العالم

تعليم الأفغانيات مسموح به في الشمال وممنوع بالجنوب

جامعيات أفغانيات تلجأن لخيارات صعبة لإكمال تعليمهن

أحد فصول الدراسة في أفغانستان (مكة)
سمحت حركة طالبان الأفغانية للفتيات في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالعودة للمدارس في شمال البلاد، في حين علقت تعليمهن في الجنوب.. وفقا لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الفتيات في مدينة مزار الشريف كن محظوظات، فقد سمح لهن بالعودة للمدارس على عكس باقي أجزاء البلاد، وأكدت أن هذا القرار يؤكد كيفية اختلاف تعامل طالبان مع أجزاء البلاد المختلفة بناء على ثقافة هذه المناطق.

وتحت ضغط الحكومات الأجنبية وجماعات الإغاثة الدولية، وعد مسؤولو طالبان أن الأمور بالنسبة للنساء والفتيات ستختلف عن فترة حكمهم في التسعينيات، وأنهم يسمحون بكل أشكال التعليم للفتيات بما في ذلك برامج الدراسات العليا، لكن عددا من الآباء والمعلمين ما زالوا يشككون في هذه الوعود، خاصة أن الحكومة الجديدة لحركة طالبان لم تضم أي مرأة.

تدمير المرأة

وقالت شكيلة، والدة إحدى الفتيات في تقرير للصحيفة الأمريكية «قد يفتحون مدارس، لكنهم يحاولون بشكل غير مباشر تدمير تعليم المرأة».

تتذكر شكيلة كيف فقدت وظيفتها كأستاذة للأدب عندما سيطرت طالبان على البلاد لأول مرة، عندما منعت النساء من التعليم والعمل. وقالت «حتى لو تمكنت بناتها من الالتحاق بالمدرسة الثانوية، فقد كانت تعلم أنهن سيتخرجن في بلد يتعارض تماما مع طموحاتهن».

عندما أعيد فتح المدارس للفتيات المراهقات الشهر الماضي، أثارت الأخبار طاقة ابنتها، نرجس 17 عاما، وهي طالبة متفوقة مصممة على أن تصبح طبيبة.

في اليوم الأول لابنتها في الفصل، توجهت إلى أحد معلمي ابنتها، وطلبت منها طلبا غير عادي، قالت «من فضلك، اجعلوا الفتيات أقل حماسة بشأن تعليمهن». وأضافت وهي تنظر إلى ابنتها نرجس «هذا الجيل هش، إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الجامعة، فسوف تدمر بالكامل».

شروط صعبة

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن حركة طالبان وضعت شروطا صعبة بالنسبة لعودة الفتيات للمدارس في مزار الشريف، بدرجة دفعت العديد من الفتيات للتخلي عن فكرة الذهاب للمدرسة، حيث وضعت قواعد تفصل الفتيات والشباب في الفصول الدراسية، مما أدى إلى تفاقم النقص الحاد في المعلمين وتهدد بإلغاء فرص التعليم العالي للفتيات.

ورفض عدد من الآباء ذهاب بناتهم إلى المدارسة، خوفا من مقاتلي طالبان الذين يصطفون في الشوارع، بالإضافة إلى أن بعضهم لا يرون لتعليم الفتيات قيمة في بلد تختفي فيه فرص العمل للنساء بين عشية وضحاها. ويقول المعلمون في مدينتي مزار الشريف ومدينة قندوز «إنه بعد السماح للفتيات بالعودة إلى المدارس عاد أقل من نصفهن فقط».

منع النساء

وخلال نظام طالبان الأول في التسعينيات، منعت النساء والفتيات من الذهاب إلى المدرسة، وتم رفع هذه القيود عندما تمت الإطاحة بهم في عام 2001، وازدهرت فرص تعليم النساء تدريجيا، وبحلول عام 2018، كان أربعة من كل 10 طلاب مسجلين في المدارس من الفتيات، وفقا لليونسكو. وفي المدن الحضرية مثل مزار الشريف، أصبح التعليم طريقا حيويا لاستقلال الشابات على مدار العشرين عاما الماضية.

ووجهت جماعات حقوق الإنسان الدولية اللوم إلى الحكومة الجديدة لعدم إعادة فتح جميع المدارس للفتيات حتى بعد عودة زملائهم الذكور الشهر الماضي. واتهمت طالبان باستخدام التهديدات والترهيب لخفض معدلات الحضور بين الطالبات.

معاناة الجامعيات

على صعيد متصل، سلط تقرير لمجلة «تايم» الأمريكية الضوء على معاناة الطالبات الأفغانيات منذ استيلاء طالبان على السلطة منتصف أغسطس الماضي.

وتحدثت المجلة عن رواية الطالبة فرح (24 عاما) التي كانت في الجامعة عندما سمعت خبر سيطرة طالبان على كابل، وكان ذلك آخر يوم لها في الدراسة، وقالت فرح، التي طلبت من المجلة عدم الكشف عن اسمها خوفا على سلامتها، «إن الطلاب وقفوا فور علمهم بخبر استيلاء طالبان على كابل وبدؤوا في جمع متعلقاتهم».

حظر الطالبات

ومنذ انهيار الحكومة الأفغانية، منذ شهرين، تم منع الآلاف من الفتيات والنساء الأفغانيات من الذهاب إلى المدارس الثانوية والجامعات، ما أدى إلى مصير مجهول بشأن مستقبلهن في التعليم، وقبل أن تستولي طالبان على العاصمة دون قتال، كان حوالي 20 ألف من طلاب جامعة كابول، من الإناث. وعلى مدى عقدين من الزمن، أنفقت الولايات المتحدة، منذ تدخلها، حوالي مليار دولار على تعليم النساء والفتيات الأفغانيات.