عقل مبدع وليس مكنسة
الاثنين / 17 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 20:24 - الاثنين 22 نوفمبر 2021 20:24
لكم يدهشنا العقل الإنساني حينما يتميز، ويشق طريق السبق والتفرد بين ممرات الكاذبين والمدعين، بأفكار ونوايا عظيمة يفيد بها الكون، ودون انتظار الدعم الحكومي، ولا التلميع الإعلامي، ولا كنس وشفط وتدوير ذات الأفكار وحلب زيفها على الأوراق، والتأنق في احتفالات ومؤتمرات، يباهي فيها الشاب بما ناله في مسار حياته من شهادات جاهزة، وبراءات غير بريئة، وحضور مبادرات، وتحوير برامج، وبيع وهم، وتشبث بأحلام الكراسي الوثيرة، تهيئ له الثراء والراحة وتبدل نبرة صوته، والتوقيع على أوراق تزيده سلطة وطغيانا وكذبا وخداعا، دون استهداف خير يعم.
حكاية إعجاز أخرى تحسب لعبقري ناشط، بدأ من الصفر، فأدهش العالم بما فكر فيه وقدر، وما حققه من طموحات شهدت لها علوم البشرية.
الشاب الناشط والعالم البيئي الهولندي، «بويان سلات» من مواليد 1994م، طالب الملاحة الجوية الذي تفرد بعبقريته الذاتية حتى أصبح مخترعا عالميا معروفا بمشروعه الخاص «بتنظيف المحيطات»، مبتدئا بما يعرف بـ»دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ»، والتي تجمعت فيها تراكميا ملايين ملايين الأطنان من البلاستيك على أشكال أكياس وعبوات وقطع مختلفة الأحجام والصلابة تم طمرها على مدى العقود الماضية بإهمال الدول المطلة على المحيط، لتحيله إلى المكب العالمي الأوسع الأبشع لأسوأ مخلفات الدول الصناعية والمستهلكة، التي لا تراعي صحة بيئة، ولا يهمها فناء المخلوقات البحرية كبيرها ودقيقها، ولا تكترث بتسمم وتلويت قاع المحيط، ما سيسلب مقومات الحياة السليمة من أهل القرون القادمة، حال لم يجدوا مثل ذلك الشخص المتميز المتفرد سلات، الذي أدرك حجم الكارثة، وجعلها نصب عينيه، وأعمل فكره للبحث وإيجاد الوسيلة، فابتكر منظومة سفن تقوم بأدوار المكنسة العملاقة الذكية القادرة على تنقية وفصل تلك المواد البلاستيكية، وإخراجها من جوف المحيطات، ودون أذية للشعاب المرجانية والحيوانات البحرية، وبتقنية فريدة تحقق النقاء، ودون ما كان يحدث في السابق من عمليات عنيفة شديدة الضرر لاستخراج بعض المخلفات بطريقة الشفط الهيدروليكي، الذي لا يفرق بين الحي والجماد.
لقد كان الشاب، لا يمتلك إلا ثروة العقل، ومفهوم حرص الإنسانية، وثقته بأفكاره وجراءته في العمل على إنجاح مشروعه، فبادر، وقدم نفسه في مؤتمرات طرح فيها أفكاره، وحاول إقناع الناشطين البيئيين للوقوف معه، حتى تمكن من بناء سفينته الأولى صديقة البيئة ذاتية القيادة، والتي أثبتت جودة عملها، وشهد لها المجتمع العلمي العالمي بأنها مفيدة للبيئة، والمناخ، والكوكب كافة، وما لبث بدعم الخيرين أن أنجز هذا المشروع غير الربحي، ليصبح تحت يده أسطول من السفن المبتكرة، التي تسعى لتنظيف وتنقية البحار والمحيطات، أملا في تخليصها من سرطاناتها المتراكمة المزمنة، ومحاولة إعادتها لطبيعتها السابقة قبل أن تجور عليها أيادي الصناعات الكلاسيكية، والتسابق السلطوي، وعقول التهاون والإهمال، التي كانت تطمر السموم القاتلة في المحيطات تأكيدا على همجية وجرم البشر.
مثل هذا المفهوم، يجب أن يكون مثالا حيا بيننا، بمفهوم عقل، وليس مكنسة شهادات، يتعلم من أفكاره أبناؤنا، ومن يرعون المبادرات، بأن الحياة استزادة من فعل الخير، وأن العقل لا توازيه أموال الدنيا، وأن الإخلاص صفة من لا يراؤون بعباطة، ولا يدعون بلوغ قمم العلوم، وهم يشفطون من عبثية بحور سخافة لا شواطئ لها، ولا كينونة.
shaheralnahari@
حكاية إعجاز أخرى تحسب لعبقري ناشط، بدأ من الصفر، فأدهش العالم بما فكر فيه وقدر، وما حققه من طموحات شهدت لها علوم البشرية.
الشاب الناشط والعالم البيئي الهولندي، «بويان سلات» من مواليد 1994م، طالب الملاحة الجوية الذي تفرد بعبقريته الذاتية حتى أصبح مخترعا عالميا معروفا بمشروعه الخاص «بتنظيف المحيطات»، مبتدئا بما يعرف بـ»دوامة نفايات شمال المحيط الهادئ»، والتي تجمعت فيها تراكميا ملايين ملايين الأطنان من البلاستيك على أشكال أكياس وعبوات وقطع مختلفة الأحجام والصلابة تم طمرها على مدى العقود الماضية بإهمال الدول المطلة على المحيط، لتحيله إلى المكب العالمي الأوسع الأبشع لأسوأ مخلفات الدول الصناعية والمستهلكة، التي لا تراعي صحة بيئة، ولا يهمها فناء المخلوقات البحرية كبيرها ودقيقها، ولا تكترث بتسمم وتلويت قاع المحيط، ما سيسلب مقومات الحياة السليمة من أهل القرون القادمة، حال لم يجدوا مثل ذلك الشخص المتميز المتفرد سلات، الذي أدرك حجم الكارثة، وجعلها نصب عينيه، وأعمل فكره للبحث وإيجاد الوسيلة، فابتكر منظومة سفن تقوم بأدوار المكنسة العملاقة الذكية القادرة على تنقية وفصل تلك المواد البلاستيكية، وإخراجها من جوف المحيطات، ودون أذية للشعاب المرجانية والحيوانات البحرية، وبتقنية فريدة تحقق النقاء، ودون ما كان يحدث في السابق من عمليات عنيفة شديدة الضرر لاستخراج بعض المخلفات بطريقة الشفط الهيدروليكي، الذي لا يفرق بين الحي والجماد.
لقد كان الشاب، لا يمتلك إلا ثروة العقل، ومفهوم حرص الإنسانية، وثقته بأفكاره وجراءته في العمل على إنجاح مشروعه، فبادر، وقدم نفسه في مؤتمرات طرح فيها أفكاره، وحاول إقناع الناشطين البيئيين للوقوف معه، حتى تمكن من بناء سفينته الأولى صديقة البيئة ذاتية القيادة، والتي أثبتت جودة عملها، وشهد لها المجتمع العلمي العالمي بأنها مفيدة للبيئة، والمناخ، والكوكب كافة، وما لبث بدعم الخيرين أن أنجز هذا المشروع غير الربحي، ليصبح تحت يده أسطول من السفن المبتكرة، التي تسعى لتنظيف وتنقية البحار والمحيطات، أملا في تخليصها من سرطاناتها المتراكمة المزمنة، ومحاولة إعادتها لطبيعتها السابقة قبل أن تجور عليها أيادي الصناعات الكلاسيكية، والتسابق السلطوي، وعقول التهاون والإهمال، التي كانت تطمر السموم القاتلة في المحيطات تأكيدا على همجية وجرم البشر.
مثل هذا المفهوم، يجب أن يكون مثالا حيا بيننا، بمفهوم عقل، وليس مكنسة شهادات، يتعلم من أفكاره أبناؤنا، ومن يرعون المبادرات، بأن الحياة استزادة من فعل الخير، وأن العقل لا توازيه أموال الدنيا، وأن الإخلاص صفة من لا يراؤون بعباطة، ولا يدعون بلوغ قمم العلوم، وهم يشفطون من عبثية بحور سخافة لا شواطئ لها، ولا كينونة.
shaheralnahari@