على منصات التفسخ الاجتماعي.. ماذا يفعل أبناؤنا خلف أبوابهم المغلقة؟
السبت / 8 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 21:46 - السبت 13 نوفمبر 2021 21:46
في أوقات فراغي المحدودة، لا أمنع نفسي من تصفح بعض تطبيقات التواصل الجديدة وأهمها TikTok، ذلك التطبيق الصيني العجيب، الذي نجح دون سابق إنذار في سحب البساط من تحت أقدام أقرانه الأمريكية، لسهولة التعامل معه، وتعدد مزاياه وخياراته لراغبي الشهرة والانتشار، حيث لا يحتاجون سوى القليل من الحظ، وشيء من «تميز المحتوى».
وهذا المحتوى الذي اختلف حول ماهية تميزه الجميع، انقسم بين «هادف» يحظى بقبول ورضا شرائح من المشاهدين، وآخر «تافه» يلقى رواجا وانتشارا لدى الكثيرين، ويحجز لنفسه مكانا في أعلى سلم المشاهدات.
فالمتنقل بين مقاطع TikTok لا تخطئ عينه وجود فئات تسعى لإثراء المحتوى الالكتروني بتقديم مواضيع قيّمة تحوي معلومات غريبة أو مثيرة أو غير معروفة للناس، ولكن بشكل بسيط ولافت، أو النقل والترجمة عن مصادر أجنبية لغير الناطقين بها، لتوسيع مداركهم وفتح نوافذ جديدة لهم، تمكنهم من الاطلاع على ثقافات لم يعرفوها، أو مشاركة مواهبهم الربانية أو المكتسبة مع المهتمين بهذا النوع من الفنون.
في المقابل اختارت فئات أخرى كل ما هو تافه أو شاذ ليكون مسلكها لحصد المعجبين، إما بإعادة إنتاج مقالب سبقهم لها آخرون وتطبيقها على المحيطين بهم، أو الظهور بشكل غير محتشم كالرقص، والمجون، وترديد عبارات غير لائقة، أو المشاركة في تحديات لا يخلو بعضها من تصرفات لا أخلاقية.
الأسوأ منهم تلك التي قررت مشاركة حياتها مع الناس، من خلال بث مباشر لكل ما يدور داخل بيتها، سواء كانوا في المطبخ أو غرف النوم أو دورات المياه. ولإضفاء شيء من المتعة والتشويق وتحقيق مشاهدات وتفاعل أعلى، لا مانع من افتعال حوارات ومشادات وتعنيف إن تطلب المشهد ذلك.
اللافت أن المحتوى النسائي برغم كثافته وانتشاره، إلا أن قاسمه المشترك هو المحتوى الجنسي، سواء كان ذلك أجنبيا أو عربيا أو حتى محليا، حيث يدور معظمه بين الاستعراض بالجسم وإبراز مناطق الإثارة فيه، أو طرح المواضيع المثيرة حول العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة وما يدور في محيطها.
لذلك أجد من الغريب جدا أنه في ظل الدعم والتمكين غير المسبوق الذي تحظى به المرأة اليوم، وعلى كافة المستويات والأصعدة، الأمر الذي جعل منها ندا للرجل في كثير من الأماكن، وتتفوق عليه في مواقع أخرى، ومع هذا لا يزال هناك نساء لا يرين في أنفسهن أكثر من مؤخرة مقعرة أو صدر نافر، وترفض أن يُنظر لها بخلاف ذلك، كما هو حاصل الآن في إعلانات الترويج لتطبيقات الدردشة الجديدة، أو ألعاب المراهقين الالكترونية.
ختاما، أهمس في أذن مسؤولي البرامج والفضائيات الرصينة، بأن توقفوا عن منح الشهرة لمن لا يستحقها، فاستضافتكم لهم، إغراء لصغار العقول بأن التفاهة والسطحية والاستظراف هي الطريق السهلة لتحقيق الشهرة وجلب المتابعين، وإلى رب كل أسرة، بأن تفقد أبناءك بين حين وآخر، وخصوصا عندما يغلقون أبواب غرفهم على أنفسهم، فبعض ما نراه منهم على منصات التفسخ الاجتماعي لا يليق بهم، ولا يُشرف أحدا أبدا.
@alnowaisir
وهذا المحتوى الذي اختلف حول ماهية تميزه الجميع، انقسم بين «هادف» يحظى بقبول ورضا شرائح من المشاهدين، وآخر «تافه» يلقى رواجا وانتشارا لدى الكثيرين، ويحجز لنفسه مكانا في أعلى سلم المشاهدات.
فالمتنقل بين مقاطع TikTok لا تخطئ عينه وجود فئات تسعى لإثراء المحتوى الالكتروني بتقديم مواضيع قيّمة تحوي معلومات غريبة أو مثيرة أو غير معروفة للناس، ولكن بشكل بسيط ولافت، أو النقل والترجمة عن مصادر أجنبية لغير الناطقين بها، لتوسيع مداركهم وفتح نوافذ جديدة لهم، تمكنهم من الاطلاع على ثقافات لم يعرفوها، أو مشاركة مواهبهم الربانية أو المكتسبة مع المهتمين بهذا النوع من الفنون.
في المقابل اختارت فئات أخرى كل ما هو تافه أو شاذ ليكون مسلكها لحصد المعجبين، إما بإعادة إنتاج مقالب سبقهم لها آخرون وتطبيقها على المحيطين بهم، أو الظهور بشكل غير محتشم كالرقص، والمجون، وترديد عبارات غير لائقة، أو المشاركة في تحديات لا يخلو بعضها من تصرفات لا أخلاقية.
الأسوأ منهم تلك التي قررت مشاركة حياتها مع الناس، من خلال بث مباشر لكل ما يدور داخل بيتها، سواء كانوا في المطبخ أو غرف النوم أو دورات المياه. ولإضفاء شيء من المتعة والتشويق وتحقيق مشاهدات وتفاعل أعلى، لا مانع من افتعال حوارات ومشادات وتعنيف إن تطلب المشهد ذلك.
اللافت أن المحتوى النسائي برغم كثافته وانتشاره، إلا أن قاسمه المشترك هو المحتوى الجنسي، سواء كان ذلك أجنبيا أو عربيا أو حتى محليا، حيث يدور معظمه بين الاستعراض بالجسم وإبراز مناطق الإثارة فيه، أو طرح المواضيع المثيرة حول العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة وما يدور في محيطها.
لذلك أجد من الغريب جدا أنه في ظل الدعم والتمكين غير المسبوق الذي تحظى به المرأة اليوم، وعلى كافة المستويات والأصعدة، الأمر الذي جعل منها ندا للرجل في كثير من الأماكن، وتتفوق عليه في مواقع أخرى، ومع هذا لا يزال هناك نساء لا يرين في أنفسهن أكثر من مؤخرة مقعرة أو صدر نافر، وترفض أن يُنظر لها بخلاف ذلك، كما هو حاصل الآن في إعلانات الترويج لتطبيقات الدردشة الجديدة، أو ألعاب المراهقين الالكترونية.
ختاما، أهمس في أذن مسؤولي البرامج والفضائيات الرصينة، بأن توقفوا عن منح الشهرة لمن لا يستحقها، فاستضافتكم لهم، إغراء لصغار العقول بأن التفاهة والسطحية والاستظراف هي الطريق السهلة لتحقيق الشهرة وجلب المتابعين، وإلى رب كل أسرة، بأن تفقد أبناءك بين حين وآخر، وخصوصا عندما يغلقون أبواب غرفهم على أنفسهم، فبعض ما نراه منهم على منصات التفسخ الاجتماعي لا يليق بهم، ولا يُشرف أحدا أبدا.
@alnowaisir