العالم

طرد السفراء رسالة خليجية لوقف إساءات حكومة لبنان

7 ثوابت قادت المملكة لاتخاذ إجراءات قوية لوقف إساءات حزب الله الإرهابي

شحنة مخدرات لبنانية ضبطتها القوات السعودية في وقت سابق (مكة)
طالبت غالبية دول الخليج من سفراء لبنان لديها، بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، في أعقاب الإساءات المتكررة التي يقف وراءها حزب الله الإرهابي، واكتفت خلالها الحكومة اللبنانية بالفرجة والاستنكار.

وبعد ساعات من الإجراءات السعودية التي شملت استدعاء سفير المملكة في لبنان للتشاور، ومغادرة سفير لبنان لدى الرياض خلال الـ(48) ساعة، ووقف كل الواردات اللبنانية إلى السعودية، أعلنت وزارتا الخارجية في البحرين والكويت سحب السفيرين من بيروت، وطالبت سفيري لبنان بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، فيما استدعت الإمارات السفير اللبناني لديها على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، معتبرة إياها «مهاترات» تنم عن ابتعاد لبنان بشكل متزايد عن الدول العربية.

طرد السفير

وبينما تصدر وسم #طرد_سفيرلبنان_من _السعودية صدارة مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج أمس، أوضحت المملكة في بيانها أن لـ»لبنان أرضا وشعبا، مكانة كبيرة وبالغة الأهمية لدى المملكة قيادة وشعبا، والإجراءات التي اتخذت تجاه العلاقات الدبلوماسية لا تستهدف الشعب اللبناني الكريم بقدر ما تستهدف سياسات حكوماته العدائية وغير النزيهة، والتي لا تتفق لا مع مبادئ الأخوة العربية ولا حسن العلاقات مع البلدان».

ولفت مراقبون إلى مواقف السعودية مع لبنان سياسيا واقتصاديا، حيث حافظت على أمنه وسلمه الأهلي والاجتماعي وجنبته ويلات الحروب والاقتتال، إلا أن الحكومات اللبنانية ترد على هذا الإحسان بالإساءات المتكررة، وهو ما يعد خطا أحمر بالنسبة للسعودية في علاقاتها مع الدول العربية، وأشاروا إلى أن الطبقة السياسية الحاكمة للبنان وحدها من يتحمل مسؤولية بلوغ العلاقات مع السعودية إلى هذا الحد المؤسف الذي لم تكن لتلجأ إليه الرياض لولا استمراء السياسيين اللبنانيين من وزراء وغيرهم في إساءاتهم المتعمدة تجاه المملكة.

رسالة بالغة

وأجمع المراقبون على أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه العلاقات مع لبنان تعد رسالة بالغة الأهمية لكل من يظن أن تجاوزاته للمملكة ستمر مرور الكرام، فالحكومة السعودية لا تقبل أي إساءة لبلادها بأي حال من الأحوال، وأشاروا إلى أنه يخطأ من يظن أن صمت الحكومة السعودية تجاه الإساءات الماضية هو من منطلق ضعف، فالإجراءات الأخيرة تؤكد أن الإساءة لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، وأن الحكمة وضبط النفس والتحامل على الإساءة لا يمكن أن تدوم طويلا.

ولفتوا إلى إساءات حزب الله الإرهابي تجاه المملكة، تفرجت عليها الحكومة اللبنانية مطولا، ولم تكتف بذلك، وإنما بلغت مبلغا لم نشهده مسبقا بتكرار الإساءات من وزراء الحكومة نفسها، وهو ما يعني أنها موقف رسمي من الدولة، مؤكدين أن استثناء العمالة اللبنانية بالمملكة من أي إجراءات اتخذتها المملكة دليل على أن الحكومة السعودية تقدر الشعب اللبناني ولا تحمله جريرة أخطاء حكومته، ولا ترغب في اتخاذ أي إجراءات من شأنها تزيد من سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها.

غضب خليجي

وتواصل الغضب الخليجي، وفي حين أعلنت الخارجية البحرينية أنها طلبت من سفير لبنان لدىها مغادرة أراضيها خلال الـ48 ساعة المقبلة، على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف المرفوضة والمسيئة التي صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الآونة الأخيرة، أكدت الكويت مغادرة السفير اللبناني خلال الفترة نفسها، مشيرة إلى حرصها على الأشقاء اللبنانيين المقيمين وعدم المساس بهم.

واستدعت الإمارات السفير اللبناني لديها على خلفية تصريحات جورج قرداحي، الأربعاء، معتبرة إياها «مهاترات» تنم عن ابتعاد لبنان بشكل متزايد عن الدول العربية، وأعربت الخارجية الإماراتية في بيان عن «استنكارها واستهجانها الشديدين إزاء هذه التصريحات المشينة والمتحيزة، التي أدلى بها جورج قرداحي وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية».

في المقابل، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثا لاستعادة قدر من الإيجابية في تلك العلاقات يعين لبنان على تجاوز التحديات التي يواجهها.

استقالة قرداحي

وفي تلميح إلى إمكانية استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، طلب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال اتصاله به «تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية»، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

وتشاور ميقاتي مع الرئيس اللبناني ميشال عون في المستجدات، وطلب من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب البقاء في بيروت وعدم التحاقه بالوفد اللبناني إلى «مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي» في أسكتلندا، لمواكبة التطورات والمستجدات الأخيرة وإنشاء خلية لإدارة هذه الأزمة المستجدة على لبنان.

وأعلن بوحبيب عن توليه من بيروت بالتنسيق والتشاور مع الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي «إدارة خلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المؤسف المستجد، لأننا مؤمنون بأن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في السعودية ودول الخليج، ويمكن تخطيها وحلها بالحوار الأخوي الصادق ولمصلحة بلداننا الصديقة».

ثوابت السعودية في أزمة لبنان:
  • الإجراءات لا تستهدف الشعب اللبناني، بل موجهة لحكوماته العدائية وغير النزيهة.
  • الرد على إحسان المملكة ووقوفها مع شقيقتها وتجنيبها ويلات الحرب بالإساءة المتكررة.
  • الطبقة الحاكمة اللبنانية أوصلت العلاقات إلى هذا الحد المؤسف بسبب الإساءات المتعمدة.
  • إجراءات المملكة رسالة بالغة الأهمية لمن يظن أن تجاوزاته ستمر مرور الكرام.
  • يخطئ من يظن أن الصمت تجاه الإساءات من منطلق ضعف، فضبط النفس لا يمكن أن يدوم.
  • اكتفت الحكومة بالفرجة على إساءات حزب الله الإرهابي، مما يؤكد أنها باتت موقفا رسميا.
  • استثناء العمالة من أي إجراءات دليل على أن المملكة تقدر الشعب اللبناني ولا تحمله جريرة أخطاء حكومته.