للغتنا وهويتنا.
إضاءة : قال ابن جني في كتابه الخصائص عن اللغة (بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم) أي وصفها بأنها ظاهرة اجتماعية، وأداة تواصل بين أفراد مجتمع معين؛ لذا وجب على الناطقين بها ومستعمليها حفظ مكانتها وتاريخها وصيانة قوانينها وضبط قواعدها.
واللغة بشكل عام قناة الاتصال ومفتاح العقول بين الأمم، ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول الطرق البرية والبحرية من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
ويشهد عالمنا اليوم تطورا علميا وتكنولوجيا أدى إلى تغيّر في الفكر الثقافي والاجتماعي من خلال الفضاء الافتراضي التقني، ونجحت اللغة العربية في مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في مجال الاتصال وجعلت معظم أفراد المجتمعات بمختلف لغاتهم وطبقاتهم وفئاتهم العمرية يعيشون في ظل عالم تقني متقدم، وتفاعلت الكترونيا مع كل ما هو جديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والمختلفة في ميزاتها وعيوبها، حيث يكمن الجانب السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في التحدي الذي يواجه اللغة العربية في إطار التفاعل الالكتروني الناتج عن تعدد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائط تبادل المحادثات الصوتية والمكتوبة والمرئية؛ وذلك في انتشار الأخطاء اللغوية من خلال ما تفرزه هذه الوسائل من ملوثات تؤثر على لغتنا وتهدد هويتنا وثقافتنا العربية الأصيلة وتشوه جمالها، وأهم وأبرز ما يقع فيه المستخدمون من أخطاء يكمن في الاختصارات غير المفيدة للكلمات مثل كلمة (يلد) اختصار لكلمة (يا ولد)، أو إدخال حروف الجر في الكلمات مثل (المفتاح فالبيت) بدلا من (المفتاح في البيت)، أو تكرار حروف المد في الكلمة دون فائدة مثل (خطيييييييير)، أو كتابة الكلمات والجمل دون مسافة بينها نظرا لقلة مساحة الأحرف المسموح بها في بعض التطبيقات مثل (تويتر)، كذلك بعض أساليب الكتابة في وسائل التواصل مما يسمى «العربيزي» وهو كتابة الكلمات العربية بأحرف إنجليزية مثل كتابة كلمة حامد تكتب (7amed)، أو العكس مثل (وذ نكهة)، وكل ذلك التشوه اللغوي والانحراف عن الأداء اللغوي السليم على وسائل التواصل الاجتماعي انعكس بشكل سلبي على المجتمع والمشهد اللغوي السيميائي في الإعلانات والمراكز التجارية وألسنة الأطفال والشباب، وإن الاستمرار في هذا العبث يؤدي إلى تهديد لغتنا وثقافتنا العربية وإلى ضياعها مع مرور الأيام، وزيادة الهوة بين لغة القرآن والأجيال العربية الناشئة.
إذن ماذا نقدم؟ ننشر الوعي اللغوي بين الأفراد والمجتمعات من خلال الفضاء الافتراضي ومنصات التواصل الاجتماعي التي عبرت الحواجز وتخطت الحدود. وماذا ننتظر؟ دور المؤسسات الحكومية والأهلية من فرض الغرامات (للتشوه اللغوي) والتصدي لهذا التهديد اللغوي والثقافي للغتنا وهويتنا.
إضاءة : قال ابن جني في كتابه الخصائص عن اللغة (بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم) أي وصفها بأنها ظاهرة اجتماعية، وأداة تواصل بين أفراد مجتمع معين؛ لذا وجب على الناطقين بها ومستعمليها حفظ مكانتها وتاريخها وصيانة قوانينها وضبط قواعدها.